26 سبتمبر 2011

المدنيّة الماديّة والمدنيّة الإلهيّة…

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, مراحل التقدم, المبادىء, المجتمع الأنسانى, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الأنسان, الأخلاق, الأديان العظيمة, التفكير, التعاون, الجنس البشرى, الجامعة البهائية, الدين البهائى, السلوك, السلام, اختلاف المفاهيم, تاريخ الأنسانية, تطور العالم في 3:36 م بواسطة bahlmbyom

مّا الفّرق بين المدنيّة الماديّة الشّائعة اليوم والمدنيّة الإلهيّة؟؟

المدنية الألهية والمدنية المادية هما ركنى “النجاح والفلاح” للجنس البشرى ..بهما يحلق الإنسان نحو عوالم المعرفة الحقيقىة متحلياً بالكمالات الروحية فيحقق بذلك المعادلة الهامة فى النجاح فبدون أحدهما تصبح البشرية كطائر بجناح واحد لايستطيع التحليق نحو الأفاق الحقيقية للمعرفـــــــــــة.

               إنّ المدنيّة المادّيّة تردع الخَلق من ارتكاب قبائح الأعمال بقوّة القصاص وتمنعهم عن ذلك بواسطة القوانين الجزائيّة، ومع ذلك تلاحظ أنّ القوانين الجزائيّة والأحكام العنيفة ما دامت في التّوسع دون أن تكون هناك قوانين للمكافاة، ففي مدن كثيرة  أُسِّست أبنية وشُيِّدت سجون واسعة لتعذيب المجرمين، وأمّا المدنيّة الإلهيّة تُربّي النّاس بحيث لا يرتكب أحد جريمة إلاّ من شذّ وندر ولا حكم على النّادر. إذًا ثمّة فرق بين أن تمنع الناس من القبائح والجرائم بواسطة الزّجر والقصاص وشدّة الانتقام، أو أن تربّيهم وتنوّرهم وتهبهم روحانيّة، بحيث إنّهم لا يتجنّبون الجرائم خوفًا من القصاص والزّجر والانتقام فحسب بل يعتبرون الجريمة نفسها نقمة كبرى وجزاءً عظيمًا، وينجذبون إلى فضائل العالم الإنسانيّ ويضحّون من أجل نورانيّة البشر وترويج الصّفات المقبولة لدى عتبة الكبرياء، لذلك لاحظ مدى البون الشّاسع بين المدنيّتين المادّيّة والرّوحانيّة، فالمدنيّة المادّيّة تردع الأذى والضّرر بالقصاص من  البشر لتمنعهم عن ارتكاب الجرائم ولكنّ المدنيّة الإلهيّة تربّيهم بحيث يتجنّبون الإجرام دون خوف من الجزاء ويعتبرون نفس الجريمة أعظم عقوبة فينصرفون إلى اكتساب الفضائل الإنسانيّة وإلى ما هو السّبب في تقدّم البشر وما يؤدّي إلى نورانيّة العالم الإنساني”.

“ابذلوا الجهد لنيل العلوم العصريّة المتقدّمة واسعوا سعيًا حثيثًا في سبيل المدنيّة الرّوحانيّة المقدّسة، أسِّسوا مدارس في غاية الانتظام لترويج مبادئ المعارف وطُرُق اكتسابها، وعيّنوا معلّمين لها يكونون في غاية التّقديس والتّنزيه جامعين للآداب والكمالات وهيّئوا لها مربّين وأساتذة من ذوي العلوم والفنون، وعلى هيئة أيادي أمر الله المقدّسة أن يواظبوا على حفظ شؤون هذه المدارس وتمهيد ما يلزم لها، لكي تتهيّأ لها يومًا فيومًا سُبُل التّقدّم من جميع الجهات وتسطع منها أنوار العلم على الأرجاء”.

أضف تعليق