4 أكتوبر 2011

تعليم الأطفال وتربية النّشء من أعظم المناقب للإنسان..

Posted in قضايا السلام, مراحل التقدم, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المشورة, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الأبناء, الأباء, الأخلاق في 1:04 م بواسطة bahlmbyom

 مما لاشك فيه ان كلّ طفل يمكنه أن يغدو سببًا لإنارة العالم أو علّة لظلمة الآفاق، لهذا يجب اعتبار مسألة التّربية أمرًا في غاية الأهمّيّةإنّ تعليم الأطفال وتربية النّاشئة من أعظم المناقب للإنسان وهو جاذب ألطاف الرّبّ الرّحمن وعنايته، لأنّه أسّ أساس فضائل العالم الإنسانيّ وسبب التّدرّج إلى أوج العزّة الأبديّة، وعندما يتربّى الولد وهو في سنّ الطّفولة مَثَله مثل غرسة على ضفّة ساقية العلم والإدراك، يشرب زلال المعاني بعناية من بستانيّ حديقة الأحديّة،

ولا شكّ أنّه يأخذ نصيبه من أشعّة شمس الحقيقة ويتّسم بالطّراوة واللّطافة البالغة في بستان الوجود إثر حرارة الشّمس وأشعّتها، إذًا يجب على المعلّم أن يكون حكيمًا، وذلك يعني أن يربّي الأطفال ويعدّل أخلاقهم ويعلّمهم العلم والحكمة ويعوّدهم على الشّيم والخصال الرّبّانيّة فيكون للأخلاق طبيبًا كي يعالج أبناء البشر من الأمراض الرّوحانيّة. إذا بذلت همّة عظيمة في هذا المجال الخطير تزيّن العالم الإنساني بزينة ليس فوقها زينة ونورانيّة ليست فوقها نورانيّة، فيتحوّل العالم الظّلماني إلى عالم نورانيّ ويصبح الحيّز الأدنى جنّة خالدة بحيث يصير الشّيطان ملاكًا والذّئاب رعاة أغنام، والكلاب غزلان سهول الوحدة، والسّباع قطعانًا مجترّة والضّواري ذوات المخالب الحادّة طيورًا ذوات أنغام عذبة، ذلك أنّ الحقيقة الإنسانيّة هي الخطّ الفاصل بين الظّلّ والنّور وهي مجمع البحرين ونهاية قوس النّزول

لهذا فهي تملك استعدادًا للوصول إلى جميع المراتب، فبالتّربية يكتسب الفضائل وبفقدانها يهبط إلى أسفل دركات النّقائص، كلّ طفل يمكنه أن يغدو سببًا لإنارة العالم أو علّة لظلمة الآفاق، لهذا يجب اعتبار مسألة التّربية أمرًا في غاية الأهمّيّة، يجب إرضاع الأطفال من مستهلّ طفولتهم حليب ثدي محبّة الله وتربيتهم في حضن معرفة الله، حتّى يصبحوا نورانيّين ورحمانيّين يتعلّمون العلم والحكمة ويتخلّقون بأخلاق الملائكة، وبالنّظر إلى أنّك الآن عُيّنت لهذه الخدمة المقدّسة فلا شكّ في أنّك سوف تبذل همّة عظيمة حتّى تصبح تلك المدرسة شهيرة الآفاق في جميع الشّؤون والمراتب وسببًا لعزّة كلمة الله”.

“إنّ تعليم الأطفال وتربية شجيرات جنّة الأبهى هما من أعظم الخدمات للعتبة الإلهيّة كي يترعرعوا كلآلئ الموهبة الإلهيّة في أصداف التّربية بفيض الهداية فيصبحوا زينة لإكليل العزّة الأبديّة، غير أنّ القيام بهذه الخدمة صعب جدًّا وإيفاءها أصعب. أملي أن توفّق بهذه

الخدمة العظمى وتؤدّيها حتّى تصبح مظهرًا للموهبة الكبرى وتربّي جميع الأطفال تربية إلهيّة ويتعطّر خلقهم وشيمهم كنفحات حديقة الأبهى فتجعل مشام أهل الآفاق يعبق بعبير رائحته”.