30 جوان 2016
الاهتمام بقيم الوحدة والعدل
إنّ النموذج الملحّ للتّداخل والتّكامل للثقافات في العالم والشعوب قد يكمن في خاصية التّشكيل والتّنسيق الذي يتسم بهما الجسم البشري. هذا الكائن الذى يحتوي على الملايين من الخلايا ذات التّنوع الهائل من حيث الشكل والوظيفة تعمل كلّها في تعاون وتنسيق لتجعل من الوجود البشريّ ممكنًا. فكلّ خلية مهما صغرت لها دور تقوم به في المحافظة على سلامة الجسم، ومنذ البداية ترتبط كلّ منها بعــملية من الأخذ والعطاء مستمرّة مدى الحياة. وبالطريقة نفسها، فإنّ الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم لبناء مجتمعات تسترشد بقــيم التّعاون والتواصل المتبادل تمثّل تحدّيًا للأفكار السّائدة بأنّ الطبيعة البشريّة في أصلهــــا أنانيّة، تنافسيّة، وتسير طبقًا لاعتبارات ماديّة. إنّ الوعي المتنامي بإنسانية مشتركة والذي يكمن تحت سطح هوياتنا المختلفة إنّما يعيد إلينا النّظر إلى حقيقة علاقاتنا مع بعضنا البعض كشعوب وأمم، ودورنا المشترك للحفاظ على بيئتنا الطبيعيّة. وسواء قُوبل ذلك بالمعارضة والعناد في بعض المجتمعات أو بالترحيب في مناطق أخرى كخلاص من ظلم فادح، فإن الوعي بأننا جميعًا جزء من عائلة إنسانية لا تتجزأ هو في طريقه ليصبح المعيار الذي نحكم به على جهودنا الجماعية.
في هذا الوقت من الانتقال إلى نظام اجتماعي جديد، تستجمع عمليات البناء والتكامل الاجتماعيّ زخمًا جنبًا إلى جنب مع عمليات الهدم والتفكك ذات العلاقة . فانهيار الأُسس الأخلاقية، والمؤسّسات التي عفا عليها الزّمن والشــعور بخيبة الأمل، تعمل على إثارة الفوضى والتـــدهور في النظام الاجتماعي، بينما وفي الوقت نفسه، تعمل قـــوى البناء على تنمية قواعد جديدة للـــتعاون وتحوّل في طبيعة ونــــطاق العمل الجماعي. إنّ عمليات البناء هذه تبدو واضحة بتزايد الشبكات الاجتماعية التي ظهرت بفضل تقنية المعلومات وتوسيع دائرة حق الاقتراع والمشاركة الرسمية في أنظمة الحُكم والتوجّهات الجماعيّة لتنمية المعارف ونشرها والتوسع في التعليم ورفع مستوى الوعي في التّرابط المشترك بين النّاس، وتطوّر آليات جديدة للتّعاون الدوليّ، وما شابه ذلك. وبالمثل، يمكن ملاحظة ظهور عمليات صنع القرار المتّسمة بالشمولية المتزايدة عادلة وجامعة للشمل ومواجهة بذلك نظام التحزب كوسيلة لمعالجة المشاكل التي تواجه المجتمعات المترابطة على نحو متزايد.
وفي هذا السياق، فإن الجامعة البهائية العالمية ترغب في عرض خبرتها في عملية بحث وتقصٍ مُشترك تُعرف بالمشورة، والتي تُستخَدم كأساس لآليّة المداولات وصنع القرار في الجامعات البهائية في جميع أنحاء العالم. إنّ المشورة هي طريقة للبحث والتقصي الجماعي تعمل على خلق الوحدة لا الانقسام. وبانخراطهم في المناقشات، يُشجع المشاركون على التعبير عن أنفسهم بكل حرية، وفي نفس الوقت، بكلّ وقار واحترام. لا مجال فيه للتعلّق بالآراء والمواقف الشخصيّة فيما يخصّ المسألة قيد البحث – فالرّأي المطروح لا يعود ملكًا لصاحبه فور طرحه بل يصبح مادة لدى المجموعة لتتبناه أو تعدّله أو تطرحه جانبًا. وعندما تبسط المشورة وتتفتح يجهد المشاركون في تحديد المبادئ الخُلقية ذات الصلة وتطبيقها. وقد تشمل هذه مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وصيانة شأن البيئة الطبيعيّة ومحو التّعـصبات وإزالة الثّراء الفاحش والفقر المدقع، وما شابه ذلك. بهذه الوسيلة، وعلى عكس المواجهة التحزّبيّة والجدال، تعمل على تحويل مسار المداولات نحو البؤرة، مبتعدة فيها عن المصالح المتنافسة المتضاربة، دافعة إيّاها إلى ميدان المبادئ حيث تكون الأهداف الجماعية ومسارات العمل أكثر قابلية للظهور والانتشار.
إنّ التنوّع في وجهات النّظر ذات قيمة عظيمة، وكذلك المساهمات التى يتقدّم بها المشاركون في الحوار، حيث يثري التنوّع المداولات والبحث والتقصّي الجماعي والجذب الفعّال لوجهات نظر أولئك الذين كانوا عادة مُستَثنَون من المشاركة في صنع القرار، ويزيد من مجموع الموارد الفكريّة، بل ويدعم أيضًا الدّمج، والالتزام المتبادل الذي يحتاجهما العمل الجماعي. وعلى سبيل المثال، يساهم التّقدير الممنوح للتنوّع وتشجيع الأقليات في الطريقة التي تتمّ بها الانتخابات لمجالس الإدارة المحليّة داخل الجامعات البهائية: في حال تعادل الأصوات، يتمّ منح الوظيفة إلى مرشّح الأقليّة.
ولكنّ التنوّع في وجهات النّظر في حدّ ذاته، لا يمدّ الجامعات بوسيلة لحلّ الخلافات أو التوترات الاجتماعيّة. ففي المشورة، ترتبط قيمة التنوّع ارتباطًا وثيقًا مع تحقيق هدف الوحدة والاتحاد. وهذا ليس اتّحادًا مثاليًّا، ولكنّه اتّحاد يقرّ الاختلافات ويسعى لتجاوزها من خلال المداولات القائمة على المبدأ. إنّها وحدة في داخلها التنوّع والتعدّد. فبينما يكون لدى المشاركين آراء ووجهات نظر مختلفة في القضــايا المطروحة، إلاّ أنّهم يتبادلون ويتقصّون هذه الاختلافات بطريقة تساهم في تحقيق الوحدة ضمن إطار المشورة وانطلاقًا من الالتزام بالعمليّة والمبادئ التي تحكمها. إنّ الوحدة المبنية على العدل هي سمة للتفاعل الإنسانيّ يجب دعمها والدّفاع عنها في محيط تعمل فيه الطّوائف والفصائل السياسيّة والجماعات المتصارعة والتمييز المتأصّل على إضعاف المجتمعات وتركه عرضة للاستغلال والقمع. إنّ مبدأ “الوحدة في التنوّع” ينطبق أيضًا على الطريقة التي يتم بها تطبيق قرارات الهيئة التشاوريّة: فجميع المشاركين مدعوون لدعم القرار الذي تمّ التوصل إليه من قبل المجموعة، بغضّ النّظر عن الآراء التي عبروا عنها في المناقشات. وإذا ما ثبت عدم صحّة القرار، سيتعلّم جميع المشاركين من عيوبه وسوف يعيدون النظر في القرار حسب الحاجة.
تعتمد مبــادئ وأهداف العملية التشاوريّة على مفهوم أنّ الكائن البشريّ هو نبيل في الأساس. فهو يمتلك العقل والوجدان بالإضافة إلى القدرة على البحث والفهم والتعاطف وخدمة الصّالح العام. وفي غياب وجهة النّظر هذه، يعلو ذكر المسميات مثل “المُهمّش” أو “الفقير” أو “الضعيف” فيكون التّركيز على أوجه النقص والاحتياج التي بدورها تحجب الصّفات والقدرات المتنوعة لدى البشر. وبالتأكيد، فإنّ الاحتياجات والمظالم الكامنة يجب معالجتها من خلال العملية التشاوريّة، ولكن على الأفراد، كمشاركين في المشورة، أن يسعوا جاهدين لينظر بعضهم إلى الآخر على ضوء نُبلهم وقابليتهم. ويجب أن يُمنح كلّ واحد منهم الحــرّيّة في ممارسة مَلَكات العقل والوجـدان، وأن يعبّروا عن وجهة نظرهم وأن يبحثوا عن الحقيقة والمغزى لأنفسهم، وأن يروا العالم بعيونهم. أمّا بالنسبة للعديدين الذين لم يجرّبوا مثل هذه الحرّيات، فستساعد المشورة في البدء في هذا المسار ليصبحوا من خلاله تدريجيًا قائمين على تطوّرهم الشخصيّ ومشاركين مشاركة كاملة في الحضارة العالميّة.
إنّ تجربة الجامعة البهائيّة في العالم، المتواجدة في ١٨٨ دولة و٤٥ منطقة توأم، تقترح بأنّ العملية التشاوريّة لها تطبيق عالميّ ولا تنحاز لثقافة أو طبقة أو عِرق أو جنس معين. يسعى البهائيون جاهدين لتطبيق مبادئ المشورة داخل عائلاتهم وجامعاتهم ومنظماتهم وأعمالهم والهيئات المنتخبة. وبتحسين هذه الممارسات، وتطويرها يُتاح المجال للمشاركين للوصول إلى رؤية وفهم أوضح فيما يتعلّق بالمواضيع قيد الدراسة، وتبنّي الأساليب الأكثر إيجابية في التعبير ثم توجيه المواهب المختلفة ووجهات النظر نحو الأهداف العامة، وبناء الفكر المتكاتف والعمل الموحّد ودعم العدل في كلّ مرحلة من مراحل العمليّة. ومن أجل تطوير وتطبيق هذه العمليات التكامليّة على المستوى العالميّ وإتاحة المجال أمامها لتُعطي ثمارها، يجب أن تكون هذه جنبًا إلى جنب مع الجهود الرّامية لتوفير التّعليم الشامل وإصلاح طرق وأساليب الحُكم، ومحو التعصبات والحد من الغنى الفاحش والفقر المدقع، بالإضافة إلى دعم وترويج لغة عالميّة تسهّل التواصل ما بين الشعوب والأمم جمعاء. ستعمل مثل هذه الجهود على إيجاد أشكال من التكامل الاجتماعيّ التي تحقق الوحدة والعدالة، ومن خلالها يمكن للشعوب أن تكافح معًا من أجل بناء نظام اجتماعي جديد.
إننا نختم بدعوتكم للمشاركة معنا في عمليّة البحث والتقصّي للنّظر في المسائل التالية. فيما يتعلق بالمشورة: ما هي الافتراضات حول الطبيعة الإنسانيّة وأنماط التّنظيم الاجتماعي التي تكمن وراء الخصومة في المداولات واتخاذ القرار (على سبيل المثال، المناظرات، الدعاية، التحزّب…إلخ)؟ ماهي وجهات الّنظر في الطبيعة البشريّة التي تؤدي إلى أنماط التّعاون في المداولات وصنع القرار وتبادل النفع وشراكته؟ كيف يمكن تعزيز العمليات التداولية التي تشجّع على حرية التّعبير وتحقّق الوحدة بين المشاركين؟ ما هي الهياكل الاجتماعية التي يجب أن تتوفر من أجل دعم المزيد من شمولية المشاركة في عمليات التداول وصنع القرار؟ وما هو دور القيادة والسلطة في عمليات التداول وصنع القرار التي تساهم في تحقيق الوحدة؟ وهل من أمثلة أخرى للعمليات التكاملية لصنع القرار؟ أمّا فيما يتعلّق بالتّكامل الاجتماعي: كيف يمكن إزالة التوتّرات الاجتماعيّة في إطار موحـّد؟ كيف نضمن أن لا تساهم زيادة الوعي ومعالجة أوضاع الظّلم التي تؤثر على مجموعة معينة، في زيادة التمييز والانقسام؟ وكيف نضمن أن لا يعزّز التّأكيد على قيم الوحدة والاتحاد، عادات القبول والاستسلام السلبية، بدلاً من أن يدعم ويقوي الإرادة في سبيل نصرة العدل؟
بيانات وتقارير الجامعة البهائية العالمية
النص الإنجليزي:
Transforming Collective Deliberation: Valuing Unity and Justice
2 جوان 2016
صيانة وتعزيز وحدة الأسرة ووحدة المجتمع
إن التوزيع العادل للمسئوليات بين الرجال والنساء يمثل عاملاً مكملاً من عوامل إقامة علاقات مؤسسة على العدل – علاقات تشكل أساساً نحو خير الأفراد والأسر والمجتمعات وتنميتهم. لا جدال،
في هذا الوقت، في أن المساواة بين الرجال والنساء – التي تنعكس بنحو جزئي من خلال الشراكة المتكافئة والعادلة في المسئوليات – قد صارت في متناول اليد وفي أمس الحاجة إليها. إنه على الرغم من أن الكثير من حكومات العالم قد إلتزمت بتحقيق شراكة متساوية بين الرجال والنساء داخل الأسرة وفي المجتمع وفي الحياة العامة، إلا أن أفراداً ما زالوا يناضلون ضد أساليب الهيمنة والعنف المتأصلة التي تمثل كثيراً من مظاهر التفاعل البشري.يطرح هدف اقتسام المسئوليات أسئلة عن طبيعة الحياة الإنسانية والغرض منها، وكيف توفر تلك الطبيعة وذلك الغرض التوضيح لمجال المسئوليات وتخصيصها. تسترشد الجامعة البهائية العالمية بإدراكها للنبل الجوهري لكل كائن بشري وبقدرته على أن يتطور روحياً وعقلياً وعلى أن يصبح مصدراً لدعم الآخرين ومساندتهم. فنحن نرى كل فرد حائزاً على مواهب نفيسة يمكن لها، من خلال التربية، أن تنمو وتنعكس على الخير العام. إضافة إلى ذلك، لمّا كان الرجال والنساء متفاوتين جسمانياً فإن هويتهم الروحية متساوية، إذ إن الروح ليس لها جنس. إذاً فعلى كلٍ أن يلعب دوره في الكفاح من أجل صالح الآخرين وفي المحصلة من أجل خلق نظام اجتماعي يعزز المصلحة الروحية والمادية لكل الناس.في هذا المسعى الشامل يلعب الأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع دوراً هاماً. في الواقع لا يمكن فصل الفرد عن بيئته ولا يمكن اصلاح أحد دون الآخر إذ إن حياة الفرد الخاصة تشكل البيئة وتتأثر بها في الوقت ذاته. إن الاتجاه الهابط للتفسخ الأسري؛ ونقص فرص العمل والتعليم للنساء؛ وتراكم المهام المنزلية على الأنثى؛ وتزايد أعداد الأسر التي يعيلها أطفال؛ والإجهاض للجنين الأنثى؛ وعزلة السيدات المسنات؛ والعنف المتواصل ضد الفتيات والنساء، كل هذه هي أعراض نظام إجتماعي ينبغي له أن يسخِّر القدرة على التعاون والخدمة والامتياز والعدل، تلك القدرة الكامنة داخل كل كائن بشري. وبقدر ما تعترف السياسات والبرامج الحكومية بأن التغيير المؤسسي والاجتماعي يجب أن يرافقه تغيير في القيم الإنسانية، بقدر ما ستكون قادرة على إحداث تغييرات ثابتة في الآليات التي تميز النصيب من المسئوليات، بما في ذلك منح الرعاية بين الرجال والنساء.فعلى مستوى الفرد يتطلب التغيير إعادة تفكير جوهري في الطريقة التي يتأهل بها الأولاد إجتماعياً ليكونوا رجالاً وكيف ينقل هذا التأهيل إلى الأسرة والمجتمع والحياة العامة. فسياسات التربية التمييزية للأطفال، وطموحات الآباء، وكذلك المعاملة السيئة لأفراد العائلة من الإناث، كل هذا قد أدى إلى تأصيل الإحساس بالتميز والأفضلية لدى الذكور. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه السياسات قد ساهمت في تضييق مفاهيم الذكورة والأنوثة والتقليل من قيمة الإنجازات التي تحققها النساء وتأصيل مبدأ الهيمنة والظلم والفقر.مع الإقرار بالحاجة إلى تغيير جوهري في الاتجاهات والسلوكيات – وذلك لإحداث تغيير في آليات التفاعل البشري – فإن الجامعة البهائية العالمية قد ركزت على التربية الروحية والأخلاقية للأطفال حتى يعينهم ذلك على تكوين هوية أخلاقية قوية وعلى امتلاك كفاءة تمكنهم من تطبيق مبدأ المساواة بين الرجال والنساء. ولقد تم التركيز بشكل خاص على تربية الأطفال من 12-15 عام، أي مرحلة الشباب الناشئ. في هذا السن المحوري يبدأ الشباب في تكوين الإحساس بالمسئولية الأخلاقية الشخصية وصناعة القرار وتنقية مهاراتهم الفكرية الناقدة والشغف لاكتشاف قضايا تستيقظ نحوها ضمائرهم تدريجياً. في أرجاء كثيرة من العالم يواجه الأطفال أعباء مصاعب الحياة ولكنهم قادرون على التفكير بعمق في العالم من حولهم. فبينما يجتازون هذه المرحلة الحساسة من حياتهم لا بد وأن يُمنحوا الأدوات المطلوبة ليتعرفوا على المعطيات الأخلاقية التي تشكل الخيارات التي يتخذونها.هذه المرحلة من التطور توفر فرصة هامة لدى الأباء والمجتمعات والمؤسسات لمساعدة هؤلاء الشباب ليس فقط على تكوين الهوية الإيجابية ولكن أيضاً على ترقية تفكيرهم وعلى تمكينهم من تشكيل توجه متفتح من شأنه أن يلهمهم العمل من أجل صالح مجتمعاتهم. فبالنسبة للأولاد فإن الجهود في هذا الصدد ينبغي أن تمدهم – من بين أشياء كثيرة – بالأدوات التي تمكنهم من تنمية الشجاعة الأخلاقية للاضطلاع بمهام ومسئوليات جديدة وخصوصاً تلك التي ارتبطت تقليدياً بمساهمات الفتيات. أما بالنسبة للبنات فإن الجهود يجب أن تمدهن بأدوات تمكنهن من أن يكتشفن ويبدأن في تطوير كفاءاتهن واسعة المجال في كل ميادين الجهود البشرية.إن التركيز على تغيير المواقف والسلوك ينعكس أيضاً في قرارات العديد من وكالات الأمم المتحدة للعمل مع المنظمات المؤسسة على أسس دينية لتحقيق المساواة بين الجن إن جهود الجامعة البهائية العالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين توجهت أيضاً بعناية إلى الأسلوب المحقِق لهذا الهدف . إن إحدى السمات المميزة للمبادرات البهائية أنها تكشف من خلال هدف أوسع عن ضرورة صيانة وتعزيز وحدة الأسرة ووحدة المجتمع. وتأخذ الطرق المستخدَمة في الاعتبار الأنماط الثقافية في المجتمع وتتبنى رؤية ثورية للتغيير، حيث إنها تؤكد على التشجيع وعلى جماعية اتخاذ القرار وبناء الثقة وعلى التكامل – وليس المماثلة – في الأدوار.أحد الأمثلة على تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع يتمثل في ، والذي يركز على النساء والفتيات القبليات ذوات الحظوظ السيئة. فالمعهد يتبنى اتجاهاً دورياً للإمداد ببرامج تدريبية شمولية (روحية وجسمانية) تعلّم الرجال والنساء وتشجعهم على ابراز المساواة في المنزل وفي المدرسة وفي العمل وفي الجماعات وفي الحياة المدنية والدينية. يتبنى المنهاج توجهاً ثقافياً حساساً ينشد استئصال السلوكيات المتجذرة التي توطد العلاقات العنيفة والقمعية. وعلى الرغم من أن المنهاج يتعامل مع قضايا مثال تعاطي الكحول بكثرة والعنف والأيدز والاستغلال، والتي تعتبر جميعها على أنها مجرد أعراض وليست المشكلة ذاتها، فإن الهدف الأساسي هو مخاطبة القيم والتوجهات القائمة والتي تمثل عوائق أمام تأسيس علاقات أكثر عدلاً. فالمواضيع التي يتناولها المنهاج تشمل: المشاركة في المسئوليات الأبوية، المساواة بين الزوج والزوجة، تعليم الفتيات، واتخاذ القرار بأسلوب غير عدائي، وخدمة المجتمع. إن الأزواج الذين أتموا المنهاج قد لمسوا إحساساً عظيماً بوحدة الأسرة، والتقليل أو التوقف الكامل للعنف البدني، وقدرة أعظم على التعبير عن أرائهم في المنزل وفي الحياة العامة، وممارسة المزيد من التشاور معاً لحل المشاكل الأسرية.وفي الختام فإننا نشجع الحكومات المجتمعة على:- -أن تعتبر الأبعاد الروحية والأخلاقية للتوجهات والتفاعلات التي شكلت التقسيم غير العادل للمسئوليات بين الرجال والنساء. – أن تأخذ في الاعتبار الأدوار التي يجب أن يضطلع بها الأفراد والجماعات ومؤسسات المجتمع والتفاعل فيما بينهم لإيجاد صيغة عادلة لتوزيع المسئوليات. – أن تولي اهتماماً خاصاً بتربية وتعليم الشباب من سن 12-15 سنة الذين غادروا الطفولة وهم بصدد تغييرات عميقة، وذلك في الاتجاهين العقلي والأخلاقي. – أن تأخذ في الاعتبار الإستفادة من مهارات وإمكانيات المنظمات المؤسسة على أسس دينية للعمل نحو تغيير في التوجهات والسلوكيات.
—————————————————————————————————————-
.تقرير الجامعة البهائية العالمية إلى الدورة 53 لمفوضية الأمم المتحدة حول وضع المرأة.الفكرة: التوزيع العادل للمسئوليات بين النساء والرجال، بما فيها رعاية مصابي مرض الإيدزنيويورك28 فبراير 2009
1 The United Nations Food and Population Fundصندوق الأمم المتحدة للغذاء والسكان.
2. The United Nations Development Fund for Womenصندوق الأمم المتحدة لتنمية المرأة.3. في 2007 بدأ الصندوق بمجهودات مكثفة لتعزيز شبكات الاتصال بين منظمات قائمة على أسس دينية لتعزيزالاهتمامات المشتركة من قبيل وباء الأيدز، العنف المبني على الجنس، إعطاء مسؤوليات وسلطات أوسع للنساء، إنقاص معدل وفيات الأمهات، والمؤازرة في الأزمات الإنسانية
3 أفريل 2016
أحد أتباع البهائية يواجه الإعدام في اليمن يجب وضع حد لاضطهاد الأقليات الدينية
يجب وضع حد لاضطهاد الأقليات الدينية
(صنعاء) – على السلطات اليمنية إسقاط التهم جميعها ضد أحد معتنقي الديانة البهائية، المعتقل منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2013 بسبب معتقداته الدينية على ما يبدو. يُتوقَّع أن تسعى النيابة العامة إلى فرض عقوبة الإعدام على حامد كمال محمد بن حيدرة في جلسة المحكمة المقررة في 3 أبريل/نيسان 2016.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات اليمنية التوقف عن اضطهاد الطائفة البهائية في البلاد.
قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط : “السلطات اليمنية ظلمت حيدرة بملاحقته لأجل معتقداته الدينية وضاعفت هذا الظلم بالسعي لإعدامه. يجب إسقاط التهم فورا عن حيدرة والإفراج عنه.”
اعتقل عناصر من مكتب “جهاز الأمن القومي” (المخابرات) حيدرة في 3 ديسمبر/كانون الأول 2013. احتجزوه في مركز اعتقال لديهم في العاصمة صنعاء لسنة تقريبا، حيث ضُرب وتعرض للصدمات الكهربائية وغيرها من سوء المعاملة.
أصدر مدّعي المحكمة الجنائية المتخصصة في 8 يناير/كانون الثاني 2015، لائحة اتهام زاعما أن حيدرة كان مواطنا إيرانيا تحت اسم مستعار، ووصل اليمن عام 1991. إلا أن نسخا من بطاقته الشخصية وجواز سفره اليمنيّين اللذين قدمتهما زوجته، إلهام محمد حسين زارعي، تشير إلى أنه من مواليد اليمن عام 1964. كما اتهمه المدعي العام بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال العمل لـ “بيت العدل الأعظم”، وهي الهيئة الإدارية البهائية العليا ومقرها في حيفا بإسرائيل. زعم المدعي العام أيضا أن حيدرة استدرج مسلمين إلى اعتناق البهائية عن طريق الهبات الخيرية، وحاول “إقامة وطن لأتباع الديانة البهائية” في اليمن.
تتهم النيابة حيدرة بموجب قانون العقوبات اليمني في لائحة الاتهام التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش، بأنه ارتكب “عملا ينتهك استقلال الجمهورية ووحدتها أو سلامة أراضيها” وقام بـ “العمل لصالح دولة أجنبية” و”الإساءة إلى الإسلام” و”الردة”، من بين جرائم أخرى. طالبت النيابة بـ “أقصى عقوبة ممكنة”، وهي الإعدام في بعض التهم المذكورة، وكذلك مصادرة ممتلكاته.
قال 4 من الطائفة البهائية يرصدون وقائع المحكمة لـ هيومن رايتس ووتش، إنه منذ اعتقال حيدرة في 2013، عقدت 13 جلسة استماع في المحكمة، لكن سُمِح له بحضور 3 فقط. رصدت “مواطنة”، وهي مجموعة محلية لحقوق الإنسان، الجلسة الأخيرة، في 28 فبراير/شباط 2016، وكان حيدرة غائبا. قالت مديرة مواطنة رضية المتوكل، التي حضرت الجلسة، إن القاضي سأل المدعي العام راجح زايد عن غياب حيدرة، ولكن لم يتلقّ أي تفسير.
يدعي زايد أنه أجرى 14 جلسة تحقيق مع حيدرة ولكن وفقا لمحامي الأخير، عبد الكريم الحمادي، حققت النيابة مع حيدرة مرتين فقط، وأحضرته إلى مكتب المدعي العام مرتين ولكن لم يُستجَوب فيهما. سُمِح للحمادي التواصل مع موكله هاتفيا فقط.
أكد زايد في جلسة 28 فبراير/شباط أن النيابة تسعى إلى عقوبة الإعدام. تعارض هيومن رايتس ووتش عقوبة الإعدام في جميع الظروف باعتبارها عقوبة وحشية بطبيعتها.
قالت زارعي لـ هيومن رايتس ووتش إنه في اجتماع 4 سبتمبر/أيلول مع أحد قضاة المحكمة حول القضية، إنّه هددها بالسجن بسبب دينها وأخبرها أن جميع البهائيين يجب يُسجَنوا.
منذ سيطرة الحوثيين، المعروفين أيضا باسم “أنصار الله”، على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن في سبتمبر/أيلول 2014، تباطأ القضاء بشكل ملحوظ بمعالجة قضاياه، رغم أن عديد من موظفي النظام القضائي بقوا فيها.
تتصل معظم التهم الموجهة إلى حيدرة بممارسته البهائية. تنتهك التهم العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه اليمن عام 1987. تنص المادة 18: “لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة”.
يتضمن قانون العقوبات اليمني أحكاما تفرض عقوبات جنائية على ترك الإسلام وكذلك محاولة تحويل المسلمين إلى أديان أخرى.
يعيش نحو 1000 بهائيا في اليمن. قال ممثلون عن الطائفة البهائية حول العالم في القضية المرفوعة ضد حيدرة إنها ليست الأولى من نوعها. في يونيو/حزيران 2008 اعتقل عناصر من الأمن القومي البهائي بهروز روحاني و2 من أصدقائه الزائرين من منزل روحاني في صنعاء، وكانوا جميعا يحملون جوازات سفر إيرانية. قال روحاني لـ هيومن رايتس ووتش إن العناصر قيدوا أيديهم وعصبوا أعينهم، ثم فتشوا منزله وصادروا عديدا من الكتب البهائية وأشرطة الفيديو والوثائق. قال إنهم ظلوا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين أول يومين من الاحتجاز.
في اليوم التالي اعتقل العناصر بهائيا رابعا، كان يحمل جواز سفر عراقي. قال روحاني لـ هيومن رايتس ووتش إن العناصر استجوبوه حول إيمانه في الأسبوع الأول لمدة 5 أو 6 ساعات كل ليلة، واتهموه بمحاولة تغيير ديانة المسلمين والتعاون مع إسرائيل. أُفرِج عنهم جميعا دون اتهام بعد 120 يوما. أمرتهم السلطات بمغادرة اليمن خلال شهرين، لكن هذا الأمر أُلغِي لاحقا وما زال 2 منهم يعيشان في اليمن.
قال شخص حضر المحاكمة لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع المدعي العام زايد، يستخدم لغة مهينة ضد الطائفة البهائية، قائلا إن أعضاءها ارتكبوا أعمالا عدائية تجاه اليمن.
قال نديم السقاف وشقيقه نادر توفيق السقاف من الطائفة البهائية، اللذان كانا يرصدان المحاكمة، لـ هيوممن رايتس ووتش إنه في 8 مارس/آذار 2015، بعد إحدى جلسات حيدرة مباشرة أوقفهما زايد. قالا أيضا إن زايد حاول الحصول على أمر محكمة من القاضي لإضفاء الطابع الرسمي على الاعتقال لكنه رُفض. بعد التحقق من اسميهما في قائمة أعضاء الطائفة البهائية، واحتجازهما في حجرة الحراسة في المحكمة لساعتين، قالا إنهما نُقِلا إلى مقر “الأمن السياسي”. احتجزهما عناصر الأمن ليومين، وحققوا معهما عدة مرات عن دينهما وسألوهما عن أسماء أعضاء آخرين، ثم أفرجوا عنهما دون اتهامات.
أفاد نشطاء حقوقيين محليين أن الحكومات اليمنية السابقة فرضت قيودا غير قانونية على الأقليات الدينية الأخرى، بما فيها المسيحية واليهودية والإسماعيلية. تخشى زرعي، بناء على تعليقات تقول إنها سمعتها من عناصر مكتب الأمن القومي، أن تقوم السلطات بترحيل حيدرة إلى إيران. معاقبة المواطنين بالنفي تنتهك الحقوق الأساسية بموجب القانون الدولي. تنص المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تنصّ على أنه: “لا يجوز حرمان أحد، تعسفا، من حق الدخول إلى بلده”. فسّرت لجنة حقوق الإنسان، وهي لجنة خبراء دوليين ترصد الامتثال للعهد، المادة 12 بأنها تعني أن حكمها يشمل نفي المواطنين أو حظر دخولهم استنادا إلى قوانين وطنية قمعية. خلصت اللجنة إلى أنه “قلَّما تكون هناك ظروف – إذا وجدت أصلا – يمكن أن تُعتبر معقولة لحرمان شخص ما من الدخول إلى بلده. ويجب على الدولة الطرف ألا تُقْدِم – بتجريد شخص ما من جنسيته أو بطرده إلى بلد آخر – على منعه تعسفا من العودة إلى بلده”.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه حتى إذا تبين أن حيدرة ليس مواطنا يمنيا فإن ترحيله إلى بلد يواجه فيه الاضطهاد أو الإساءة يظل غير جائز. سيتعرض حيدرة على الأرجح للاضطهاد في إيران بسبب ديانته البهائية.
حيفا، في إسرائيل الحالية، هي المقر الإداري للديانة البهائية منذ 1868، إبان خضوع المدينة للحكم العثماني. دأبت الحكومة الإيرانية مثل السلطات اليمنية في حالة حيدرة، على استغلال هذه الصلة لاتهام البهائيين في إيران بالتجسس لحساب إسرائيل، التي تتسم علاقات إيران معها بالعدائية. نشأت البهائية في إيران، لكن أفرادها يعانون من اضطهاد شديد هناك، يشمل الاحتجاز التعسفي والملاحقة التي لا تتعلق بشيء سوى أنشطتهم الدينية. كما تم تقييد حصولهم على التعليم العالي، ومصادرة ممتلكاتهم، وتدمير وتدنيس مقابرهم. يتهم القضاء الإيراني في أحيان كثيرة البهائيين ويدينهم بتهم الارتباط غير المشروع بحكومات أجنبية، بما فيها إسرائيل. يقضي 7 من قادة الطائفة البهائية في إيران أحكاما بالسجن تتراوح بين 7 و20 عاما، بتهم تشمل الدعاية ضد الدولة والتجسس نيابة عن حكومة أجنبية.
قال ستورك: “محاكمة حامد كمال بن حيدرة هي مثال على الهجوم الواسع على الطائفة البهائية في اليمن. إذا أرادت السلطات الحالية الاظهار للعالم أنها تمثّل اليمن بأكمله، عليها إطلاق سراحه وأي شخص آخر محتجز بسبب آرائه ومعتقداته”.
https://www.hrw.org/ar/news/2016/04/01/288348
وعن نفسى أتسآل أم يحن الوقت لنزيف الكره والبغض والتعصب؟..الم يحن الوقت لأستيعاب فكرة التألف والأتحاد فى ظل تنوعنا وأختلافنا؟ ألم يحن الوقت لننظر الى الأمام ونبنى معاً حضارة تستوعب الجميع لنترك ميراثاً من المحبة والسلام والوئام للأجيال القادمة؟ ليس أمامى إلا الدعاء للمولى عز وجل ان يفيض برحمته على البشر ويدركوا ان الله الرحمن الرحيم هو نبع المحبة والصفاء ويتخلوا عن هذا النمط السلوكى الغير انسانى ويسعوا الى الوحدة والوئام بدًلا” من الكره والبغضاء.
1 أكتوبر 2015
الإقتصاد والقيم الأخلاقية “بقلم وليم هاتشر” -الجزء الثالث-
أحد معالم هذا النظام هو ديناميكيته أي حركته ونشاطه، إذ بما أن الرغبات لا حدود لها، عكس الاحتياجات التي هي بطبيعتها محدودة، فإنه لا توجد نقطة تشبع، أي أن هنالك خط حلزوني لا ينتهي تولد فيه الرغبة للمزيد من الإستهلاك، والمزيد من الإستهلاك ينتج عنه المزيد من الإنتاج والذي بدوره يولد المزيد من الإستهلاك وهكذا. فالرغبة في الإستهلاك هي الشرارة التي تنطلق مباشرة من المستهلك إلي المنتج وبالعكس دون وساطة. والفرد المنتج–المستهلك ليس بحاجة إلي تأكيد رسمي من الحكومة أو أي طرف آخر بأن الآخرون قد التزموا بأن ينتجوا، فهو يعلم بأنهم سينتجون لأنهم يريدون أن يستهلكوا تماما كما هو يريد أن يستهلك. لذا فإن دور الحكومة في النظام الرأسمالي موجه لحد كبير نحو التأكد من أن قواعد “اللعبة” تحترم بصورة أو بأخري. إن ديناميكية النظام الرأسمالي لا تعتمد علي الحكومة التي تلعب دوراً تنظيمياً فقط. إن قدرة النظام الرأسمالي علي العمل باستقلالية كبيرة سمح للحكومة بأن تبدو أكثر استقراراً مما هي عليه في واقع الأمر. فقد تحدث عدة أزمات في المجال السياسي دون أن يتأثـر النظام الإقتصادي بصورة واضحة. إن أكثر ما يضر بالنظام الرأسمالي، أكثر من تدخل الحكومة، هو أي شئ يضعف من المحرك والباعث الأساسي لهذا النظام. فالهيبيز Hippies وما شابهها من حركات تعتبر تهديداًَ كبيراً للنظام الرأسمالي لأنهم يرفضون الدافع والباعث الأساسي للنظام ألا وهو المزيد من الإستهلاك. إن الغضب الغير عادي تجاه هؤلاء السذج هو اعتراف بخطورة التهديد للنظام الإقتصادي بإضعاف المحرك والباعث له.
النظام الإقتصادي الثاني هو النظام الإشتراكي بصوره المختلفة. إن الدافع والباعث للنظام الإشتراكي مشابه لما في النظام الرأسمالي ويختلفان فقط في أن الإشتراكية تركز علي الإيفاء بالإحتياجات وليس الرغبات، وهذا يتطلب نوعا من الوساطة والتي عادة تقوم بها الدولة. والدولة هي التي تحدد ما هي الإحتياجات. بالإضافة إلي أن في النظام الإشتراكي تختلف طريقة توزيع المنتجات عن تلك في النظام الرأسمالي. إذ يعتمد التوزيع في النظام الرأسمالي علي آلية السوق، بينما يعتمد في النظام الإشتراكي علي الدولة ثم علي آلية السوق. لذا في النظام الإشتراكي تلعب الحكومة دوراً أكير أهمية في تسيير دفة النظام الإقتصادي أكثر مما في الرأسمالية. وفي النظام الإشتراكي يجب أن يكون لدي الفرد ثقة ليس فقط فيمن ينتجون ما يحتاجه من أشياء، ولكن أيضاً في عدالة وكفاءة الجكزمة كجهة تحدد الإحتياجات وتقوم بالتوزيع.
في الرأسمالية قد يكون الفرد قليل الثقة في الحكومة ولكن لديه الثقة الكاملة ف أن رغبة المنتج في الاستهلاك ستحثه وتدفعه علي العمل. وعليه فإن الحكومة في النظام الإشتراكي تكون أقل تسامحاً مع ألآراء الناقدة لأدائها. فالثقة والولاء للحكومة حتمي لاستمرار النظام الإشتراكي وهذا يفسر أهمية الايدلوجية ideology في النظام الإشتراكي لأنه لابد من للحكومة من أن تبذل مجهودات مستمرة لتقنع الجمهور بأنها عادلة ولديها الكفاءة في التنظيم والتوزيع وهذا يستوجب عليها بذل مجهودات مستمرة لترسخ في أذهان الناس أفكاراً فلسفية معينة. وعلي النقيض في النظام الرأسمالي حيث المشاكل ليست فلسفية بل مشاكل عملية تتمثل في زيادة الإنتاج وزياة الرغبة في الإستهلاك. إن ضرورة ثقة الفرد في الحكومة في النظام الإشتراكي قد توضح لنا السمات التسلطية للعديد من الحكومات الإشتراكية. ولأن ليس للفرد الدافع لكي ينتج لابد من إرغامه علي الإنتاج أما إذا أعلن شكه علانية في كفاءة وعدالة الحكومة وجب التعامل بعه بحزم.
بدأ المفكرون يشعرون بأن أيا من هذين النظامين الإقتصاديين لا يصلح للعالم الذي نعيش فيه اليوم. فقد ولد النظام الإشتراكي في منتصف القرن التاسع عشر عندما كان الرق وتسخير العمالة للأغرض الصناعية ما زال منتشراً بصورة واسعة حتي في الأمم المتقدمة تكنلوجياً. إلا أن التكنلوجيا والميكنة في أواخر القرن التاسع عشر قد أحدثت انقلاباً في النسبة بين كمية الإنتاج وحجم العمالة اليدوية اللازمة للإنتاج الوفير. هذا التغيير الذي حدث في مدة زمنية قصيرة حد كثيرا من تسخير العمالة لأغراض اقتصادية (الرق).
في واقع الأمر لم تعد هنالك حاجة للرق فحسب بل أصبحت البطالة هي المشكلة الرئيسية نتيجة لوسائل الإنتاج القوية. ففي قرن واحد من الزمان تحولنا من الرق إلي البطالة الجماعية، لدرجة أن مصطلح “فائض الإنتاج” أصبح من مفردات لغة الإقتصاد.
وبما أن تلبية الإحتياجات والإيفاء بها لم يعد المشكلة الأساسية في أفكار تمتلك تكنلوجيا متقدمة، فقد فٌـوّض (تضعضع) الأساس الذي بٌنيت عليه الإشتراكية. فأصبحت الإشتراكية تبدو أكثر فأكثر منافية للظروف والأوضاع الراهنة، إذ أنها نظام صمم أساساً ليجاري مشكلة لم يعد لها وجود.
علي كل حال، فالرأسمالية لم تكن أسعد حالاً، فقد نتج عنها من المشاكل ما يوازي أو يفوق الإشتراكية. بما أن الراسمالية تتغذي علي الرغبة المستمرة في زيادة الإستهلاك، أصبح الآن من الضروري تنشيط هذه الرغبة بطرق مصطنعة زائفة. مما أدي إلي التلاعب بالجمهور وإلي تبديد الموارد الطبيعية. فأخذت جودة المنتجات تتدني لإفساح المجال للمزيد من الإستهلاك. وزيادة الإنتاج أصبحت غاية في حد ذاتها وأصبحت الجودة ضحية شعارات التطور. وباتت القرارات التي تتخذ بشأن استعمال الموارد الطبيعية تهدف إلي فائدة قلة من الناس علي المدي القصير بدلاً من فائدة جميع الناس علي المدي البعيد.
بعد أن أصبحت الأسواق مشبعة جداً بالمنتجات، بدأ هنالك بحث
مسعور عن أسواق خارجية مما أدي إلي ظاهرة الإمبريالية الإقتصادية
economic emperialism . الجدير بالذكر أن بحثاً لمجموعة “نادي روما” The Club of Rome قد أظهر مؤخراً أنه إذا استمر الإستثمار الرأسمالي والزيادة غير المنضبطة في استغلال الموارد الطبيعية من غير رادع علي نفس المستوي الحالي فلا مناص من حدوث كارثة إقتصادية وإجتماعية كبري في غضون جيل من الزمان. وما يخيف فعلاً هو أن الباعث والدافع الأساسي للنظام الرأسمالي يقلل من إمكانية إتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب. لقد كثرت بل وترسخت الأقاويل والأوهام من قبيل أن الزيادة دائماً محبة ويجب السعي وراءها وكل ما هو جديد أو مختلف هو محبب وهكذا.
لقد ظهر كلا النظامين الرأسمالي والإشتراكي قبل النهضة التكنلوجية في القرن العشرين. وكان لزاماً علي النظامين أن يكيفا أوضاعهما لتتماشي مع التغييرات التي أحدثتها هذه التكنلوجيا الجديدة، ولكن تمسك كل منهما بمفاهيمه وأوهامه العزيزة عليه. فجعلت التكنلوجيا من أسس وقواعد الإشتراكية قواعد وأسس ومفاهيم ولي زمانها وعفي عليها الدهر، وجعلت من أسس وقواعد الرأسمالية أسساً وقواعد خطيرة.
2 أفريل 2015
إلى قادةِ العالمِ…
منعطفُ التّحوُّلِ أمامَ كافّةِ الأممِ: نداءٌ موجَّهٌ إلى قادةِ العالمِ
ها قد وصلنا إلى منعطفٍ للتَّغيير والتَّطوير أمام جميع الشُّعوب والأمم!
“إنّ اتّحاد الجنس البشريّ كلّه يمثِّل الإشارة المُميِّزة للمرحلة التي يقترب منها المجتمع الإنسـانيّ الآن. فاتّحاد العائلة، واتّحاد القبيلة، واتّحاد المدينة – الدّولة، ثم قيام الأمّة – الدّولة كانت مُحاولات تتابعت وكُتب لها كامل النّجاح. أمّا اتّحاد العالم بدوله وشعوبه، فهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه بشرّية معذّبة. لقد انقضى عهد بناء الأمم وتشييد الدّول. والفوضى الكامنة في النّظريّة القائلة بسيادة الدّولة تتّجه الآن إلى ذروتها، فعالمٌ ينمو نحو النّضوج، عليه أن يتخلّى عن التّشبّث بهذا الزَّيف، ويعترف بوحدة.
العلاقات الإنسانيّة وشمولها، ويؤسِّس نهائِيَّا الجهاز الذي يمكن أن يجسّد على خير وجه هذا المبدأ الأساسيّ في حياته”.
قبل قرنٍ ونيِّف من الزّمان، دعا حضرة بهاء الله إلى وحدانيّة الله، ووحدة الجنس البشريّ، وإلى أنّ الرّسالات السّماويّة للبشريّة ما هي إلا مراحل الكشف الإلهيّ عن إرادته لتحقيق الهدف من خلق الإنسان. كما أعلن أنّ الزّمان الذي أخبرت به جميع الكتب الإلهيّة قد أتى، وستشهد الإنسانيّة أخيراً اتّحاد كافّة الشّعوب والأمم في مجتمعٍ ينعم بالسّلام والتّكامل والتّآخي.
كما تفضَّل حضرته أيضاً بأنّ ما قدّر للإنسان لا يقتصر على إقامة مجتمعٍ إنسانيٍّ مزدهر مادّيَّاً، بل في بناءِ حضارةٍ عالميَّة تدفع الأفراد إلى العمل ككائنات، جِبِلَّتُهُم أخلاقيّة، يدركون جوهر طبيعتهم، وقادرون على الوصول إلى آفاق أسمى تعجز عن تحقيقها أعلى درجة من الحضـارة المادّيّة بمفردها.
كان حضرة بهاء الله من أوائل المنادين بِ “نظام عالميّ جديد”، واصفاً التّغييرات السّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة التي تعصف بحياة البشر بقوله :”تُشاهد اليوم علاماتِ الهرج والمرج الوشيك، حيث أنّ النِّظام القائم ويا للأسف في نقصٍ مُبين”، كما تفضَّل أيضاً بقوله: “سوف يُطوى بساط الدّنيا ويُبسط بساطٌ آخر”.
ولتحقيق هذا الهدف، وجَّه قولَه المبارك لقادة الأرض وشعوبها على السَّواء، وحمَّلهم المسؤوليّة بقوله: “ليسَ الفخرُ لمن يحبُّ الوطن بل لمن يحبُّ العالم. يُعْتَبَرُ العالمُ في الحقيقة وطناً واحداً، ومَنْ على الأرض أهله”.
وفوق كلِّ هذا وذاك، يجب أن يتحرَّك قادة الجيل القادم بدافع الرَّغبة الصَّادقة في خدمة المجتمع الإنسانيّ بأسره، وأن يدركوا أنَّ القيادةَ مسؤوليّةٌ وليست مقاماً للامتيازات. لقد أوغل القادة والأتباع على السَّواء فيما مضى في إساءة فهمها على أنّها تكريس السّيطرة على الآخرين. حقّاً فإنَّ عصرنا الحالي يتطلّب تعريفاً جديداً للقيادة، ويستوجب نمطاً جديداً من القياديّين.
وتتجلّى حقيقة هذا الأمر بشكلٍ خاصّ على الصّعيد الدّوليّ. فتنمية الإحساس بالثِّقة وإقامة جسورها، وغرس مشاعر التّآلف الوطيد في قلوب شعوب العالم تجاه مؤسّسات النّظام العالميّ، كلّها تستدعي أن يفكّر القادة مليّاً في تصرّفاتهم.
وبسجلِّهم الشّخصيّ الحاكي عن استقامتهم ونظافة مسلكهم، عليهم أن يساعدوا في إعادة الثّقة بالحكومات. عليهم أن يتحلُّوا بالأمانة والتّواضع والتّوجّه الصّادق في تحرّي حقيقة كلّ أمر، ملتزمين بالمبادئ هادياً لهم. وبذلك يخدمون مصالح البشريّة البعيدة المدى على أفضل وجهٍ ممكن.
“ولتكن نظرتكم شاملةً للعالم لا أن تنحصر في نفوسكم” – كما تفضل حضرة بهاءالله- “لا تنهمكوا في شؤون أنفسكم، بل فكّروا في إصلاح العالم وتهذيب الأمم”.
مُنعطفُ التَّحَوُّلِ أمَامَ كافَّةِ الأُمَمِ
بيان الجامعة البهائيّة
بمناسبة الذّكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتّحدة
تشرين الأوّل / أكتوبر 1995
الجامعة البهائيّة العالميّة
11 أوت 2014
السّادة الأفاضل قادة الأديان في العالم-الجزء الأخير-
|
21 مارس 2014
كل عيد أم وأنت دائماً مشعة حباً..أيهاالأم العظيمة
هو ذلك الحب الذى لايرتبط بشرط ما..هو ذلك الحب المتدفق والذى لاينقطع ..هو ذلك الفيض الجارف ..العطاء بلا مقابل …التسامح بلا انقطاع إنه ذلك الإشعاع الدائم على من حولها..
وهاهى قصة رائعة لتعطى لنا مثلاً لهذا الحب الفياض..حب الأم لأبناءها وتسامحها وسعادتها منهم ولو بأقل أقل القليل..
تقول القصة انها بعد 21 سنة من زواجي, وجدت بريقاً جديداً من الحب. قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها: ‘أعلم جيداً كم تحبها ‘… المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت أمي التي ترملت منذ 19 سنة , ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً . في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: ‘هل أنت بخير ؟ ‘ لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق. فقلت لها : ‘ نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي ‘. قالت: ‘نحن فقط؟ ! ‘ فكرت قليلاً ثم قالت: ‘أحب ذلك كثيراً ‘. في يوم الخميس وبعد العمل , مررت عليها وأخذتها, كنت مضطرب قليلاً , وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة . كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت : ‘ قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني, والجميع فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي ‘ ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى , بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة . وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة : ‘ كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير ‘. أجبتها: ‘حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا أماه ‘. تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي, ولكن قصص قديمة و قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت : ‘أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى , ولكن على حسابي’. فقبلت يدها وودعتها ‘. بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها . وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها : ‘ دفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك. لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي……أحبك ياولدي ‘. في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة ‘حب’ أو ‘أحبك ‘ وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه . لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ……..
إمنحهم الوقت الذي يستحقونه .. فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل..ليس اقل من اسعادهم ولو بكلمة جميلة بوردة رقيقة..فهم لايحتاجوا سوى حنانك ومحبتك لهم.
2 مارس 2014
العطاء..
العطاء… هو شعورٌ داخلي نابعٌ من عمق التفكير الكامل بالفرح والسلام الداخليين… نعم العطاء هو أن نحب بلا حدود.. بلا شروط ولا أوامر… أن نقدم للذين من حولنا ما هو لدينا لكن (بطريقتكَ الخاصة)… فالعطاء ليس بقيمة العطاء… بل بمعنى العطاء والفرح به…
كل إنسان معطاء .. هو إنسان محب ..
ومن أحب سيعطي من أحبه كل شيء.. وأي شيء .. ليسعده ..
وعلى اختلاف أنواع الحب .. فإنها تحتوي جميعاً على العطاء ..
فعطاء الحب يتضمن عطاء الأبوين والصداقة و عطاء المعلم، فلو لم يحبوا لما أعطوا !!
وعطاء الحب .. أن تشعر شريكك أنك دائماً تريده ..
وأن تشعره بحبك بلمسات بسيطة ، وأن تحسسه باهتمامك بكل ما فيه من تفاصيل ، وبكل ما يقول وكل ما يشعر به وكل ما يفكر به .. وأن يكون لديك الشغف دائماً أن تبحر في أعماقه .. وتعرف المزيد عنه ..
عطاء الحب .. أن لا تبخل بإحساسك ولمساتك ووجودك واهتمامك على من تحب ، ولا حتى بكلماتك الرقيقة ومشاعرك الصادقة تجاهه ..
حكمة جميله اعجبتني.
إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوما ما.. سيخبرك المطر أين زرعتها .
لذا إبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد..
فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده؟!
إزرع جميلا ولو في غير موضعه ….
فلا يضيع جميلا أينما زرعا ..
فما أجمل العطاء…
فقد تجد جزاءه في الدنيا أو يكون لك ذخرا في الآخرة..
لا تسرق فرحة أحد ولا تقهر قلب أحد ..
أعمارنا قصيرة وفي رحلتنا فى هذا العالم نحتاج الى شعورنا بالعطاء والمحبة ..
علينا ان نعود انفسنا على العطاءفحياتنا لابد ان تكون .. احترام.. إنسانية.. إحسان .. حياة !
فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها.
1 جوان 2013
في إطار ما يعرف بـ «حوار الأديان وتآلفها»
لاأستطيع ان انكر ان قضية حوار الأديان والتألف بينها من الموضوعات التى تجذبنى بأستمرار للبحث عنها وقراءتها والتعمق فيها فأيمانى المطلق بأن دين الله واحد واساس الأديان ايضاً واحد يجعلنى دائماً ابحث عن القيم المشتركة والتى تؤلف بين قلوب البشر وأرواحهم فتكون أساساَ لحضارة عالمية قائمة على الوحدة والتألف قى ظل تنوعهم فنصل الى وحدة العالم الإنسانى ، ولذلك رغبت فى مشاركةحضراتكم هذا البحث القيـــم الذى يدعونا الى التفكر فى هذا الموضوع بعمق .
«تراثنا الروحي» … بين القديم والديانات المعاصرة
إميل أمين *
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
لعل الكتاب المنشورة ترجمته قبل أن ينصرم العام الماضي، والذي يحمل عنوان هذا المقال، يعد وعن حق أحد أهم وأفضل الكتب التي صدرت هذا العام، ذلك أن التراث الروحي للإنسانية يدخلنا إلي صميم كل دين من الأديان الكبرى التي يستعرضها هذا الكتاب من وجهة نظر علاقة كل منها بالآخر واستقلاله عن غيره أيضاً. الكتاب (الصادر عن دار الساقي في نسخته العربية وضع أصلاً باللغة الإنكليزية)، وكان هدفه محاولة جديدة لدراسة مادة الأديان في إطار ما يعرف بـ «حوار الأديان وتآلفها» وبخاصة في جامعات الولايات المتحدة وأوروبا، وقد فاز الكتاب بأول جائزة علمية تمنحها الهيئة العالمية لتفاهم الأديان المعروفة بمحفل التفاهم الموجودة في نيويورك، إذ اعتبرت الكتاب أبرز إسهام علمي في حقل الدراسات الخاصة بموضوع حوار الأديان وتآلفها.
من وراء هذا العمل الموسوعي البديع؟
بداية الدكتور سهيل بشروئي الأستاذ في مركز أبحاث التراث في جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة، وأحد الرواد الأوائل للحوار والتوافق بين الأديان على حد وصف المترجم القدير محمد غنيم الذي وقف وراء صدور الكتاب بلغة الضاد، بالشراكة مع الدكتور مرداد مسعودي الأستاذ المساعد في دائرة هندسة الطب الأحيائي بجامعة كارنيغي. وفق تعريف أليون فان دايك رئيسة مجلس محفل التفاهم، فالكتاب رحلة سردية لمعرفة «توق الإنسان إلى الارتقاء والسمو»، ونظرة متعمقة باهرة في سعي الإنسان بحثاً عن الحقيقة المطلقة سواء من طريق تنوع الشكل ووحدة الشوق المتطلع إلي الربانية.
أما صاحب الكتاب الدكتور بشروئي:» فيخبرنا أن كتاب التراث الروحي للجنس البشري(The Spiritual Heritage of the Human Race) جاء محصلة جهد مشروع طويل كان القصد منه تطوير منهاج الدراسات الدينية وتحديثه ليتلاءم مع عالم اليوم وينسجم مع حوار التوافق بين الأديان.
مفتاح فهم الكتاب يوجد في مقدمته الطويلة التي تتجاوز الخمسين صفحة من القطع الكبير، والتي يستهلها صاحبها بتساؤل: ما هو الدين؟ والجواب الأولي من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي «عيد الدهر»:
الدين لله، من شاء الاله هدى
لكل نفس هوى في الدين داعيها
ما كان مختلف الأديان داعية
إلى اختلاف البرايا أو تعاديها
الكتب والرسل والأديان قاطبة
خزائن الحكمة الكبرى لواعيها
محبة الله أصل في مراشدها
وخشية الله أس في مبانيها
ويلفت صاحب المقدمة إلى أن الاهتمام بالمقدس كان صفة ملازمة للحياة البشرية منذ بداية التاريخ المدون ما يوحي بقوة بأن الروحانية أساسية بالنسبة للطبيعة الإنسانية. وقد عبر عن هذه النقطة المؤرخ الديني ولفريد كانتول سميث بقوله: «… هناك بعد سام في الحياة البشرية، وعلى قدر ما يستطيعه تصوري، كان ذاك موجوداً دائماً منذ العصر الحجري».
كيف نظر علماء الاجتماع لفكرة الدين؟ الجواب توصل إليه إميل دوركهايم الذي يعتبره العديدون مؤسس علم الاجتماع الحديث وفيه أن الدين يلد «كل ما هو أساس للمجتمع» بما في ذلك الاجتهادات الكبرى كالعلوم. هل كان للدين وظيفة في حياة الإنسان منذ ظهوره على سطح البسيطة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟. هذا بدوره يقره صاحب العمل، وعنده أن الدين قد أدى وظيفة أساسية في حياة بني الإنسان، فالبرهان عليه قائم في استمرار وكلية وجوده من عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم.
وعلى رغم أن التحري العلمي الاجتماعي ربما يساعدنا في الاكتشاف أن الدين يؤدي وظيفة أساسية، فإننا لا نفهم تماماً ماهية تلك الوظيفة إلا من خلال وجهة نظر دينيه، وبتعبير آخر، أن أهداف الدين وأغراضه يجب أن لا تقترن بالتأثيرات الاجتماعية والنظرات الدينية إلى العالم والممارسات الدينية.
في المقدمة ذاتها وقفة فلسفية عميقة مع البعد المشترك في التراث الروحي للإنسانية تتمحور حول فكرة الحقيقة النهائية المطلقة، ومفادها بأنه من الصفات البارزة للنظرة الدينية أو التقليدية للعالم الاعتقاد بأن السلطة المطلقة والخير يجتمعان في حقيقة نهائية سامية تتخطى العالم الدنيوي المادي، ولكنها لا تستثنيه أو تستبعده بالضرورة. ويستند هذا المفهوم إلى ما أوضحه العالم جون هيك (John Hick) من أن «كل تراث من تقاليد الأديان الكبرى يؤكد أنه بالإضافة إلى تجربة حياتنا الإنسانية العادية مع العالم الاجتماعي والطبيعي، هناك حقيقة أكبر وأسمى غير محدودة خارج نطاقنا أو في ذواتنا بالنسبة لما أو لمن يكون فيه أسمى خيرنا». والحقيقة النهائية والنفيس النهائي هما واحد، وأن يهب الإنسان نفسه طائعاً وكلياً لهذا الوحيد «هو خلاصنا النهائي وتحررنا وتنورنا وتمامنا».
هل يعني ذلك أن هناك قاسماً مشتركا في النفس البشرية ينزع من تلقاء ذاته إلى الألوهية والوحدانية، ويبحث عن العلة الفاعلة في سياق تسلسل العلل الفاعلة التي يخبرنا بها الفيلسوف والمعلم الكاثوليكي الأشهر توما الأكويني في بحثه المتعلق بالوجود الضروري والحتمي للذات الإلهية؟. هذا حقيقي، فعلاوة على ما تقدم فإن كل معتقد تقليدي يعي أن الحقيقة الإلهية تتخطى مدى مداركنا الدنيوية، فهي لا نهائية أبدية لا حدود لاغتنائها، تفوق مجال إدراكنا وخبرتنا المحدودة. يقودنا البحث في مشترك التراث الروحي للإنسانية إلى أن الدين هو السبيل إلى الحياة الروحية، غير أن الأمر لا بد وأن يمر من خلال أبعاد الدين السبعة التي يحدثنا عنها العالم الإسكتلندي ننيان سمارت Ninaian smart وهي البعد الخرافي الأسطوري، والبعد العقائدي الفلسفي، والبعد الطقسي أو العملي، والبعد الخلقي أو القانوني، والبعد المادي والفني والبعد التجريبي، وبعد الحركة المنظمة أو الاجتماعية.
ما الذي تمثله هذه الأبعاد السبعة في حياة الإنسان اليومية؟ إنها تمثل «جوانب مختلفة لنظام واحد متكامل». وبناء على ذلك، فإن الدين أسلوب شامل للحياة يضم «الشخص الكلي واستخدام العقل والعاطفة والإرادة، وذلك طبقاً لتعريف عالم اللاهوت الألماني الأميركي يواكيم واك.
من هذا المفهوم يخلص المرء إلى أن أي بعد منفرد لأي دين ليس غاية بحد ذاته. والصلاح التام يمكن تعريفه بأنه الحياة الربانية، أي الهدف النهائي لمبادئ الخلاص كما تصوغها الأديان، كالتنور والانعتاق والخلاص والتحرر والإدراك. والنظرة إلى الدين كطريق أو سبيل متأصلة في جوهر كل دين من الأديان.
هل يمكن أن يكون هناك دين من دون التزام بشرعة انضباط روحي وحقيقة مطلقة واحدة نهائية سرمدية؟ يضعنا الكتاب أمام ما أشار إليه العالم، جيمس دورلنغر من أهمية العلاقة بين الانضباط الروحاني والحقيقة المطلقة على الوجه التالي: يوجد الدين في سعي الإنسان المنظم للعيش حياة ربانية، حياة يتمتع فيها دوماً بحالة دائمة الهناء من الوعي بالحقيقة المطلقة، الحقيقة التي تم استيعابها بشكل مختلف من الأديان المختلفة وحتى في الأديان نفسها، ولكنها تلك التي تسمو بالأشياء وترتقي بها كما تبدو أصلاً، وتحرره عندما يدركها من كل صفوف المعاناة.
هل دراسة الدين أو الأديان أمر باتت تحتمه مقدرات زمن العولمة؟ يستعين المؤلف برؤية للمهاتما غاندي يذهب فيها إلى القول: «أنا أعتقد أن واجب كل مثقف، رجلاً كان أو أمرآة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين، كما نريد منهم أن يحترموا ديننا فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس». والثابت أن اعتبار التثقف في الدين وفق رؤية المؤلف تزداد الحاجة إليه في هذا العصر الذي تتقارب فيه شعوب العالم المتنوعة، ولذا يؤكد العالم ننيان سمارت أنه «لابد لفهم تاريخ البشرية والحياة الإنسانية من فهم الدين، ويجب على المرء في العالم المعاصر أن يفهم عقائد الشعوب ودياناتها كي يستوعب معنى الحياة كما يرى من منظورات تختلف اختلافاً كبيراً أحياناً عن منظورنا». هل من فائدة لهذا المنهج؟
بالتأكيد نعم، فقد أدت الدراسة العلمية للدين المقارن التي تقدم نظرة إلى أديان العالم لا تقوم على التعصب أو الانحياز الديني، وكما أن هذه الدراسة كانت أصلاً من نتاج بحث متقص يتسم بروح الإنسانية الغربية، فإنها لم تتفوق على أصولها الغربية وتتجاوزها، ولكنها نبهت الكثيرين إلى ثراء وتنوع المعتقدات الروحانية للعالم. وفي السعي لابتكار المفاهيم التي يمكن استخدامها لوصف ديانات مختلفة كل الاختلاف.
ومما لا شك فيه أن للدين دوراً بالغاً في نمو وسيادة بل وانتشار إما مفهوم الحروب أو مبادئ السلام، لهذا فإن المقدمة تتناول كذلك فكرة حركة الحوار بين الأديان وتآلفها في إطار سعي الدين لبلوغ سبل السلام. لماذا الدين والسلام طرفا معادلة؟ لأنه تاريخياً ساد ظلام وتشويش بفعل أولئك الذين استولوا على رموز الدين وسيطروا على خطابه لأغراض شخصية أنانية. فأولئك الذين أكدوا أنهم هم وحدهم المالكون الوحيدون للحقيقة، هم الذين تقع عليهم المسؤولية الجسيمة للارتباك والفوضى اللذين يشكلان آفة الفساد للعالم.
غير أنه وإن كان الدين قد أسيء استعماله عبر التاريخ واستغل كقوة حشد معبئة في الصراعات السياسية العرقية، فإن إسهام الدين في سبيل إقامة السلام وإحلاله ظل مغموطاً حقه ومقللاً من شأنه زمناً طويلاً. وقال الكاردينال فرانسيس أرينزي الذي كان ذات مرة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان «.. لم أقابل طيلة سبعة عشر عاماً من اشتغالي بالترويج لحوار الأديان شخصاً من أتباع أي دين لا يعتبر دينه مؤيداً للسلام».
ما الذي يحتويه التراث الروحي للأديان من قيم لخدمة الإنسان؟ بما أن كل دين من الأديان ينطوي على نظرة عالمية تروج للسلام، فكلها يملك طاقة القيام بدور إيجابي في سبيل قضية السلام. ولذا فإنه عندما تتطلب الأخطار التي تواجه العالم، كالإرهاب الدولي وأسلحة الدمار الشامل وزيادة عدد السكان والفقر والأمراض وانحطاط البيئة وفساد المعايير الخلقية، عملاً منسقاً، يتحتم على أديان العالم أن تعمل لضمان مستقبل سلمي دائم للإنسانية جمعاء.
وقد أشار عالم اللاهوت الشهير هانز كوننغ إلى أن «السلام بين الأديان شرط مسبق للسلام بين الدول»، فالنظرة الروحانية المؤسسة على الفضيلة إلى العالم والمتأصلة في كل الأديان، إلى جانب اهتمام الأديان المشترك بالتعاطف والخدمة والسلام، توفران أساساً مكيناً يمكن للأديان أن تقيم تعاونها عليه بدلاً من التنافس على سبيل العمل من أجل السلام.
ما هو المشترك الإنساني الذي يمثل الآن ضرورة ملحة في ظل مجتمعات متعددة الثقافات؟ يقرر الكاتب أنه الحوار، ومن دونه لا يمكن التغلب على الجهل والتحيز، ولن يتحقق التفاهم والتـــبادل. هل لأتباع الأديان مكان في هذا الحوار؟ حكماً أن الدين، أي دين وكل دين، هو حجر الزاوية في إدارة هذا الحوار، ففي طريق البحث عن الحقيقة السرمدية، تبقى الأديان مشاعل عبر الدروب، وبالحوار تزداد الاستنارة، وتصيب الخطى موضعها، لكن ينبغي دوماً أن نتذكر أن نجاح أي حوار بين أتباع الأديان إنما يعتمد على تبني جو من الاحترام الحقيقي المتبادل وهو سلوك يتخطى مجرد التسامح.
* كاتب مصري.
27 أفريل 2013
الضميـــــــــــــــر
تعريف الضّمير أو ما قد يسمّى ” الوجدان ” انه قدرة الإنسان على التّمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التّمييز بين ما هو حقّ وما هو باطل، وهو الّذي يؤدّي إلى الشّعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقيّة، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتّفق الأفعال مع القيم الأخلاقيّة، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدينا.
فسر علماء العصر الحديث في مجال العلوم الإنسانية الضمير أنه وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدي الإنسان لتسهيل السلوك الموجه من قبل الفرد لمساعدة الآخرين في أداء وظائفهم أو احتياجاتهم دون توقع أي مكافأة وذلك داخل مجتمعاتهم.
لماذا يختفي الضمير؟؟
الضمير شيء حسي بداخل القلوب فعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع تعلو الآنا والشهوات على صوت الضمير ويصبح صوت الضمير يكاد يكون منعدماً
فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب العطف على الصغير فاذا علا صوت الآنا على الضمير ذهب الاحساس بالشيخ الكبير فاذا علا صوت الآنا على الضمير ذهب من حولك صغير كان ام كبير.
ما هي طرق اعادة نبض الضمير ؟
-
العزيمة على عدم العودة أو التفكير فقط في أن يغرق في الظلمات والصفات الذي يصفه بالتكبر
-
ان يتعرف أكثر على اهمية الضمير في الحياة
-
النظر الى آلام الإنسان وتفعيل المشاعر قد يزيد في رجوع الضمير
-
الخدمة والمساعدة لمن حولك دون النظر الى ماهيتهم هذا يساعد على تفعيل دور الضمير.
الضمير في الفلسفة
مركب من الخبرات العاطفية القائمة على أساس فهم الإنسان للمسؤولية الأخلاقية لسلوكه في المجتمع، وتقدير الفرد الخاص لأفعاله وسلوكه. وليس الضمير صفة ولادية، إنما يحدده وضع الإنسان في المجتمع، وظروف حياته، وتربيته.
ويرتبط الضمير ارتباطا وثيقا بالواجب، ويشعر المرء – بوعيه بأنه انجز واجبه تماما – بأنه صافي الضمير، أما انتهاك الواجب فيكون مصحوبا بوخزات التأنيب. والضمير، في استجابته الايجابية لمتطلبات المجتمع، قوة دافعة قوية للتهذيب الأخلاقي للفرد
الضمير في علم النفس
يميز علم النفس الصمير بالخصائص الأتيه :
-
الضمير هو جهاز نفسي تقييمي يتعلق بالأنا, فالمرء يهتم بتقييم نفسه بنفسه كما إنه يتلقى تقييمات الأخرىن لما يصدر منه من أفعال, فالضمير يقوم بمعاتبة الشخص إذا تبين أن نتيجة تقييمه لنفسه أو تقييم الأخرىن له ليست جيدة
-
الضمير قد يكون فرديا وقد يكون جماعيا: فالمرء في حياته الشخصية وعلاقاته بغيره وبنفسه يكون صاحب ضمير فردي, ولكن الضمير قد يتسع ليشمل مجموعة من الناس قد تكون محدودة أو قد يمدت ليشمل شعب بأكمله, فمثلا عندما ينهزم جيش شعب أمام جيش أخر فإن ضمير الشعب قد يثور وقد يقوم بانقلاب على حكامه .