15 أوت 2020

عصر التغيير والانتقال

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, إدارة الأزمة, القرون, الكوكب الارضى, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, النجاح, النضج, الأنجازات, الأنسان, الأخلاق, الإرادة, الافلاس الروحى, الانسان, التسامح, التعاون, التعصب, الجنس البشرى, الدين البهائى, الصراع والاضطراب, احلال السلام في 12:09 م بواسطة bahlmbyom

الصلح الأصغر هو الخطوة الأولى نحو الصلح الأعظم والسلام

Deep Water Dwelling: The Dark before the Dawn

لا شك أننا نعيش عصراً يمكن اعتباره عصر انتقال من عهد مظلم إلى آخر نوراني، ولا بد أن يسود في نهاية هذا العصر فترة من الظلام الحالك قبل انبلاج النور، فترة من الضيق وتزلزل الأفكار والقواعد التي أقامها الإنسان لنفسه بعيداً عن كلمة الله المحيية للقلوب والأرواح والنفوس، وشاد عليها ما أوصله إلى هذه الهاوية. فالطريق لا زالت تكتنفها الصعوبات والعوائق، والتمسك بكل عناد بماضٍ لا يزال يشكل لنا طريقنا الوعر الشائك، ولا يزال الإنسان متشبثاً بأسباب شقائه على أنها السبيل الوحيد لخلاصه. فالويلات ستشتد والرزايا تتفاقم والآلام ستعظم إلى أن تثوب الإنسانية إلى رشدها. ففي رسالة الرضوان لعامي ١٩٩٠م، ١٩٩٦م يخبرنا بيت العدل الأعظم بما يلي:إن تحقيق الصلح الأصغر يتطلّب تغييراً أساسياً في أركان وقواعد المجتمع الإنساني الحالي. ومع ان الشواهد مشجّعة وإيجابية ولكن يجب أن لا ننسى بأن الطريق المظلم لعصر التغيير والانتقال لم ينته بعد، وهو طريق طويل وملئ بالانزلاقات والالتواءات.

Archiwa: materializm - Filozofuj!

فموجة الكفر والإلحاد مازالت سائدة والمادية منتشرة أما القومية والعنصرية فما زالت مسيطرة على فكر وقلب الإنسان، والبشرية مازالت في غياهب الظلام بعيدة عن الأساس الروحاني لحل المعضلة الاقتصادية.   – من رسالة الرضوان لعام ١٩٩٠مومهما قَصر طريق السلام فسيكون غاصّاً بالآلام. ومهما تفاءلنا بتحقيق الصلح الأصغر المنتظر الذي سيمهد هذا الطريق، فان السلام يحتاج إلى فترة طويلة من التطور حتى يتم نضجه مع ما يصاحبه من فتن ونكسات ومجابهات إلى أن يأتي الميقات بالتأثير المباشر لدين الله حتى يأخذ شكل الصلح الأعظم. وإلى أن تحين الساعة سينتاب الناس في كل مكان على الأغلب يأس وحيرة قبل إدراكهم لما يحصل من تحّول.   – من رسالة الرضوان لعام ١٩٩٦م

مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة

ماهي عصبة الامم؟ | ثقافة أونلاين

إن تشكيل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى لهو دليل على قوة يد الغيب الخفية التي تقود الإنسانية بالتدريج طوعاً وقسراً نحو حل مشاكله بالاتفاق والتعاون. إلا أنها في روحها كانت بعيدة عما يريده الحق للبشرية أن تحققه، ذلك لأنها عجزت عن منع الحروب، بل إنها زادت في لهيب العداوة والبغضاء بين الأمم والشعوب إلى أن نشبت الحرب العالمية الثانية، فاستفاق العالم وقتئذٍ على نقائص عصبة الأمم في نظامها ليضع نظاماً جديداً أكثر تقدماً وخدمة لهدف تحقيق السلام في العالم. فكانت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. ومع جميع المواثيق والعقود المبرمة من قبل الدول الأعضاء، إلا أن الأرض تحت أقدام الشعوب والأمم لا تزال تَميدُ مهددة بمزيد من الويلات والحروب والدمار. إنها ويلات أصبحت كثيفة متلاحقة تواكبها الكوارث الطبيعية المدمرة وتشير إلى دلائل يجب التمعن بها على ضوء ما جاء في الكتب السماوية من تحذيرات وانذارات – شأننا شأن باقي الأمم السابقة التي عصت كلمة الحق.ويخبرنا حضرة ولي أمر الله شوقي أفندي في كتابه “الكشف عن المدنية الإلهية” بما يلي متحدثاً عن عصبة الأمم:… فإن أهمية الخطوات التي اتخذت إلى الآن لا يمكن إغفالها، وأنه مهما يكن من أمر الموقف الحالي للعصبة أو النتائج المترتبة على حكمها التاريخي، ومهما يكن أيضاً من أمر التجارب والتيارات المضادة التي سوف تقع فيها وتواجهها في القريب العاجل، فإنه يجب الإعتراف بالحقيقة بأن ذلك القرار الخطير (أي تشكيل عصبة الأمم) يكوّن أبرز علامة في الطريق الوعر الطويل الذي يصل بها إلى هدفها وهو المقام الذي تصبح فيه هيئةُ جميع الأمم المبدأَ الحاكم على الحياة العالمية. وعلى ذلك فتلك الخطوات التاريخية ليست إلا وميضاً خافتاً في الظلام المحيط بإنسانية مضطربة، وأنها مجرد لمعة تظهر بين الحين والآخر في وسط ارتباك يمتد غوراً. إن عوامل الانحلال لا بد تستمر بشدة وأثرها الشديد لا بد أيضاً يتأصل في قلب عصر ممزق، وآلام كثيرة لا تزال ضرورية لصهر شعوب البشر ومذاهبه وطبقاته وأجناسه في حوض البلاء العام، ولصقله بنيران العدل الشديدة حتى يستحيل إلى أداة لحكومة واحدة ونظام فسيح موحّد ملتئم فعّال، ولهذا فإن الحوادث القاسية، والأزمات والصدمات التي لا تخطر على العقل، والحرب والمجاعة والأمراض الفتاكة، كل هذه قد تتضافر على جيل غافل وتنقش على قلبه الحقائق والمبادئ التي رفض الاعتراف بها واتِّباعها. وما من دافع لأشدِّ شلل عُرف في التاريخ ما سوف يصيب جهاز هيئة اجتماعية محطمة قبل أن يُعاد بناؤها وتجديدها.   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٥٢-٥٣كان قوله هذا عام ١٩٣٦م وما نشهده اليوم يحقق ذلك المشهد الذي صوره لنا في كلماته. وفي هذا الصدد يخبرنا حضرة بهاءالله بقوله:إن المدنية التي شاد بذكرها أهل الفنون والعلوم تكون شراً عظيماً على الناس إذا تُرِكت تتعدى حد الإعتدال… إن المدنية إذا أُفرط فيها تكون سبباً في جلب الشر كما كانت سبباً في جلب الخير عندما كانت في حد الاعتدال، سوف يأتي يوم يحرق لهيبها المدائن وينطق لسان العظمة المُلك لله العزيز الحميد…   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٥٤ويعود حضرة ولي أمر الله فيصف لنا أحوال العالم بكلماته في الكتاب نفسه:… وقد يتساءل جيل حائر عما عساه يبقى لإصلاح هذا التشقق الذي يتسع باستمرار ويهدده بالإبتلاع يوماً ما. ودلائل الإنحلال المتجمّعة، وعلامات العذاب والإفلاس التي تُرى حيثما اتجه البصر قد جعلت ذوي العقول من الرجال والنساء يرتابون في كل خطوة من خطوات الحياة على وجه التقريب ما إذا كانت الهيئة الإنسانية في نظامها الحالي تستطيع بجهودها المفككة تخليص نفسها من اللّجة التي تغمرها بازدياد. فكل نظام افتقد توحيد البشر قد جُرِّب وجُرِّب ووُجد ناقصاً، واشتعلت الحروب واحدة تلو الأخرى، وانعقدت مؤتمرات لا حصر لها، واستُنفِدت الجهود في صوغ المعاهدات والضمانات وإحكام المواثيق وتنقيحها، وجُرِّبت قواعد الحكم بكل جَلَدٍ وتناولتها أيادي الإصلاح والتعديل، ووضعت مشاريع الإنشاء الإقتصادي بكل عناية ونُفِّذت بغاية الدقة، ومع ذلك والأزمة تعقبها أزمة، بما يضاعف سرعة تدهور عالم غير مستقرٍّ، ويعجِّل الأخطار المحدِقة والهُوَّة السحيقة الفاغرة فاها، الأمر الذي ينذر بحلول نكبة عامة تنزل بالعالم على السواء لا فرق بين شعوب راضية وأخرى متذمرة… فالإنسانية الدامية الضالة قد فقدت بغير شك توازنها، كما يبدو أنها فقدت إيمانها ورجاءها وهي تترنح بغير رادع ولا تبصرة على حافة القضاء الذي يوشك أن يحل بها، يخيّم على حظها أطباق من الظلمات كلما اجتازت المعابر الأمامية في طريقها إلى أظلم منطقة في حياتها المضطربة.

الأمم المتحدة (@UNarabic) | Twitter

ومع ازدياد هذه الأشباح ألا يجدر بنا أن ندعو إلى خيوط الرجاء التي تطلع في فترات متقطعة على الأفق العالمي وتبدو خلال طبقات الظلام المحيط بالإنسانية؟ أليس من الحق أن نقول أن في عالم ٍ هذا حالُه من تقلقل العقيدة وتشويش الفكر، عالم يزداد تسلحه وتشتعل فيه نيران البغضاء والثورات التي لا يُطفَأُ لها لهيب، تشاهد مع ذلك تقدم العوامل التي مهما يكن شأنها فهي تعمل على وفاق مع روح العصر؟ ومع أن نعرة القومية التي ظهرت بعد الحرب تشتد وتزداد يوماً بعد يوم فإن عصبة الأمم التي ما تزال بعد في مقام النواة، والتي تقوى العواصف المحيطة بها على طمس معالمها وقلب أداتها لمدة من الزمن، تدل على أن الاتجاه الذي تعمل في محيطه فكرة تكوينها هو في ذاته هام للغاية. فإن الأصوات التي ارتفعت منذ تكوينها والجهود التي بذلت والعمل الذي قامت به يمكن أن نستشف من ورائه مدى ما قُدِّر في النهاية لهذه المؤسسة الحالية أو لأية هيئة أخرى قد تحل مكانها من الغلبة والنصر.   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٤٨-٥٠إن الإضطراب الهائل الذي يعصف بمقدرات الإنسانية في وقتنا الحاضر لم يسبق له مثيل، وعواقبه وخيمة، وأخطار فاقت التصور تكالبت على الإنسانية عبر تاريخها وتركتها حائرة مذهولة. إن أعظم خطأ يرتكبه قادة العالم في هذا المنعطف الفاصل من عمر البشرية، أن يَدَعوا الأزمات تلقي بالشكوك على ما يمكن لعملية التطوير أن تهبنا من نتائج باهرة، ولا شك أننا الآن نشاهد عالماً جديداً يناضل من أجل ولادته على أنقاض عالم تتداعى أركانه. فالمفاهيم والتقاليد التي تراكمت، والمؤسسات التي ارتفعت عبر القرون تواجه الآن امتحانات لا شك أنها ضرورية لعملية التطوير هذه ولا مفر منها. وما يطلب من شعوب الأرض قاطبة توخي الإعتدال في الدين والفكر والعقيدة بطهارة القلب ونقاء السريرة، فيتوجهون بعزيمة لا تنثني لاستقبال قوى التأييد الهائلة التي أنعم بها خالق كل شئ على البشرية في هذا الربيع الروحاني من عمرها.

الانساني Instagram posts - Gramho.com

ولنتأمل في ما تفضل به حضرة بهاءالله من كلمات شافية: قل أن اتحدوا في كلمتكم واتفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيكم وغدكم أحسن من أمسكم. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزينة والثروة والمال. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النفيسة في المشتهيات النفسية ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشخصية …   – الواح حضرة بهاءالله المنزلة بعد الكتاب الاقدس -لوح الحكمة- ص ٨١هل يبدو أن البشرية ماضية في غيّها، وسائرة نحو مصيرها المحتوم الذي ستتجمع فيه جميع أنواع البلايا والنكبات لصهر بنيته بهذه النار التي ستعمل على تطهيرها مما دخل فيها من شوائب، وسيزداد أوارها إلى أن يرى الحق أن صورته تنعكس على صفحات قلوب مخلوقاته التي يحبها؟ عندها يرفع غضبه ويقوم الإنسان الجديد على تكوين حضارته وحياته كما يحب الله ويرضى، فيجنمع قادة العالم ليضعوا الميثاق الذي تفضل به حضرة بهاءالله ووضحه حضرة عبدالبهاء:فالسلام العالمي إنما هو في البريق الآتي من نهاية هذا النفق المظلم الذي سنجتازه بفضل طهارة ونقاء نيّات العاملين المخلصين لخير الإنسانية من رؤساء وحكام ومسؤولين وعلماء دين وأفراد غيورين تجللهم وحدة الضمير والوجدان حتى يكون ما نشيده قوى البنيان ثابت الأركان وما نزرعه عالي الأغصان وافر الثمرات يؤتي أُكُلَه في كل حين.

أضف تعليق