24 فيفري 2020

إطلاق عملية بناء القدرات

Posted in قضايا السلام, إدارة الأزمة, الكوكب الارضى, المساعدات, المشورة, النهج المستقبلى, الأنسان, الأبناء, الأخلاق, الأديان العظيمة, التعصب, الجنس البشرى, الجامعة البهائية, الخدمة, الدين في 1:19 م بواسطة bahlmbyom

الدين بمفهومه الحقيقى وكما نعلم هو جزء من التكوين الإنسانى ، فالرسل والأنبياء تلك الشخصيات الفريدة التي أعطت للعالم الأنظمة العظيمة و أيقظت في البشر قدرات جمة على الحب ، والتسامح ، اعطتهم المبادئ للتغلب على التحيز والرغبة الصادقة فى التضحية من أجل الصالح العام وتهذيب الغرائز الحيوانية ومما لا شك فيه أن القوة المذهلة في الحضارة الإنسانية كانت من تأثير تعاقب هذه المظاهر الإلهية التي تمتد إلى فجر التاريخ .

Image result for the religion and unity

فالدّين، كما نعلم جميعًا، يغذّي جذور النّوايا الباعثة على الأعمال، وعندما يكون أتباع الدّين صادقين في ولائهم لتلك النّفوس السّامية من الرّسل والأنبياء الّذين أعطوا العالم نظمه الدّينيّة ويقتدون بالمثل الّذي ضربه هؤلاء، يتمكّن الّدين عندئذٍ من أن يوقظ في النّاس جميعًا قدراتهم على المحبّة والتّسامح والإبداع ومجابهة أخطر الصّعاب ومحو التّعصّب وتقديم البذل والتّضحية في سبيل الصّالح العام، وممّا لا جدال فيه أنّ القوى الأصيلة الّتي هذّبت الطّبيعة الإنسانيّة ومدّنتها كانت بفضل تتابع المظاهر الإلهيّة في سجل تاريخنا الإنسانيّ. فهذه القوى ذاتها والّتي كان لها مثل هذه الآثار النّافذة في العصور الماضية لا تزال ماثلة في الوعي الإنسانيّ كإحدى خصائصه البارزة التي لا يمكن محوها. – بيت العدل الأعظم من رسالة الى قادة الأديان فى العالم –

لكي يصبح هناك تزايداً فى أعداد الشباب المشاركين والذين يسعوا الى البناء في حياة المجتمعات ويساهمون في التقدم الاجتماعي ستحتاج ثقافاتنا إلى إحداث تحول أساسي في التفكير في دور الدين،أن التنوع المذهل للأديان الحاضرة قد جعل التركيز على ضرورة التعاون بينها امراً حتمياً إذا كان للبشرية أن تبني عالماً أكثر سلماً ونضجاً فعلى المجتمعات الدينية العمل على إيجاد الممارسات التى تُترجم فيها التعاليم الروحية إلى واقع اجتماعي وبالتالى يمكن إطلاق عملية بناء القدرات التي تٌمكِّن الشباب من المشاركة في تحول المجتمع وحمايته ورعايته”

Image result for the religion and unity

“يمكن للشباب رؤية التناقضات في هذا العالم ،” نحن نعلم أن الشباب لديهم شعور حاد بالعدالة ويتوقون إلى المعنى والهدف والرغبة في الخدمة والمساهمة بشكل هادف ، والتعطش للمعرفة هو امر جيد للوصول الى مايتمنون. هذه هى الخصائص جوهرية للشباب والتى يمكن الإستفادة منها، على الرغم من أنها قد تظل كامنة وخاملة في مجتمعات بأكملها عندما يتم إهمال تعليم الشباب و عدم تمكينهم اخلاقياً .لكي يلعب الدين دورًا إيجابيًا يجب على قيادته “التدقيق في التوجه الذي أصبح متجذرًا بعمق في العديد من المجتمعات تجاه الآخر وتحدي المزاعم المنتشرة والضارة المتمثلة في الوصول المتميز إلى الحقيقة والتي أشعلت بعض أكثر الصراعات المريرة في العالم “

Image result for thebahai faith and unity in diversity

فرغم ضآلة العوامل الّتي تشجّع على الاستفادة من قوى الدّين هذه، ورغم العقبات الّتي تقف في وجهها، نجدها صامدة في دعم كفاح ما لا يُحصى من ملايين النّاس ممّن يناضلون من أجل البقاء والاستمرار. كما نجد هذه القوى أيضًا لا تتوقّف عن بعث الأبطال والأولياء في كلّ البلدان لكي يبرهنوا في حياتهم بصورة مقنعة على صدق المبادئ والمثل الّتي حوتها كتبهم المقدّسة. والحضارة الإنسانيّة في مسارها تقدّم لنا البرهان والدّليل على أنّ الدّين قادر أيضًا على التّأثير في بنية العلاقات الاجتماعيّة تأثيرًا عميقًا. ومن الصّعب حقًّا أن نجد أيّ تقدّم جوهريّ في الحضارة الإنسانيّة إلا وكان نابعًا عن الدّين. فهل في الإمكان لنا أن نتصوّر إذًا بأنّ العبور إلى المرحلة الختاميّة في هذه المسيرة الّتي استغرقت آلاف السّنين لتنظيم الكرة الأرضيّة سيتمّ ويتحقّق في خواءٍ روحيّ ؟ وإذا كانت المذاهب العقائديّة الحديثة الّتي انحرفت عن طريق الحقّ في القرن الّذي مرّ وانقضى قد حقّقت أمرًا واحدًا فقط فهوأنّها قد أتت بالدّليل القاطع على أن احتياجات العالم اليوم لا يمكن سدّها بتلك البدائل الّتي تجود بها قدرة الإنسان على الابتكار والاختراع.

لخّص حضرة بهاء الله النّتائج الّتي سوف يواجهها عصرنا الرّاهن فيما أفاض به يراعه من بيان قبل قرن من الزّمان. وقد انتشرت هذه البيانات منذ صدورها انتشارًا واسعًا وشهدت تعميمها العقود الفاصلة بيننا وبين ذلك الوقت. وجاء فيها:

Image result for unity

“إنّ مما لا شكّ فيه أنّ جميع الأديان متوجّهة إلى الأفق الأعلى وتأتمر بأوامر الحقّ. أمّا ما اختلف من أوامرها وأحكامها فقد كان بحسب مقتضيات العصور والأزمان، فالكلّ من عند الله ونزّل بمشيئة الله ما عدا بعضها الّتي كانت نتيجة ضلال البشر وعنادهم. أن انهضوا يعضدكم الإيمان وحطّموا أصنام الأوهام وتمسّكوا بالاتّحاد والاتّفاق.” إنّ مهمّة الرّوح الإنسانيّة في المرتبة الأولى ستبقى دائمًا السّعي بحثًا عن الحقيقة، والعيش طبقًا لما تعتنقه من المبادئ والمثل، والنّظر إلى جهود الآخرين بكامل الاحترام لكي يقابلوا ذلك بالمثل.

30 أوت 2017

التعليم من وجهة نظر الجامعة البهائية العالمية

Posted in مقام الانسان, مراحل التقدم, المبادىء, المرأة, المسقبل, النجاح, النضج, الأمم المتحدة, الأنجازات, التعصب, الجنس البشرى, الجامعة البهائية, الجانب الإيجابى, الدين, الدين البهائى, انعدام النضج في 5:06 م بواسطة bahlmbyom

بيان مدون قدمته الجامعة البهائية العالمية للجلسة السادسة والخمسين للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والذي أدرج تحت البند العاشر من جدول الأعمال المقترح: الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد تم تداوله كوثيقة الأمم المتحدة رقم #E/CN.4/2000/NGO/13. 

من وجهة نظر الجامعة البهائية العالمية، يعد حق التعليم أحد أهم الحقوق المدرجة في “الإعلان العالمي  لحقوق الإنسان”. إن حق التعليم ذو أهمية كبيرة لدرجة أنه جاء مفصلاً في “الاتفاقية العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” بالإضافة إلى “الاتفاقية العالمية للحقوق المدنية والسياسية”. حقًا، قد كانت مهمة مؤسسي الديانات العظيمة على مدى التاريخ هي تعليم البشرية. فالتعليم موضوع حيوي حاسم لتطوير القدرات الكامنة في كل فرد ولتمتعه بكامل حقوقه الإنسانية. وفي الوقت نفسه، على هذا التعليم خدمة المجتمع ككل وذلك بأن يغرس في الأفراد احترامًا لا يتزعزع لحقوق الآخرين ورغبة لدعم هذه الحقوق والدفاع عنها.

لذا، يسر الجامعة البهائية العالمية أنه في عام 1998 قبلت “لجنة حقوق الإنسان” ما وصت به “لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” وذلك بتعيين مقرر خاص تكون مأموريته “مركزة على حق التعليم”. كما يسرنا أيضًا أن مأمورية “المقرر الخاص” إنّما موجهة لتطبيق ’مبدأ التعليم الأولي الإجباري المجاني للجميع.‘ وأنها تأخذ في الاعتبار ’وضع الفتاة الطفلة وحاجاتها.

ونحن إذ نتفق أنّ على الحكومات والمنظمات غير الحكومية على السواء أن تعير مسألة سهولة البلوغ إلى التعليم اهتمامًا جادًا، إلاّ أننا نشعر أنّ على محتوى التعليم أن يكون ذو أولوية في الأهمية. ينص “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” أنّ الهدف من التعليم ليس فقط ’التطور الكامل للشخصية الإنسانية والحس بالقيمة الذاتية له‘ بل أيضًا ترويج ’التفاهم والتسامح والصداقة ما بين كافة الشعوب والجماعات العرقية أو العنصرية أو الدينية…‘[4] ولتحقيق هذه الأهداف السامية واسعة النطاق، لابد للتعليم أن يركز على الإنسان بأكمله، أي أن يسعى لتطوير المدى الكامل للقدرات الإنسانية – العقلانية والاجتماعية والجسمانية والروحانية.

إنّ ما يدور في فكر كثير من الناس بخصوص الهدف من التعليم لهو محدود بتقوية الفرد للبلوغ إلى الرفاه المادي والثروة، مع قليل فقط من الاهتمام بمسؤوليته تجاه الآخرين والبشرية ككل. إن أسلوب كهذا في تناول موضوع التعليم، يتسم بالمادية، سيؤدي إلى تفاقم التباعد بين القلة الغنية والغالبية الفقيرة، وإلى استدامة ظلم الطبقات الاجتماعية ومساهمتها بذلك في حالة عدم الاستقرار في العالم. أما اقتران التعليم المادي مع التعليم الروحاني والتطور الأخلاقي، فسيكون الوسيلة لضمان خير البشرية ورفاهها ككل. فبدلاً من التشديد على المنافسة، يكون من الأفضل للتعليم في هذه اللحظة من التاريخ، أن يرعى المواقف والمهارات اللازمة للتعاون؛ إذ إنّ نجاة البشرية نفسها في يومنا هذا يعتمد كل الاعتماد على قدرتنا على التعاون والتزامنا الجماعي بالعدالة وحقوق الإنسان للناس كافة. بالإضافة إلى ذلك، فقدرتنا على التعاون مع الغير سيضمن استفادة أعداد أكبر من الناس لحق التعليم.

أثبتت الصراعات الأخيرة في أوروبا فشل التعليم المادي لوحده في أن رعاية احترام حقوق الإنسان. من مبادئ الدين البهائي إعطاء الأولوية للتعليم الروحاني والأخلاقي بالمقارنة مع الجوانب الأخرى له. وتصرح الكتابات البهائية بأن: ’… فالأفضلية للأدب والأخلاق، وإن لم تهذب الأخلاق تصبح العلوم سببًا للمضرة. العلم والمعرفة ممدوحان إن اقترنا بحسن الآداب والأخلاق وإلاّ أصبحا سمًا قاتلاً وآفة مخيفة‘. إن وظيفة التعليم الأخلاقي والروحاني هي توجيه القدرات البشرية نحو خير الناس جميعهم. نحن نقترح إذًا، أنّ الهدف من التعليم يجب ألاّ يكون مجرد كسب العلم فحسب، بل أيضًا اكتساب الخواص الروحانية كالشفقة والأمانة والخدمة والعدالة واحترام الآخرين جميعهم.

Related imageوفي صميم تقرير “منظمة التعليم والعلم والثقافة التابعة للأمم المتحدة” والمسمى “التعليم: الكنز داخلنا”، نجد الفكرة المعروضة في “ميثاق حقوق الطفل” والتي تنص على أنّ التعليم يجب أن يمكّن الفرد من تطوير قدراته الكامنة بصورة كاملة.

يحث حضرة بهاءالله:

(انظر إلى الإنسان فهو بمثابة معدن يحوي أحجارًا كريمة، تخرج بالتربية جواهره إلى عرصة الشهود وينتفع بها العالم الإنساني.‘ بالنسبة لهذه الجواهر، يجب أن يتم استخراجها وتطويرها وتهذيبها بوعي، إذ إنّه بالرغم من أنّ القدرة على عمل الخير أمر غريزي داخلي، إلاّ أنّ الإنسان قد يقع ضحية لنزعات فاسدة هي أيضًا غريزية داخلية بصورة مساوية. يتفضل حضرة بهاءالله قائلاً: ’إنّ الإنسان بمثابة فولاذ جوهره مستور، فبالتربية والنصيحة والذكر والبيان يظهر ذلك الجوهر عيانًا، وأمّا إذا بقى على حاله فسوف يعدمه صدأ مشتهيات النفس والهوى.

ولمّا كان كل طفل بحاجة إلى التعليم، وبالأخص ما يُعنى بالقيم الأخلاقية، لذا تبرز ضرورة تزويد الإناث من الأطفال، اللواتي سيصبحن أمهات وأول معلمات لأجيال آتية، بالتعليم. ثم إنّ تعليم الأمهات هي الطريقة الأكثر فعالية لضمان انتشار فوائد التعليم في المجتمع ككل. كما إنّ تسهيل حصول النساء والفتيات على التعليم بالتساوي، سيمكنهن من المشاركة الكاملة في المجتمع، والذي كما يعتقد البهائيون، سيكون العامل الحافز لخلق مجتمع عادل وتأسيس صلح مستدام في العالم. لذا، فنحن نؤيد التوصية التي ذكرت في القرار بأن يقوم “المقرر الخاص” ’بترويج محو كل أشكال التمييز في التعليم.                      ‘Image result for education logo

أما إذا أخذنا في الاعتبار محتوى التعليم، فمن المهم أن نتذكر أنّ التعصبات التي تفصل بين شعوب هذا العالم، والتي تتفجر أحيانًا إلى صراعات وحروب، ليست فقط نتاج الجهل، بل أحيانًا هي نتاج تعليم يتصف بالانحياز. فقد يوفر لنا تطوير مجموعة محددة من المبادئ والتمسك بها، وهي ما يخص موضوع التعليم، ربما كانت مبنية على “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، هيكلاً موحِدًا يوفر في إطاره رعاية تفهم الخبرات الإنسانية المتنوعة وإدراكها. وسوف يستمد هيكل كهذا قوته من جذوره المغروسة في مبدأ وحدة الجنس البشري. إنّ مجرد قبول هذا المبدأ سيمكننا من إيجاد الوحدة بين العناصر المتنوعة للأسرة البشرية، معترفًا بتلك التطلعات البشرية المشتركة الموجودة في الثقافات والعادات والأمزجة المتنوعة لكل بلد وفي سائر أنحاء العالم. ينيغي تدريس وحدة الجنس البشري وعالمية حقوق الإنسان في كل صف من الصفوف الدراسية في أرجاء المعمورة، وذلك بالإضافة إلى مهارات المشورة وحل النزاعات.

على التعليم أن يكون عالميًا وإلزاميًا ومجانًا. ونحن نقرّ أنّه لا يمكن بلوغ هذا الهدف إلاّ في حال كانت المسؤولية مشتركة. ’الجميع، سواء أكانوا رجالاً أم نساء، عليهم‘ وفقًا لما تنص عليه الكتابات البهائية، ’أن يودعوا قسطًا مما يحصلون عليه من المال عن طريق اشتغالهم بالتجارة والزراعة والأمور الأخرى… لصرفه في أمر تربية الأطفال وتعليمهم.‘إنّنا نشيد “بالمقرر الخاص” لحق التعليم، الآنسة كاترينا توماسفسكي، لإدراجها ’العقبات المادية المعوقة للبلوغ إلى التعليم المدرسي الأولي‘ كجزء من تقريرها التمهيدي.

Related image حتى عندما توفر الحكومات الخدمات التعليمية، تبقى هناك بعض المجموعات التي تواجه عقبات في طريقها. وقد أظهرت التجربة التي مرت بها وكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجال محو الأمية والصحة العامة، أنّ شرائح خاصة من السكان في مختلف الدول غير قادرة على الاستفادة من مثل هذه الخدمات العامة بسبب الظروف السياسية أو الثقافية أو العرقية أو اللغوية أو الجغرافية. لذا فنحن نعرض عليكم وضع تدابير خاصة لحماية حقوق التعليم لهذه المجموعات المحرومة. ونتطلع لما خطط له “المقرر الخاص” من تجميع وتحليل ’للمعلومات الكمية والكيفية الموجودة الآن حول النمط السائد لافتقار التوصل إلى التعليم، من أجل عرض العقبات الموجودة في سبيل تحقيق حق التعليم عرضًا بيانيًا.‘

أخيرًا، رغم أنّنا نتفق على وجوب إعطاء الأولوية في التعليم العالمي الاجباري للطفولة، إلاّ أنّنا نؤمن كذلك بأنّ الجميع سيستفيد عندما يكون التعليم عملية مستمرة مدى الحياة. تقول اليونسكو إنّ على التعليم أن يولّد في النفس عطشًا ورغبة في المعرفة، ونود أن نضيف أنّها يجب أن ترعى أيضًا التطلع إلى الكمال والامتياز. فهذه التطلعات المكتسبة في سن الطفولة، والمقترنة بفرص مستدامة لاستمرارية التعليم، هما الأساس لحضارة دائمة التطور.

ستواصل الجامعة البهائية العالمية جهودها لدعم التعليم الذي يطور قدرات الفرد ويغرس في النفس احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل شخص. وبهذا الخصوص، يسعدها أن تتعهد بدعمها الكامل وتعاونها التام مع “المقرر الخاص” للحفاظ على حق التعليم وتطبيقه عالميًا.

http://bahairesearch.com/

 

10 نوفمبر 2013

اتفاق الدين والعلم…

Posted in قضايا السلام, مواقف, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المسقبل, النهج المستقبلى, النجاح, الأنسان, الحياة, الدين, الصراعات في 6:36 م بواسطة bahlmbyom

اتفاق الدين والعلم

من أحد الأسباب الرئيسية للنزاع والصراع في العالم اليوم هو الفكرة العامة بأنَّ هناك تعارضًا أساسيًّا بين العلم والدين، وأنَّ الحقيقة العلمية تناقض الدين في بعض جوانبه، وأنَّ على الإنسان أن يختار بين تمّسكه بالدين وإيمانه بالله أو أنَّ عالمًا خاضعًا للعقل والمنطق.

فالتعاليم البهائية تؤكد على الاتحاد الجوهري بين العلم والدين. وقد أشار حضرة عبد البهاء إلى هذا الموضوع ضمنيًّا في بيانه السابق بأنَّ الحقيقة واحدة وغير قابلة للتجزؤ، فلا يمكن لأمر ما أن يكون خطأ من الناحية العلمية وصحيحًا من الناحية الدينية. كما شرح حضرته هذا الموضوع بشكل مسهب في الفقرة التالية::

science-religion-edinburgh“إذا كانت الآراء والمعتقدات الدينية مغايرة للمفاهيم والمقاييس العلمية فإنَّ ذلك يعتبر ضربًا من الأوهام والخيال، ذلك لأنَّ عكس المعرفة هو الجهل ومولود الجهل خرافات وأوهام ولابد من وجود التوافق والاتفاق التام بين الحقيقة الدينية والعلم. ومن المستحيل الإيمان بمسألة تخالف العقل والمنطق لأنَّ فيها يكون التأرجح والتردد.

أكدَّ حضرة بهاء الله بأنَّ الطاقات الفكرية والعقليـة للإنسان هي مواهب من الله العلي القدير، والعلم هو نتاج الاستخدام المنظم للقوى العقلية. وعليه فإنَّ الحقائق العلمية هي حقائق مكتشفة بينما الحقائق الدينية هي حقائق منزلة وهي التي أرانا الله إياها دون أنْ نكتشفها بأنفسنا. ويؤمن البهائيون بأنَّ الله الواحد الأحد هو الذي أنزل الحقائق الدينية وهو الذي أوجد الفكر والعقل من أجل الاكتشافات العلمية. وعليه لا تناقض بينها لأنَّ موجدها جميعها واحد..

أمَّا التناقض الظاهري بين العلم والمعتقدات الدينية التقليدية فهو من صنع الإنسان المعرض للخطأ والغطرسة. وعلى مر القرون تخلل مختلف الأنظمة الدينية تحريف وتغيير بالتدريج مما عكر صفاء تلك التعاليم والمبادئ الأساسية التي أتى بها مؤسسو الأديان. ومع مرور الزمن أصبح من الصعب التمييز بين ما هو محرّف وما هو أصيل، وعلى نفس المنوال نرى أنَّ النتائج المستقاة من بعض مدارس العلم والمعرفة غير الرصينة أصبحت أكثر جاذبية وشعبية من النتائج الحاصلة من الأبحاث العلمية الدقيقة والمعتبرة مما أدى ذلك إلى تشويش الحقيقة. وقد أكد حضرة عبد البهاء بأنَّ الدين والعلم في الواقع مكمّلان لبعضهما البعض. وفي سياق هذا الموضوع قال حضرته::

“”الدين والعلم جناحان يطير بهما الإنسان إلى العلي وبهما تترقى الروح الإنساني. فمن المستحيل الطيران بجناح واحد، فإذا ما طار الإنسان بجناح الدين وحده فسرعان ما يقع في مستنقع الوهم والخرافة، وإذا ما طار بجناح العلم وحده فسيقع في وهدة المادية التي تحول دون تقدمه. إنَّ جميع الأديان في وقتنا الحاضر قد وقعت ضحية التقاليد والأوهام بعيدًا عن حقيقة التعاليم التي جاءت بها وعن ثمار الاكتشافات العلمية لهذا العصر”.(مترجم عن الإنجليزية))

وفي فقرة أخرى من خطب حضرة عبد البهاء في أوربا وأمريكا أكد حضرته بأنَّ نتيجة توافق العلم والدين هي تقوية وتعزيز الدين وليس ضعفه مثلما يتخوفه المدافعون عن الدين لهذا يجب على الدين والعلم أن يتطابقا. إنَّ جميع هذه التقاليد التي لدى الأمم نظرًا لكونها مغايرة للعلم والعقل فإنَّها سبب للخلاف والوهم لهذا يجب أنْ نتحرى حقيقة كل موضوع وإن تحقق ذلك فإنَّ جميع الأديان تصبح دينًا واحدًا لأنَّ أساسها حقيقة واحدة، والحقيقة الواحدة لا تتجزأ.

30 ديسمبر 2011

هل نأمل فى عام أكثر سعادة ونضجاً مما سبقـــــــه؟؟

Posted in قضايا السلام, مراحل التقدم, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, النجاح, النضج, الأنجازات, الأخلاق, التعاون, التعصب, الجنس البشرى, الدين, السلوك, انعدام النضج, احلال السلام, ازدهار-المحبة-السلام-الوحدة في 2:59 م بواسطة bahlmbyom

كل عام والعالم أجمع بخيروسعادة…

 سويعـــــــــــــــات قليلة وينتهى عام2011 ليبدأ عاماً جديداً ..نتمنى من الله  ان يكون عــــاماً سعيداً على البشر ..عاماً تسعى فيه

الإنسانية نحو الرقى والنضج لتحقيق حضارة إنسانية واعية تخدم العالم الإنسانى كله.

 وعلينا الإِقرار صراحةً بأَنَّ التّعصّب والحرب والاستغلال لا تُمثِّل سِوَى مراحل انعدام النُّضج في المَجْرَى الواسع لأَحداث التّاريخ، وبأَنَّ الجنس البشريّ يمرّ اليوم باضطرابات حَتْميَّة تُسجِّل بلوغ الإنسانيّة سنَّ الرُّشْد الجماعيّ – إِنَّ مثل هذا الإقرار يجب ألاَّ يكون سبباً لليأس، بل حافزاً لأَنْ نأخذ على عواتقنا المهمّة الهائلة، مهمّة بناء عالم يعيش في سلام. والموضوع الذي نحثُّكم على درسه وتَقَصِّيه هو أَنَّ هذه المهمة مُمْكِنَةُ التّحقيق، وأَنَّ القوى البَنَّاءة اللازمة مُتوفِّرة، وأَنَّ البُنْيات الاجتماعيّة المُوحَّدة يمكن تشييدها. ومهما حملت السّنوات المقبلة في الأجَل القريب من معاناة واضطراب، ومهما كانت الظّروف المباشرة حالكة الظّلام، فإِنَّ الجامعة البهائيّة تؤمن بأنَّ في استطاعة الإنسانيّة مواجهةَ هذه التّجربة الخارقة بثقةٍ ويقينٍ من النّتائج في نهاية الأمر. فالتّغييرات العنيفة التي تندفع نحوها الإنسانيّة بسرعةٍ متزايدة لا تشير أبداً إلى نهاية الحضارة الإنسانيّة، وإنَّما من شأنها أن تُطلِق “القُدُرات الكامنة في مقام الإنسان”، وتُظهِر “سُمُوّ ما قُدّر له على هذه الأرض” وتَكْشِف عن “ما فُطِرَ عليه من نفيس الجوهر”.- رسالة السلام العالمى وعد حق-

 علينا ان نبذل مافى وسعنا للمساهمة فى صياغة الحضارة الإنسانية المرتقبة لتحقيق السلام والمحبة ..حضارة تحمل الخير والرقى للعالم اجمع..عام سعيد

3 أوت 2011

الأتحاد هو المعيار الدقيق لقياس ماحققته الإنسانية من تقدُّم ورقيِّ..

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, مراحل التقدم, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, الأخلاق, الافلاس الروحى, التعاون, الحياة, الدين, الصراعات, الضمير, انهاء الحروب, احلال السلام في 2:55 ص بواسطة bahlmbyom

الأتحاد كقيمة للعالم الإنسانى……

                 إذا كان الاتحاد هو المعيار الدقيق النهائي الذي يمكن به قياس ما حققته الإنسانية من تقدُّم ورقيِّ ، فلن يصفح التاريخ ولن تصفح السماء بسهولة عن أولئك الذين بمحض اختيارهم يتطاولون على الاتحاد ويصولون . فالاتحاد يبعث على الثقة ، وإذا وثق الناس بعضهم ببعض فإنهم يمتلئون اطمئنانًا ويخرجون من خلف متاريسهم وينفتحون على الآخرين . ودون ذلك فلا سبيل  أمامهم  لكي يلتزموا الإخلاص الكامل لتنفيذ أهداف مشتركة . وليس أشدّ هدمًا للمعنويات من أن يكتشف المرء فجأة أن شريكه الملتزم بالعهد قد نقض ما أتُفق  علنأ على تنفيذه معًا ، وإنّ الالتزامات التي أبرمت بحسن نيَّة ما كانت إلاّ مجرد استغلال للموقف بغية جني منفعةٍ خاصَّةٍ ، ووسيلة لتحقيق مآرب خفيّة تختلف عمّا  جرى الإتفاق عليه وتتعارض مع ما التزم به . وأمثال هذه الخيانة نجدها خيطًا مسترسلاً عبر عصور التاريخ ، وكانت أولى تلك الخيانات التي تمَّ تسجيلها هي الحكاية القديمة لقابيل الذي كان يحسد أخاه الذي اختاره الله ليزيده  إيمانًا . وإذا كان للمعاناة المروعة التي أصابت سكان الأرض من درسٍ تلقوه في القرن العشرين ، فإنّ هذا الدرس يكمن في أنْ ندرك أنّ التشرذم الذي ورثته البشرية من ماضٍ سحيق وأفسد العلاقات بين الناس في كلِّ ميدان من ميادين الحياة ، باستطاعته في هذا العصر أنْ يفتح الباب واسعًا أمام تصرفات شيطانية تفوق في وحشيتها وعنفها ما لا يمكن لعقلٍ تصوره .

فلو كان للشرِّ من اسمٍ يُطلَق عليه ، لكان معناه بكلِّ تأكيد العمل عمدًا بغية نقض المواثيق التي تمَّ إبرامها بصعوبة بالغة لإحلال السلام والمصالحة ، والتي بواسطتها يمكن لأصحاب النيّات الخيِّرة أنْ يسعوا إلى التخلُّص من رِبقة الماضي ويشرعوا معًا في بناء مستقبل جديد  يكون قوامه نكران الذات والتضجية والإيثار فهذه العناصر هى من طبيعة الأتحاد .

   – من كتاب دين الله واحد-

25 جويلية 2011

وظيفة الدين…

Posted in مقام الانسان, مواقف, مراحل التقدم, آيات الله, الكوكب الارضى, المناخ, الميثاق, النقس, النجاح, النضج, الأنجازات, الأخلاق, الأديان العظيمة, الدين, الدين البهائى, العلاقة بين الله والانسان, تطور العالم, حقيقة الوجود في 5:35 م بواسطة bahlmbyom

         “وظيفة الدين تمهيد  السبيل أمام الروح الإنسانية لترتقي وترتبط بخالقها في علاقة تتزايد نضجًا”

        إنّ هذه الفوارق والاختلافات ليست صدفة من صُدَف  التاريخ ولا استمراراً لمنهجه في اكتشاف الصواب بعد تكرار التجربة والاستفادة من الخطأ . وبرغم أنّ بعض الخصائص المعيَّنة لكل مجموعة من قواعد السلوك والأخلاق تستنفذ بمرور الوقت صلاحيَّتها وتتخطَّاها اهتماماتٌ تختلف في طبيعتها عن تلك القواعد ، وهى اهتمامات يأتي بها مسار التطوُّر والارتقاء الاجتماعي ، فإنّ تلك المجموعة من قواعد السلوك والأخلاق تبقى دون أن تفقد نفوذها وسلطتها إبّان تلك المرحلة طويلة الأمد من التقدُّم والرُقيّ الإنساني حيث كان لها دور حيوي في تربية البشر وتهذيب سلوكهم وتصرفاتهم .

ويؤكِّد لنا حضرة بهاء الله القول :

“إنَّ هذه الأصول والقوانين والنُظُم المُحكَمَة المتينة مصدرها واحد وشعاعها شعاع نورٍ واحد ، وكل ما اختلف منها كان حسب مقتضيات الزمان ومتطلبات القرون والأعصار . ”    

ومن ثم يغدو الزعم أنَّ الاختلافات القائمة بين الأديان في الشعائر وقواعد السلوك والتصرُّف وغيرها من النشاطات الدينية تنفي حقيقة أنّ الأديان السماوية واحدة في أساسها يغدو هذا الزعم باطلاً لانّه يتجاهل الغرض الذي من أجله أُنزِلَت هذه الأديان. ولعلَّ الأخطر من ذلك أن مثل هذا الزعم يتجاهل الفرق الأساسي القائم بين ما لايتغيَّر ولا يتبدَّل من سمات الدين وبين سماته المؤقّتة الآنية المتغيرة حسب الزمان والمكان.

فجوهر الدين رسالة أبدية ثابتة الأركان ، ووصف حضرة بهاء الله هذه الديمومة حين أعلن قائلاً  :  “هذا دين الله من قبل ومن بعد ” 

فوظيفة الدين هي أن يمهِّد السبيل أمام الروح الإنسانية لترتقي وترتبط بخالقها في علاقة تتزايد نضجًا . وأن يسبغ على تلك الروح استقلالاً ذاتيًا متعاظمًا في ما تتحلَّى به من المُثل والأخلاق لتتمكَّن من السيطرة على الدوافع الحيوانية الكامنة في الطبيعة الإنسانية ، وفي هذا كله ليس ثمّة تناقض بين التعاليم الأساسية التي تنادي بها الأديان قاطبة وتلك الإضافية التي يأتي بها كل دين لاحق من أجل هداية البشر ودعم تقدم مسيرته في بناء الحضارة الإنسانية .

إن مفهوم تعاقب المظاهر الإلهية يفرض الاهتمام كلَّ الاهتمام بالاعتراف بالظهور الإلهي عند بزوغ  نوره . وكان لفشل غالبية البشر مرةً بعد أخرى في هذا المضمار  تائجُ تمثَّلت في أنّ جماهير غفيرة من الناس حُكِمَ عليها بأن تخضع قسرًا للتمسُّكِ الشديد بالطقوس وتكرار مجموعةٍ من الشعائر والوظائف الدينية عفى عليها الزمن واستنفذت أغراضها ، وباتت الآن مجرَّد عائق في سبيل أيِّ تقدُّم معنوي . وممّا يؤسف له في الوقت الحاضر أنّ فشل الاعتراف بالظهور الإلهي عند بزوغ نوره قد أدى إلى الإقلال من أهمية الدين والاستخفاف به . وفي اللحظة التي كانت الإنسانية تتطور تطورًا جماعيًا إذ واجهت تحديات عصر الحداثة ، كان مَعين الروحانية التي كانت الإنسانية تستقي منه وتعتمد عليه أصلاً في تنمية شجاعتها الأدبية وتنوُّرها الفكري ، ينضب بسرعة ويتحول مادة للسخرية والتهكُّم . وقد حدث ذلك في بادئ الأمر على مستوى الأوساط صاحبة القرار في توجيه المجتمع ، ثمَّ انتقل إلى أوساط متَّسعة الحلقات  ضمَّت عامة الناس  .

“من كتاب دين الله واحد”

9 أكتوبر 2010

كل الأديان كدين واحد ظهر بالتدريج على أيدي الرسل…

Posted in مقام الانسان, الكوكب الارضى, الميثاق, المبادىء, الأخلاق, الأديان العظيمة, الأرض, التدين, التعصب, الجنس البشرى, الدين, الدين البهائى, السلوك, العلاقة بين الله والانسان tagged , , , في 1:08 م بواسطة bahlmbyom

الدين البهائي لم يأت لينسخ أو يبطل الأديان السابقة…

يختلف الدين البهائي في شرائعه وبعض طقوسه عما اعتاد عليه الناس عبر العصور، حاله في ذلك كحال جميع الأديان التي سبقته وكلها اختلفت عن بعضها في مراسيمها وطقوسها وعاداتها رغم أنها اتفقت مع بعضها في أشياء أُخرى عديدة.

ولإيضاح ذلك نذكر على سبيل المثال موضوع القبلة في الصلاة، فمن المعلوم أنّ قبّة الصخرة تعتبرمقدّسة لدى الديانات التوحيدية التي ظهرت في الشرق الأوسط .. وفي بداية الدين الإسلامي كان الرسول (ص) يأم الناس في الصلاة متوجّها نحو قبّة الصخرة الى أن أمره الله بالالتفاف نحو الكعبة أثناء أدائه الصلاة وهكذا أصبحت قبلة المسلمين غير قبلة الآخرين من أهل الكتاب. أمّا السبب في ذلك فيذكره القرآن الكريم لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ” (البقرة 2:143)

وعدا عن القبلة فقد تختلف الأديان في تقديسها لأماكن أخرى دون غيرها (بين دين وآخر).

وندرج هنا للمزيد من الإيضاح مثالا ثانيا يتعلّق بحكم الصيام وكيفية أدائه بين ديانة وأُخرى. فنرى مثلا أنّ للمسيحيين أياما ومواسم (ومنها صوم الأربعين) يمتنعون فيها عن بعض انواع الأطعمة وبعض الترفيهات وغيرها بينما يصوم المسلمون شهر رمضان من كل عام ويمتنعون فيه عن الأكل والشرب تماما لحين الغروب … وفي كلتا الحالتين الفكرة هي نفسها وهي منع الذات عن المشتهيات النفسية (معبّرا عنها رمزا بالإمتناع عن الأكل والشرب) إظهارا لإطاعتهم لأوامر الله وتعبيرا عن استعداد المرء للتضحية بالأمور الشخصية والمشتهيات النفسية اتّباعا لأحكام الله تقرّبا اليه عزّ وجلّ وطمعا بمرضاته، رغم أنّ الأثنين يختلفان في طريقة إظهار ذلك من حيث اختلاف المواسم وعدد الأيام وما يُمنع أكله ..الخ.

والأديان التي ظهرت تالياً في التاريخ، مع أن جميعها جاءت بشرائع وأحكام جديدة، نرى أنها استمرّت رغم ذلك على الإقرار بالديانات التي سبقتها وفي إثبات حقيقتها ومصداقيتها والإعتراف بأنها من عند الله.  فنجد مثلا أنّ المسيحيين يؤمنون بالتوراة والعهد القديم وبرسالة إبراهيم وموسى وباقي الأنبياء (عليهم السلام) كما ونرى أن السيد المسيح (له المجد) بدوره وفي العديد من خطبه وأقواله اعترف بالتوراة وما جاء فيها ودليل ذلك ذكره لنصوصها ونصحه للحواريين وباقي اتباعه التمعن فيما جاء فيها من كتابات الأنبياء مثل دانيال وإسحاق وغيرهم .. ولكن حضرته مع ذلك أبطل حكم السبت وحرَّمَ الطلاق خلافا لما نصّت عليه تلك الكتب. ثم يأتي القرآن الكريم فنراه يتعرّض أيضا الى بعض أحكام التوراة والإنجيل بالنسخ والتعطيل ولكنّه لا يقلل على الاطلاق من شأن أي دين أو ينال من أحقّية أي رسول أو نبيّ بُعث من قبله، بل على العكس تماما نراه يؤكد على مصداقية جميع الأديان السابقة، كما يأتي بشرائع وأحكام جديدة من عند الله غير التي كانت في التوراة والإنجيل دون أن يقلل من شأنهما.

بالإضافة الى ذلك نجد أيضا أنّه حتى في نفس الديانة قد يكون هناك في ظرف بضع سنين تغييرات لبعض الأحكام وإبدالها بأخرى مما سبب في بعض الأحيان إرتجاجا قويا في إيمان مَن ضعف إيمانهم وارتدادهم عن إيقانهم عندما لم يدركوا أنّ الله عزّ وجلّ “يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ” و “يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ” وأنّه تعالى سبحانه ” لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُم يُسْأَلُونَ ” وبأن نسخ الآيات هو لصالح الناس ونفعهم:

“مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *  أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ” (البقرة 2:106-107)

“وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *  قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ” (النحل 16:101-102)

ولا يختلف الدين البهائي عن سابقيه في هذا المضمار، لا من قريب ولا من بعيد، فهو يعترف اعترافا كلّيا لا لبس فيه بأحقّية الديانات السماوية التي سبقته ويؤكد على مصداقية مصدرها وأهدافها بشفافية وبدون تحفّظ ويعترف بقوانينها وأحكامها وبأنها كلها عبَّرت عبر العصور عن إرادة الخالق لبريّته حين وحيث مانزّلت .. والدين البهائي في نظرته الى هذه الأديان يذهب خطوة أبعد عمّا اعتدنا عليه، فهو لا ينظر إليها كأديان منفصلة عن بعضها البعض و مستقلة كل الإستقلال بذاتها فحسب، بل يرى كل الأديان كدين واحد ظهر بالتدريج على أيدي المرّبين السماويين من رسل وأنبياء ومظاهر إلهية كما يتفضل حضرة بهاء الله : “هَذَا دِين الله مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ”.

وفي إحدى النشرات الصادرة عن المركز البهائي العالمي نقرأ :

“إذا فليس من الوافي أو الملائم أن نرى مقامات الرسل والأنبياء ومهماتهم منحصرة في كونهم مؤسسي ديانات محددة أو منفصلة وإنّما نعرف قدر مكاناتهم حين نراهم على حقيقتهم كمربين روحيين في تاريخ البشرية وقوى محرّكة في نشأة ونمو الحضارات الإنسانية وتطورها حيث تتفتح العقول وتنكشف الأسرار وتنتعش النفوس وتزدهر الأفكار …”

لذا فمن الواضح أنّ الدين البهائي مع ما جاء به من شرائع وأحكام جديدة لم يأت لينسخ أو يُبطِل أَيًّا من الأديان السابقة بل جاء جزءا متكاملا من الدين الألهي الواحد يدعو الناس الى ما أمر به الخالق وما أراده لبريته أجمعين في عصر على هذا القدر من التقدّم والاستعداد، كما قال تعالى في تنزيله العزيز: “يَومَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الأَرْضِ” (إبراهيم 14:48).

http://albahaiyah.global-et.com/arabic/abr_ar.htm