1 أكتوبر 2021

الشيكولاتة والعبوديـــــــــة….

Posted in مقام الانسان, الكوكب الارضى, المكاسب المادية, المجتمع الأنسانى, المحن, المسقبل, النهج المستقبلى, الأفئدة, الأنجازات, الافلاس الروحى, الانسان, التعاون, الجنس البشرى, الخيرين من البشر, الضمير, الظلم, العلاقة بين الله والانسان في 11:14 ص بواسطة bahlmbyom

 

                   قد يبدو الأمرغريباً عندما تدرك أنك تذوقت شيئا قد يكون ثمرة عمل الرقيق .. من هنا بدأ مؤلف كتاب الشوكولاته الصحفى النرويجى ” سيمن ساتره ” فى كتابه ” شوكولاته ” الصادر عن دار الشروق وتمت ترجمته الى عدة لغات منها العربية على يد “نبيل شلبى ” ليلخص رحلة الشوكولاته .

وفى  حقول الكاكاو فى غرب أفريقيا حتى وصولها الى الأفواه المتشوقه والعاشقة لها ، فبحكم عمل سيمن الصحفى طاف وراء صناعتها حتى رصد بدايات العبودية لحاصدى الكاكاو وناقليه من الحقول الى المصانع ، وعمالة الأطفال التى تشبه سوق الرقيق ، حتى أنه  تنطلق الى مضاربات البورصة ومافيا الاستيلاء على المستهلك واغوائه بعدة طرق غير شرعية لشراء منتج فضلا عن الآخر لم نسأل أنفسنا يوما عما وراء متعه تذوق الشوكولاته  ، بكل ما تحمله من مشاعر حميمة وتاريخ ثقافى دفين  سلط الضوء عليه.وبدأ كتابه بمقدمة  للكاتب البريطانى الشهير ” روالد دال ” الذى كتب كتابا للاطفال وتم تصويره كفيلم سينمائى مثله كبار الفنانين قائلا ” نشر ويلى ونكا صاحب أكبر مصنع شوكولاته اعلانا جاء فيه .. قررت دعوة خمسة أطفال لاأكثر لزيارة مصنعى وسوف يتمكن هؤلاء المحظوظون من الاطلاع على جميع الأسرار وكل ما يبدو غريبا فى المصنع ” وقد ربط فصول الكتاب بمقدمات مشابه لنفس الكاتب.وبدأ هذا الكتاب بحكايات العبودية ومآسى الأطفال الذى أنهك العمل فى الحقول كواهلهم ، ثم أنتهى بأطفال تعساء فى النرويج يعانون من الوزن المفرط وما بينهما مسافة  طويلة مادية ومعنوية.

العبودية من وجهة نظر الإسلام - بوابة الانسانيةوالعبودية أو “الرق” هي نوع من الأشغال الشاقة القسرية  للعبيد حيث يعملون بالسخرة القهرية في الأعمال الشاقة والحروب وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين يستعبدونهم.                      لقد خلفت  صناعة الشوكولاته من مآسى على غلمان وأطفال مزارع الكاكاو فى غرب أفريقيا  طوال رحلة استمرت عاما جمع فيها الباحث كل ما يتعلق بالظروف المحيطة بصناعتها فضلا عن تحقيقاته وحواراته التى أقامها مع شخصيات ترتبط بها من سته بلدان ، وجمع مقالات ودراسات وكتب تحدثت فى نفس المجال لكى يستكمل الكتاب كافة جوانبه مسلسلا بالبدايات التاريخية من خلال قصص هؤلاء أمثال موسى الذى هرب من قريته وهو فى السادسة عشرة من عمره لم تعرف قدماه الطرق الى المدرسة فقد كان يحلم بشراء ملابس وكسب قوت يومه  بدأ عمله فى فى احد المزارع يقطع نبات الكاكاو مستخدما فأساً  وفى الليل كان يتم حبسه هو وزملائه فى احد الأماكن فاشتدت صعوبه العمل وقسوة المعاملة وأصيب بالارهاق فحاول الهرب ولكن تم القبض عليه وضرب ضرباً مبرحاً وعاد مجبرا للعمل مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت  بلا أجر عقابا على محاولة الهرب.وقصة أخرى للغلام مادو ديارا قائلا على لسانه  “وبعدما عملت لفترة عام ذهبت للمطالبة بأجرى وبدلا من تقاضى الأجر ضربت  ” وهرب دون أن يتقاضى أجره وهذة القصة تتكرر ايضا مع ” فوسيتى مال ” 20 عاما قائلاً لما حان وقت السفر الى بلدى ذهبت الى الفلاح وطلبت منه أجرى وفى المقابل تعرضت للعقاب ، ضربنى بفأس الأدغال ، فأصابنى بجرح عميق فى يدى، هكذا بأسلوب قصصى يستعرض حياه هؤلاءالأطفال ومدى الظلم والقهر والمعاناة فى حياتهم.

3 Keys to Long-Term Prosperity, Health, and Happiness | Inc.com

 

 وضح لنا انه لابديل عن التربية الأخلاقية للبشر والأنضباط الأخلاقى للتخلص من هذه الأعمال المكروهة والتى مازالت ومع الأسف منتشرة فى مناطق عديدة من البلدان الفقيرة فى العالم فما يحدث للأطفال فى افريقيا من ظلم وقهر يؤكد ان مفهوم العبودية بالرغم من تحريمها بالقانون إلا انها مازالت تمارس وبشراسة وتجد الكثيرين الذين يحموا هذا الظلم البين لأرتباطه بعائد مادى لايمكن تصوره لايوجد بديلاً عن تلك السلوكيات إلا عن طريق التربية الأخلاقية للجنس البشرى فهى الطريق الوحيد أمامنا لتبديل هذا الظلم الى الرحمة والإخاء.

15 أوت 2020

عصر التغيير والانتقال

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, إدارة الأزمة, القرون, الكوكب الارضى, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, النجاح, النضج, الأنجازات, الأنسان, الأخلاق, الإرادة, الافلاس الروحى, الانسان, التسامح, التعاون, التعصب, الجنس البشرى, الدين البهائى, الصراع والاضطراب, احلال السلام في 12:09 م بواسطة bahlmbyom

الصلح الأصغر هو الخطوة الأولى نحو الصلح الأعظم والسلام

Deep Water Dwelling: The Dark before the Dawn

لا شك أننا نعيش عصراً يمكن اعتباره عصر انتقال من عهد مظلم إلى آخر نوراني، ولا بد أن يسود في نهاية هذا العصر فترة من الظلام الحالك قبل انبلاج النور، فترة من الضيق وتزلزل الأفكار والقواعد التي أقامها الإنسان لنفسه بعيداً عن كلمة الله المحيية للقلوب والأرواح والنفوس، وشاد عليها ما أوصله إلى هذه الهاوية. فالطريق لا زالت تكتنفها الصعوبات والعوائق، والتمسك بكل عناد بماضٍ لا يزال يشكل لنا طريقنا الوعر الشائك، ولا يزال الإنسان متشبثاً بأسباب شقائه على أنها السبيل الوحيد لخلاصه. فالويلات ستشتد والرزايا تتفاقم والآلام ستعظم إلى أن تثوب الإنسانية إلى رشدها. ففي رسالة الرضوان لعامي ١٩٩٠م، ١٩٩٦م يخبرنا بيت العدل الأعظم بما يلي:إن تحقيق الصلح الأصغر يتطلّب تغييراً أساسياً في أركان وقواعد المجتمع الإنساني الحالي. ومع ان الشواهد مشجّعة وإيجابية ولكن يجب أن لا ننسى بأن الطريق المظلم لعصر التغيير والانتقال لم ينته بعد، وهو طريق طويل وملئ بالانزلاقات والالتواءات.

Archiwa: materializm - Filozofuj!

فموجة الكفر والإلحاد مازالت سائدة والمادية منتشرة أما القومية والعنصرية فما زالت مسيطرة على فكر وقلب الإنسان، والبشرية مازالت في غياهب الظلام بعيدة عن الأساس الروحاني لحل المعضلة الاقتصادية.   – من رسالة الرضوان لعام ١٩٩٠مومهما قَصر طريق السلام فسيكون غاصّاً بالآلام. ومهما تفاءلنا بتحقيق الصلح الأصغر المنتظر الذي سيمهد هذا الطريق، فان السلام يحتاج إلى فترة طويلة من التطور حتى يتم نضجه مع ما يصاحبه من فتن ونكسات ومجابهات إلى أن يأتي الميقات بالتأثير المباشر لدين الله حتى يأخذ شكل الصلح الأعظم. وإلى أن تحين الساعة سينتاب الناس في كل مكان على الأغلب يأس وحيرة قبل إدراكهم لما يحصل من تحّول.   – من رسالة الرضوان لعام ١٩٩٦م

مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة

ماهي عصبة الامم؟ | ثقافة أونلاين

إن تشكيل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى لهو دليل على قوة يد الغيب الخفية التي تقود الإنسانية بالتدريج طوعاً وقسراً نحو حل مشاكله بالاتفاق والتعاون. إلا أنها في روحها كانت بعيدة عما يريده الحق للبشرية أن تحققه، ذلك لأنها عجزت عن منع الحروب، بل إنها زادت في لهيب العداوة والبغضاء بين الأمم والشعوب إلى أن نشبت الحرب العالمية الثانية، فاستفاق العالم وقتئذٍ على نقائص عصبة الأمم في نظامها ليضع نظاماً جديداً أكثر تقدماً وخدمة لهدف تحقيق السلام في العالم. فكانت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. ومع جميع المواثيق والعقود المبرمة من قبل الدول الأعضاء، إلا أن الأرض تحت أقدام الشعوب والأمم لا تزال تَميدُ مهددة بمزيد من الويلات والحروب والدمار. إنها ويلات أصبحت كثيفة متلاحقة تواكبها الكوارث الطبيعية المدمرة وتشير إلى دلائل يجب التمعن بها على ضوء ما جاء في الكتب السماوية من تحذيرات وانذارات – شأننا شأن باقي الأمم السابقة التي عصت كلمة الحق.ويخبرنا حضرة ولي أمر الله شوقي أفندي في كتابه “الكشف عن المدنية الإلهية” بما يلي متحدثاً عن عصبة الأمم:… فإن أهمية الخطوات التي اتخذت إلى الآن لا يمكن إغفالها، وأنه مهما يكن من أمر الموقف الحالي للعصبة أو النتائج المترتبة على حكمها التاريخي، ومهما يكن أيضاً من أمر التجارب والتيارات المضادة التي سوف تقع فيها وتواجهها في القريب العاجل، فإنه يجب الإعتراف بالحقيقة بأن ذلك القرار الخطير (أي تشكيل عصبة الأمم) يكوّن أبرز علامة في الطريق الوعر الطويل الذي يصل بها إلى هدفها وهو المقام الذي تصبح فيه هيئةُ جميع الأمم المبدأَ الحاكم على الحياة العالمية. وعلى ذلك فتلك الخطوات التاريخية ليست إلا وميضاً خافتاً في الظلام المحيط بإنسانية مضطربة، وأنها مجرد لمعة تظهر بين الحين والآخر في وسط ارتباك يمتد غوراً. إن عوامل الانحلال لا بد تستمر بشدة وأثرها الشديد لا بد أيضاً يتأصل في قلب عصر ممزق، وآلام كثيرة لا تزال ضرورية لصهر شعوب البشر ومذاهبه وطبقاته وأجناسه في حوض البلاء العام، ولصقله بنيران العدل الشديدة حتى يستحيل إلى أداة لحكومة واحدة ونظام فسيح موحّد ملتئم فعّال، ولهذا فإن الحوادث القاسية، والأزمات والصدمات التي لا تخطر على العقل، والحرب والمجاعة والأمراض الفتاكة، كل هذه قد تتضافر على جيل غافل وتنقش على قلبه الحقائق والمبادئ التي رفض الاعتراف بها واتِّباعها. وما من دافع لأشدِّ شلل عُرف في التاريخ ما سوف يصيب جهاز هيئة اجتماعية محطمة قبل أن يُعاد بناؤها وتجديدها.   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٥٢-٥٣كان قوله هذا عام ١٩٣٦م وما نشهده اليوم يحقق ذلك المشهد الذي صوره لنا في كلماته. وفي هذا الصدد يخبرنا حضرة بهاءالله بقوله:إن المدنية التي شاد بذكرها أهل الفنون والعلوم تكون شراً عظيماً على الناس إذا تُرِكت تتعدى حد الإعتدال… إن المدنية إذا أُفرط فيها تكون سبباً في جلب الشر كما كانت سبباً في جلب الخير عندما كانت في حد الاعتدال، سوف يأتي يوم يحرق لهيبها المدائن وينطق لسان العظمة المُلك لله العزيز الحميد…   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٥٤ويعود حضرة ولي أمر الله فيصف لنا أحوال العالم بكلماته في الكتاب نفسه:… وقد يتساءل جيل حائر عما عساه يبقى لإصلاح هذا التشقق الذي يتسع باستمرار ويهدده بالإبتلاع يوماً ما. ودلائل الإنحلال المتجمّعة، وعلامات العذاب والإفلاس التي تُرى حيثما اتجه البصر قد جعلت ذوي العقول من الرجال والنساء يرتابون في كل خطوة من خطوات الحياة على وجه التقريب ما إذا كانت الهيئة الإنسانية في نظامها الحالي تستطيع بجهودها المفككة تخليص نفسها من اللّجة التي تغمرها بازدياد. فكل نظام افتقد توحيد البشر قد جُرِّب وجُرِّب ووُجد ناقصاً، واشتعلت الحروب واحدة تلو الأخرى، وانعقدت مؤتمرات لا حصر لها، واستُنفِدت الجهود في صوغ المعاهدات والضمانات وإحكام المواثيق وتنقيحها، وجُرِّبت قواعد الحكم بكل جَلَدٍ وتناولتها أيادي الإصلاح والتعديل، ووضعت مشاريع الإنشاء الإقتصادي بكل عناية ونُفِّذت بغاية الدقة، ومع ذلك والأزمة تعقبها أزمة، بما يضاعف سرعة تدهور عالم غير مستقرٍّ، ويعجِّل الأخطار المحدِقة والهُوَّة السحيقة الفاغرة فاها، الأمر الذي ينذر بحلول نكبة عامة تنزل بالعالم على السواء لا فرق بين شعوب راضية وأخرى متذمرة… فالإنسانية الدامية الضالة قد فقدت بغير شك توازنها، كما يبدو أنها فقدت إيمانها ورجاءها وهي تترنح بغير رادع ولا تبصرة على حافة القضاء الذي يوشك أن يحل بها، يخيّم على حظها أطباق من الظلمات كلما اجتازت المعابر الأمامية في طريقها إلى أظلم منطقة في حياتها المضطربة.

الأمم المتحدة (@UNarabic) | Twitter

ومع ازدياد هذه الأشباح ألا يجدر بنا أن ندعو إلى خيوط الرجاء التي تطلع في فترات متقطعة على الأفق العالمي وتبدو خلال طبقات الظلام المحيط بالإنسانية؟ أليس من الحق أن نقول أن في عالم ٍ هذا حالُه من تقلقل العقيدة وتشويش الفكر، عالم يزداد تسلحه وتشتعل فيه نيران البغضاء والثورات التي لا يُطفَأُ لها لهيب، تشاهد مع ذلك تقدم العوامل التي مهما يكن شأنها فهي تعمل على وفاق مع روح العصر؟ ومع أن نعرة القومية التي ظهرت بعد الحرب تشتد وتزداد يوماً بعد يوم فإن عصبة الأمم التي ما تزال بعد في مقام النواة، والتي تقوى العواصف المحيطة بها على طمس معالمها وقلب أداتها لمدة من الزمن، تدل على أن الاتجاه الذي تعمل في محيطه فكرة تكوينها هو في ذاته هام للغاية. فإن الأصوات التي ارتفعت منذ تكوينها والجهود التي بذلت والعمل الذي قامت به يمكن أن نستشف من ورائه مدى ما قُدِّر في النهاية لهذه المؤسسة الحالية أو لأية هيئة أخرى قد تحل مكانها من الغلبة والنصر.   – الكشف عن المدنية الالهية، ص ٤٨-٥٠إن الإضطراب الهائل الذي يعصف بمقدرات الإنسانية في وقتنا الحاضر لم يسبق له مثيل، وعواقبه وخيمة، وأخطار فاقت التصور تكالبت على الإنسانية عبر تاريخها وتركتها حائرة مذهولة. إن أعظم خطأ يرتكبه قادة العالم في هذا المنعطف الفاصل من عمر البشرية، أن يَدَعوا الأزمات تلقي بالشكوك على ما يمكن لعملية التطوير أن تهبنا من نتائج باهرة، ولا شك أننا الآن نشاهد عالماً جديداً يناضل من أجل ولادته على أنقاض عالم تتداعى أركانه. فالمفاهيم والتقاليد التي تراكمت، والمؤسسات التي ارتفعت عبر القرون تواجه الآن امتحانات لا شك أنها ضرورية لعملية التطوير هذه ولا مفر منها. وما يطلب من شعوب الأرض قاطبة توخي الإعتدال في الدين والفكر والعقيدة بطهارة القلب ونقاء السريرة، فيتوجهون بعزيمة لا تنثني لاستقبال قوى التأييد الهائلة التي أنعم بها خالق كل شئ على البشرية في هذا الربيع الروحاني من عمرها.

الانساني Instagram posts - Gramho.com

ولنتأمل في ما تفضل به حضرة بهاءالله من كلمات شافية: قل أن اتحدوا في كلمتكم واتفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيكم وغدكم أحسن من أمسكم. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزينة والثروة والمال. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النفيسة في المشتهيات النفسية ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشخصية …   – الواح حضرة بهاءالله المنزلة بعد الكتاب الاقدس -لوح الحكمة- ص ٨١هل يبدو أن البشرية ماضية في غيّها، وسائرة نحو مصيرها المحتوم الذي ستتجمع فيه جميع أنواع البلايا والنكبات لصهر بنيته بهذه النار التي ستعمل على تطهيرها مما دخل فيها من شوائب، وسيزداد أوارها إلى أن يرى الحق أن صورته تنعكس على صفحات قلوب مخلوقاته التي يحبها؟ عندها يرفع غضبه ويقوم الإنسان الجديد على تكوين حضارته وحياته كما يحب الله ويرضى، فيجنمع قادة العالم ليضعوا الميثاق الذي تفضل به حضرة بهاءالله ووضحه حضرة عبدالبهاء:فالسلام العالمي إنما هو في البريق الآتي من نهاية هذا النفق المظلم الذي سنجتازه بفضل طهارة ونقاء نيّات العاملين المخلصين لخير الإنسانية من رؤساء وحكام ومسؤولين وعلماء دين وأفراد غيورين تجللهم وحدة الضمير والوجدان حتى يكون ما نشيده قوى البنيان ثابت الأركان وما نزرعه عالي الأغصان وافر الثمرات يؤتي أُكُلَه في كل حين.

14 جويلية 2020

هل هناك طريق للبشرية للتخلص من الشقاء؟

Posted in قضايا السلام, الكوكب الارضى, المفاهيم, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المسقبل, النضج, الألام, الأنجازات, الأنسان, الأخلاق, الأديان العظيمة, الافلاس الروحى, التسامح, التعاون, التعصب, الجنس البشرى, الجامعة البهائية في 12:14 م بواسطة bahlmbyom

قد يتساءل المرء:كيف يمكن للبشرية أن تتخلص من أفكار واتجاهات تقادمت عليها القرون والأعصار وأوصلتها إلى ما هي عليه من شقاء وتعاسة؟.

Collection Of Fighting Children. Conflicts Between Kids, Violent ...

إنه سؤال يدعونا إلى البحث عن أسباب النزاعات والحروب التي انهزمت فيها جميع القيم الإنسانية والأخلاقية وال وحانية التي غرستها فينا الأديان السماوية المتعاقبة وليس من منتصر سوى قانون الطبيعة والغاب. فكيف يعالج الدين البهائي تلك المعضلات؟ إن من أعظم الأسباب وأقواها تأثيراً التعصبات التي فتكت بمقدّرات الإنسانية الأخلاقية والفكرية.

التعصب الديني

Prejudice and Discrimination | Introduction to Psychology

لا شك أن كل منصف يقرّ بأن جذور العداء القائم بين أهل الأديان وما تبعه من صراعات وحروب دموية كان سببه فقدان الدين الحقيقي وليس دين الله الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والوئام إذ حلَّ محله آراء وأفكار باسم التمسك بالدين ولكن للاسف قد أبعدت الإنسان عن جوهر دينه فكانت الفرقة والتشيع والصراع والإقتتال، وأصبح الإنسان حبيس تقاليد وتفاسير ومفاهيم تتقاذفه بكل حيرة ويأس. ففي إحدى خطاباته يخبرنا حضرة عبدالبهاء بقوله: منذ أوّل تاريخ البشريّة إلى يومنا هذا كفّر أتباع الأديان المختلفة في العالم بعضهم بعضاً ونسب بعضهم الباطل إلى البعض الآخر، وأخيراً قام بعضهم بمعاداة البعض الآخر بكلّ وسائل الجفاء والبعاد. لاحظوا تاريخ الحروب الدينيّة تروا أنّ الحروب الصليبيّة كانت إحدى هذه الحروب العظيمة، وقد دامت مائتي سنة، كان الصليبيون خلالها يتغلّبون حيناً، فينهبون المسلمين ويأسرونهم، وحيناً كان المسلمون ينتصرون، فيقومون على سفك دماء الصليبيّين المعتدين وإبادتهم. وكانت الحرب سجالاً مدّة قرنين بين شدّة وضعف، إلى أنْ رَحَلَ أصحاب تلك المذاهب الأوروبيّة عن الشرق، وتركوا البلاد خراباً كما تترك النيران أكوام الرماد، ورجعوا إلى بلادهم، فشاهدوا أممهم في منتهى الفوضى والاضطراب والهياج. وخلاصة القول سمّيت هذه الحروب الصليبيّة بالحروب المقدّسة، وكانت هناك حروب دينيّة كثيرة أخرى. فقد كان للمذهب البروتستانتي ٩٠٠ ألف شهيد نتيجة النزاع والاختلاف بين المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي، وكم من أرواح أزهقت في السجون، وكم من الأسرى عوملوا بقسوة لا هوادة فيها ولا شفقة. وكان كلّ ذلك يجري باسم الدين. واعتبر المسلمون والمسيحيّون اليهود شياطين أعداء الله ولعنوهم وآذوهم وقتلوا كثيرين منهم وأحرقوا بيوتهم أو نهبوها وأسروا أطفالهم، وكذلك اعتبر اليهود المسيحيّين كفّاراً والمسلمين أعداء هدموا شريعة موسى، فكانوا يتربّصون بهم الدوائر انتقاماً، وهم إلى يومنا هذا يسبّونهم ويلعنونهم. فعندما طلع حضرة بهاءالله من أفق الشرق طلوع الشمس المنيرة للآفاق أعلن بشارة وحدة العالم الإنساني، وخاطب عموم البشر متفضّلاً: ’كلّكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد، لذا يجب أنْ يعامل بعضنا البعض الآخر بمنتهى المحبّة، فلا تعتبر طائفة طائفة أخرى شيطاناً، بل يجب علينا أنْ نؤمنَ أنّ جميع البشر عبيد الله وكلّ ما في الأمر أنّ بعضهم غافلون تجب تربيتهم، وبعضهم جهلاء يجب تعليمهم، وبعضهم أطفال تجب تربيتهم حتى يصلوا مرحلة البلوغ. يخبرنا عبدالبهاء بهذا الخصوص بقوله: فهم مرضى فسدت أخلاقهم، ولا بُدّ من معالجتهم حتى تتطهّر أخلاقهم. والمريض لا تجوز عداوته بسبب مرضه، وكذلك لا يجوز الابتعاد عن الطفل بسبب طفولته، ولا يجوز احتقار الجاهل بسبب جهله، بل تجب معالجته وتربيته وتـنشئته بمنتهى المحبّة، ويجب أنْ نبذلَ الجهد حتى يرتاح البشر في ظلّ الله، ويعيشوا في منتهى الراحة والاطمئنان والسرور .   

– مترجم عن مجلة “نجمة الغرب”، المجلد الثامن، الصفحة ٧٦

،،، وتعصب آخر أضرم نار الحروب والنزاعات بين الأمم والأقوام هو:

التعصب العنصري والجنسي

The Origins of Religious Prejudices against Women - Wijngaards ...

يخبرنا حضرة عبدالبهاء بهذا الخصوص بقوله:أمّا التعصب الجنسي فهذا وَهْمٌ من الأوهام. لأنّ الله خلق البشر جميعهم. وكلّنا جنس واحد وليست في الوجود أبداً من حدود، ولم تتعيّن بين الأراضي ثغور ولا تتعلّق قطعة من الأرض بأمّة أكثر من تعلّقها بأمّة أخرى وجميع الأجناس البشريّة واحدة لدى الله، لا امتياز بينها. إذاً فلماذا يجب أنْ يخترعَ الإنسان تعصّباً كهذا التعصب؟ أفهل يجوز لسبب وهميّ أنْ نتـنازعَ ونتحاربَ؟ فلم يخلق الله البشر؟ أمن أجل أنْ يهلك بعضهم بعضاً، وانّ لجميع الأجناس والملل والطوائف والقبائل نصيب من فيض عناية الأب السماوي.فقط مايميز البشر بعضهم عن بعض هو الأخلاق وفي الفضائل فبعضهم كالمشاعل مشتعلون وبعضهم كالنجوم الدرهرهة في سماء الإنسانيّة ساطعون. والنفوس التي تحب العالم الإنسانيّ ممتازة سامية، سواء أكانت سوداء أم صفراء أم بيضاء أم من أيّة ملّة أو عنصر وهي مقرّبة إلى الله.  

 – مترجم من خطابات عبدالبهاء-

أمّا التعصب السياسي أو الوطني فلا يقلّ ضرراً ووبالاً عن التعصب العنصري وقد حان الوقت الّذي فيه تـندمج الوطنيّة القوميّة في وطنيّة أوسع منها حين يكون العالم كلّه وطناً لها.ويقول حضرة بهاءالله في “لوح الدنيا”

ولقد قيل في السابق ’حبّ الوطن من الإيمان‘، ونطق لسان العظمة في يوم الظّهور ’ليس الفخر لمن يحبّ الوطن بل لمن يحب العالم‘، فعلّم طيور الأفئدة بهذه الكلمات العاليات طيراناً جديداً، ومحا التحديد والتقليد من الكتاب.فالتعصبات بجميع أنواعها وآفاتها ليست من شِيَم الإنسان المؤمن في شئ وهوالذي خُلق في أحسن تقويم ويعمل الصالحات، بل من صفات الإنسان الذي رُدَّ أسفل السافلين، وغاص في مستنقع النفس الأمارة بالسوء فانتمى بذلك إلى عالم الحيوان. ففي خطاب لحضرة عبدالبهاء يقول: “لهذا أرى لزاماً أن يوجّه كل واحد منكم أفكاره ومشاعره نحو المحبة والإتحاد، وكلما خطر بقلبه خاطر من الحرب قاومه بخاطر أكبر من الصلح والوئام. ويجب محو فكرة العداوة بفكرة أكثر مهابة وجلالاً منها ألا وهي فكرة المحبة. وكلما اشتدت سيوف العالم ورماحه سفكاً للدماء، اشتد هتاف جنود الله وعناقهم بعضهم بعضاً بكل محبة ووداد. ”

Unity for Humanity

إذن يجب إبادة هذا التوحش البشري بفضل الله وعنايته، وهو تعالى يقلّب القلوب الطاهرة والنفوس المخلصة، لا تظنوا أن الصلح العالمي أمر مستحيل إذ لا مستحيل على الألطاف الإلهية. ولو انبعثت من أعماق القلوب أمنية محبة كل جنس من الأجناس البشرية لسرت أفكاركم وانتشرت مادياً وروحانياً فخلقت نفس الأماني في الآخرين، وازدادت قوتها حتى تصبح فكرة عامة شاملة للعالمين.     – بهاءالله والعصر الجديد، ص ١٨٠-١٨١

14 جوان 2020

طريق الوحدة والوفاق هو الطريق الوحيد المتاح أمام العائلة الإنسانية

Posted in قضايا السلام, مراحل التقدم, إدارة الأزمة, المفاهيم, المجتمع الأنسانى, المسقبل, المشورة, الأخلاق, التسامح, التعاون, التعصب, الجنس البشرى, الجامعة البهائية, الحماية, السلام, الضمير, انعدام النضج, تراثنا الروحي في 11:39 ص بواسطة bahlmbyom

منذ أكثر من قرن من الزمان، أعلن حضرة بهاءالله أن البشرية تدخل حقبة جديدة من تاريخها، سرعان ما تَفرِضُ فيها عملياتُ تسريع تحقيق الوحدة والاتحاد، الاعترافَ بأن البشرية شعب واحد ذا مصير مشترك.  وفي مناشدته للإنسانية لقبول الحقيقة الأساسية لوحدتها، ولتنحي جانباً حواجز العرق والدين والجنسية، التي كانت من الأسباب الرئيسة للصراع على مر التاريخ، حثها حضرة بهاءالله بأن: “… لا ينظر بعضكم إلى البعض كنظرة غريب إلى غريب، كلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد”.  وبيّن أنه لا إمكانية هناك لتحقيق السلام العالمي حتى يتم قبول مبدأ الوحدة الأساسي ووضعه موضع التطبيق العملي في تنظيم المجتمع. وأضاف: “لا يمكن تحقيق إصلاح العالم واستتباب أمنه واطمئنانه إلا بعد ترسيخ دعائم الاتحاد والاتفاق” وكذلك: “عاملوا بعضكم البعض بكمال المحبة والاتحاد والمودة والاتفاق. إن قوة نور الاتفاق تستطيع أن تضيء وتنير كل الآفاق”.

Encouraging visitors to abandon harmful prejudices and to acquire ...

إن التقاء شعوب العالم في علاقة متناغمة ومبتكرة لهي حاجة ماسة في الوقت الحاضر.  ففي أعقاب التقدم الحاصل في ميدان المعرفة الإنسانية التي عمقت روابط الاعتماد المتبادل وقلّصت هذا الكوكب، أضحت المهمة الأساسية الملقاة على عاتق جميع سكانها هو إرساء أسس مجتمع عالمي يمكنه أن يعكس وحدانية الطبيعة البشرية.  وخلق مثل هذه الثقافة العالمية للتعاون والتوفبق سيتطلب العودة إلى الوعي الروحي وتحمل المسؤولية.

        

Baha'u'llah revealed the new spiritual principle: “The Oneness of ...

         إن الوحدة التي يجب أن تدعّم أسس نظام اجتماعي قائم على السلام والعدل، هي الوحدة التي تحتضن مبدأ التنوع والتعدد وتكرمه، فالوحدة والتنوع والتعدد أمران متكاملان لا ينفصلان.  وكون الوعي الإنساني يعمل بالضرورة من خلال التنوع اللامتناهي للعقول والدوافع الفردية، فإن ذلك لا ينتقص بأي حال من الأحوال من وحدته الأساسية.  في الواقع، إن التنوع والتعدد المتأصل هو بالضبط ما يميّز الوحدة عن التجانس أو التماثل.  وبالتالي، فإن قبول مفهوم الوحدة والاتحاد في التنوع والتعدد، ينطوي على تنمية وعي عالمي، والشعور بالمواطنة العالمية، ومحبة البشرية جمعاء.  وهذا المفهوم يدفع كلّ فرد ليدرك بأنه طالما أن جسم البشرية واحد لا يتجزّأ، فإن كلّ عضو من الجنس البشري هو مولود في العالم ما هو إلا أمانة لدى البشرية بأسرها.  كما يوحي هذا المفهوم أيضاً بأنه إذا كان لمجتمع عالمي مسالم أن يبرز إلى الوجود فلا بدّ من السماح لأساليب التعبير الثقافية المتطورة والمتنوعة للإنسانية أن  تنمو وتزدهر، بالإضافة إلى تفاعل كلّ منها مع الآخر في أنماط الحضارة دائمة التغير.  “فالتنوع والتعدد في العائلة الإنسانية” كما تؤكد الكتابات البهائية، “يجب أن يكون سبب المحبة والألفة، كما هو الحال في النوتات الموسيقية المختلفة المتعددة تمتزج معاً لتنتج نغماً متكاملاً”.

         انطلاقاً من هذا المبدأ الأساسي القائل بوحدة شعوب الأرض، اشتُقت جميع المفاهيم المتعلّقة بحرية الإنسان ورفاهه.  فإذا كان الجنس البشري واحداً، فيجب نبذ كل فكرة توحي بأن جنساً معيناً أو جماعة عرقية أو قومية هي بطريقة أو بأخرى تتفوق على بقية البشر.  يجب على المجتمع إعادة تنظيم حياته بحيث يطبق عملياً مبدأ المساواة على جميع أفراده بغض النظر عن اللون أو العقيدة أو الجنس.  ويجب إتاحة الفرصة للجميع ليدركوا قدراتهم الفطرية وبذلك يساهمون في تأسيس “حضارة دائمة التقدم”.

The Oneness of Humankind - Wendi Momen 'The Baha'i Faith is ...

         لقد انتهكت شرور العنصرية الكرامة الإنسانية لحقبة من التاريخ طويلة، فأعاق تأثيرها تطوّر أولئك الذين رزحوا تحت نيرها، وأفسدت أخلاق ممارسيها، وأنزلت الآفات بعملية تقدم البشرية.  وسيتطلب التغلب على آثارها المدمرة جهوداً واعية مدروسة ومستمرة.  وفي الواقع، لا شيء إلا الحبّ الحقيقي والصبر اللامتناهي والتواضع الصادق والتأمل الورع سينجح في محو وصمته الخبيثة من الشؤون الإنسانية.  ينصحنا حضرة بهاءالله بأن: “أغمضوا أعينكم عن الاختلافات الجنسية ورحبوا بالجميع في نور الوحدة والاتحاد.”

         من الواضح، أن تعزيز التسامح والتفاهم المتبادل بين الشرائح المختلفة للجنس البشري لا يمكن أن يكون تمريناً سلبياً أو ممارسة خطابية.  فيجب التصدي مباشرة لجميع أشكال الإقليمية والانعزالية والتعصبات.  إن تنفيذ التدابير القانونية المناسبة لحفظ الحقوق والفرص للجميع، واعتماد المبادرات التعليمية التي تعزز التضامن الإنساني والمواطنة العالمية، ينبغي أن تكون من بين الخطوات العملية الأولى التي تتخذها جميع الدول.

elbaradei3_Yuri ArcursGetty Images_handsworld

         إن القيادة الأخلاقية التي تقدمها المجتمعات الدينية يجب أن تكون بلا شك عنصراً أساسياً لأي مجهود كهذا.  ولضمان وجود دور بنّاء للدين، يتوجب على أتباع جميع الأديان الاعتراف بالنزاع والمعاناة اللذين سببهما أولئك الذين سخّروا رموز الدين ووسائطه لأغراضهم وأهوائهم الأنانية.  إن التعصبات والنزاعات تسمم ينابيع التسامح، وتقدم تعابير محرّفة عن القيم الحقيقية للدين.  والتحدي الذي يواجه قادة الأديان كافة يحملهم على أن يتمعنوا في محنة الإنسانية بقلوب مليئة حناناً وبرغبة في توخي الحقيقة، وأن يسألوا أنفسهم متذللين أمام الخالق العلي القدير ما إذا كان بإمكانهم دفن خلافاتهم الفقهية بروح عالية من التسامح ليستطيعوا العمل معاً في سبيل تقدم العدالة الاجتماعية والسلام.  ففي نصيحته “للتقيد بالتسامح والاستقامة والصلاح”، يؤكد حضرة بهاءالله أنه من الممكن أن نؤمن بالله ونكون متسامحين في آن معاً.

How Baha'is Believe We Can Achieve World Unity

         إن طريق الوحدة والوفاق هو الطريق الوحيد المتاح أمام العائلة الإنسانية.  فرؤيا عالم يضم كافة الأمم والأعراق والعقائد والطبقات متحدة اتحاداً وثيقاً دائماً ليست رؤيا مثالية من نسج الخيال بل ضرورة حتمية وحيوية.  وينبهنا حضرة بهاءالله بقوله: “نوروا القلوب وطهروها من أشواك الضغينة والبغضاء، كلكم أهل عالم واحد وخلقتم من كلمة واحدة، فنعم حال نفس عاشرت عموم الأنام بتمام المحبة”.

النص الانجليزي:

International Day for the Elimination of Racial Discrimination

BIC Document #01-0321

1 جوان 2020

لابد من وضع أسس مجتمع عالمي تتمثل فيه وحدة الطبيعة الإنسانية…

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, الكوكب الارضى, المجتمع الأنسانى, المسقبل, المساعدات, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الأنجازات, الأنسان, الأضطرابات الراهنة, التسامح, التعاون, الجنس البشرى, الجامعة البهائية في 4:05 ص بواسطة bahlmbyom

إن الباعث الرئيسي لرسالة بهاء الله هو شرحٌ لحقيقة الوجود على أنها في الأساس روحانية في طبيعتها، وشرح القوانين التي تحكم فعل الحقيقة ونفوذها. فرسالة بهاء الله لا تعتبر الفرد مجرد كائن روحي و”نفس ناطقة” فحسب، بل تؤكّد على أن ذلك التفاعل، الذي نسميه حضارة، يمثّل في حد ذاته مسارًا روحيًّا يتكاتف فيه العقل والضمير الإنساني على مرّ الزمان لخلق الوسيلة الأكثر كفاءة وتعقيدًا للتعبير عما يجيش في القلب ويساور العقل من القدرات الروحية والفكرية الدّفينة في الإنسان.

The ultimate goal of the principles of the Baha'i Faith is world ...

ويؤكد بهاء الله حين يرفض المبادئ الماديّة السائدة بأنه جاء بتفسير يخالف المفهوم الدارج لمسار التاريخ. فالإنسانية، وهي رائدة تطوّر الوعي البشري، تمر بمراحل الطفولة ثم الحداثة فالبلوغ في حياة أفرادها، ولقد وصلنا الآن في رحلتنا عبر هذه المراحل إلى عتبة مرحلة النضج التي طال انتظارها لتصبح جنسًا بشريًا موحدًا. فالحروب ومظاهر الاستغلال والتعصّبات التي سادت مراحل عدم النضوج في المسيرة الحضارية ينبغي ألاّ تكون مدعاة لليأس، وإنما يجب أن تكون حافزًا للاضطلاع بالمسؤوليات التي يفرضها علينا نضجنا الجماعي.

أعلن بهاء الله في رسائله إلى معاصريه من القادة السياسيين والدينيين أن قُدرات لا حصر لقواها قد بدأت تنبعث لدى شعوب الأرض؛ وهي القدرات التي لا يمكن لأهل عصره تخيُّلها والتي سوف تحوّل الحياة المادية على هذا الكوكب وتغيّرها. ولذا كان من الضروري، حسب بيانات بهاء الله، استخدام هذا التقدم المادي والمرتقب لإحداث تطور خُلقي واجتماعي. ولكنه إذا ما حالت الصراعات الإقليمية والطائفية دون ذلك فإن التقدم المادي لن يقتصر على تحقيق المنافع فقط بل سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة وشرور عظيمة لا يمكن التكهن بها. فبعض ما حذّر منه بهاء الله وأنذر به تتردد أصداؤه المروّعة في عصرنا هذا إذ يقول: “إن في الأرض أسبابًا عجيبة غريبة، ولكنها مستورة عن الأفئدة والعقول. وتلك الأسباب قادرة على تبديل هواء الأرض كلها وسُمِّيَّتها سبب للهلاك”.

يصرّح بهاء الله بأن القضية الروحية الرئيسية التي تواجه كل الناس، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الوطنية أو الدينية أو العرقية، هي وضع أسس مجتمع عالمي تتمثل فيه وحدة الطبيعة الإنسانية. إذ إن وحدة سكان المعمورة واتفاقهم ليس رؤية إصلاحية مثاليّة مبعثها الخيال، ولا هي في محصلتها النهائية خاضعة للخيار، بل تجسيد للمرحلة الحتميّة القادمة في سياق التطور الاجتماعي، ستدفعنا إليها مكرهين تجارب الماضي وخبرة الحاضر بأسرها. وما لم يتم الاعتراف بهذه القضية كحقيقة واقعة والعمل على معالجتها، فلن تتوفر الحلول الناجعة لإزالة الشرور والعلل التي ابتُلي بها كوكبنا، لأن تحدّيات عصرنا الذي ولجناه كلّها في الأساس عالمية النطاق تتسم بالشمول لا الخصوصية، ولا تتعلق بإقليم دون الآخر.

CBC Massey Lecture 4: The oneness of humankind - Big Ideas - ABC ...

تزخر آثار بهاء الله الكتابية، التي يتناول فيها موضوع بلوغ البشرية مرحلة النضوج، بكلمة “النور” كلفظ مجازي للتعبير بدقة عن الوحدة والاتحاد كقوة تُحدث التحوّل والتغيير. وتؤكد لنا هذه الآثار أن “للوحدة والاتفاق نورًا ساطعًا يضيء جميع الآفاق”. يسلّط هذا التأكيد الضوء على التاريخ المعاصر من منظور مختلف جدًا عن ذلك الذي ساد أواخر القرن العشرين؛ إذ يحضّنا على أن نتلمس في معاناة زماننا وانحلاله فعالية القوى التي تحرر الوعي الإنساني، انطلاقًا نحو مرحلة جديدة من التطور، مما يدعونا إلى إعادة النظر في ما كان يحدث خلال السنوات المائة الماضية، وما كان لتلك التطورات والأحداث من تأثير على جموع مختلفة من الشعوب والأعراق والأمم والمجتمعات التي مرّت بهذه التجارب وخَبِرَتها.

وإذا كان الأمر كما يؤكّده بهاء الله من أنه “لا يمكن تحقيق إصلاح العالم واستتباب أمنه واطمئنانه إلا بعد ترسيخ دعائم الاتحاد والاتفاق”، يمكن تبعاً لذلك تفهّم نظرة البهائيين إلى القرن العشرين، بكل علله وكوارثه، على أنه “قرن النور”. ذلك أن سنوات هذا القرن المائة شهدت تحولاً كبيرًا، سواء في الأسلوب الذي بدأ يخطط به سكان الأرض لمستقبلهم الجماعي أو في نظرة كل منهم للآخرين وتعامله معهم. وفي كلا المنحيين كانت السّمة المشتركة نهجًا وحدويًا. فقد أجبرت الانتفاضات، التي لم تستطع المؤسسات القائمة السيطرة عليها، أجبرت قادة العالم على وضع أجهزة جديدة لمنظمة عالمية ما كان لأحد في مطلع القرن أن يتصوّر قيامها. وبينما كانت هذه التطورات تتفاعل، كان التآكل السريع يلتهم العادات والمسالك التي فرّقت الأمم والشعوب خلال قرون طويلة من الصراع، وكأنها وُجدت لتبقى لأجيال عديدة قادمة.

Planetary Unity, Universal Justice, Global Prosperity | achieving ...

ومن هذين التطورين انبلج في منتصف القرن فجر جديد لن يقدّره حق قدره أو يدرك أهميته التاريخية إلا أجيال المستقبل. وفي غمرة فترة الذهول والدهشة التي سادت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تبيّن لبعيدي النظر من قادة العالم أن في الإمكان تعزيز أسس النظام العالمي وترسيخ أركانه من خلال هيئة الأمم المتحدة. فالحلم الذي طالما راود المفكرين من أهل التقدم والرّقيّ قد تحقق أخيرًا بقيام نظام جديد تمثل في مجلس دولي له هيئآته الخاصة به ومعاهداته وشرائعه الدولية، ويتمتع بسلطات وصلاحيات حاسمة حُرم منها، ويا للأسف، نظام سلفة “عصبة الأمم” التي لم تعمّر طويلاً. وفيما واصل القرن الماضي مسيرته التقدمية، مارس النظام الجديد صلاحياته وتمرّست سواعده الطّرية في الحفاظ على السلام وبرهن باطّراد مقنع عما يمكن تحقيقه من انجازات. وصاحب نهوض هذا النظام الجديد ونفوذ آثاره توسّعٌ مستمر في قيام مؤسسات الحكم الديمقراطي في أنحاء مختلفة من العالم. فإذا كانت النتائج العمليّة ما زالت مخيّبة للآمال، فإن ذلك لا ينتقص بأي حال من الأحوال من أهمية التحوّل التاريخي في المسار البشري الذي لا رجعة عنه في الاتجاه الذي أخذ دوره نحو تنظيم الشؤون الانسانية تنظيمًا جديدًا.

المصدر: من يخط طريق المستقبل؟
أضواء على القرن العشرين
 – بيان من الجامعة البهائية العالمية –

15 ماي 2020

النهج المستقبلي للمفهوم الحضاري – الذي رسمه بهاء الله-

Posted in قضايا السلام, القرن العشرين, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المسقبل, النهج المستقبلى, النضج, النظام العالمى, الأخلاق, الأديان العظيمة, الافلاس الروحى, التعاون, الجنس البشرى, الجامعة البهائية في 3:58 ص بواسطة bahlmbyom

One Foundation for All Religions

إنّ النهج المستقبلي للمفهوم الحضاري الذي رسمه بهاء الله في آثاره الكتابية يتحدّى معظم ما يفرضه الزمن الحاضر على عالمنا من الآراء التي تبدو وكأنها دائمة الأثر لا تتغير. ولكن الطفرة التي حدثت خلال قرن النور قد فتحت الباب أمام قيام عالم من نوع جديد. وإذا كان التطور الاجتماعي والارتقاء الفكري تحققا في الواقع بفعل عقل مدبّر يحدد السلوك والأخلاق ملازم للوجود وكامن فيه، ينهار عندئذ الجزء الأكبر من النظرية التي تتحكم في الأساليب المعاصرة لصنع القرار. وإذا كان الوعي الإنساني في طبيعته روحيّ الأساس – وهو الأمر الذي أدركته دائماً بالبداهة الأغلبية الساحقة من البشر العاديين – فإن مستلزمات نموّ هذا الوعي وتطوره لا يمكن فهمها أو معالجتها عن طريق تفسير للحقيقة يخالف، بكل عناد وتصلّب، ذلك الرأي القائل بأن حقيقة الوجود في الأساس روحانية في طبيعتها.

إن مبدأ الفردية، أو تمجيد الذات، الذي انتشر في معظم أنحاء العالم هو أكثر جوانب الحضارة المعاصرة عُرضةً للتحدي من قِبل ما جاء به بهاء الله من مفهوم حضاري للمستقبل. فقد أدى شعار “السعي من أجل السعادة” الذي غذّته إلى حد كبير القوى الثقافية – من أمثال الإيديولوجية السياسية والنُّخبة الأكاديمية والاقتصاد الاستهلاكي – أدى إلى خلق شعور تنافسي عدواني تجاه الآخرين، وبعث إحساسًا لا حدود له بسيادة الحق الشخصي.

Baha'u'llah revealed the new spiritual principle: “The Oneness of ...

وكانت النتيجة المعنوية المترتّبة على ذلك ضارة بالنسبة للفرد والمجتمع على حد سواء، ومدمرة من حيث تفشّي الأمراض والإدمان على المخدّرات وغيرها من الآفات التي باتت مألوفة في نهاية القرن. إن مهمة تحرير الإنسانية من خطأ جوهري وشامل تدعونا إلى التساؤل حول بعض فرضيّات القرن العشرين المتأصلة بالنسبة لما هو حق وما هو باطل.

فما هي إذًا بعض هذه الفرضيات التي تحتاج إلى الشرح والتحليل؟ لعل أبرزها الاقتناع القائل بأن الوحدة والاتحاد غاية مثالية بعيدة المنال، وربما مستحيلة، إلا بعد حل عدد كبير من النزاعات السياسية، وبعد تلبية الاحتياجات المادية وتصحيح الإجحافات والمظالم بشكل أو بآخر. إلا أن بهاء الله يؤكد أن القضية نقيض ذلك؛ فهو يقول بأن الآفة الرئيسية التي تصيب المجتمع وتخلق العلل التي تشلّه هي انقسام الجنس البشري وانعدام وحدته رغم تميزه بالقدرة على التكاتف والتعاون. فقد اعتمد تقدم الجنس البشري حتى اليوم على مدى ما تحقق من وحدة العمل والتعاون في أزمان مختلفة ومجتمعات متعددة. إن التشبث بالاعتقاد القائل بأن الصراع ظاهرة متأصلة في الطبيعة الإنسانية، وليس حصيلة مجموعة معقدة من السلوك والعادات المكتسبة، من شأنه أن يفرض على القرن الجديد خطأ كان في الماضي أكثر العوامل المنفردة مسؤوليّة في إعاقة الجنس البشري إعاقة خطيرة. ولقد نصح بهاء الله القادة المنتخبين بقوله: “يا أصحاب المجلس في هناك وديارٍ أخرى! تدبّروا وتكلّموا فيما يصلح به العالم وحاله لو أنتم من المتوسّمين. فانظروا العالم كهيكل إنسان، إنه خُلق صحيحًا كاملاً فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة”.

3 Practical Ways to Bring Equality and Justice to the Nonprofit ...

هناك تحدّ معنويّ ثان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية الوحدة، طرحه القرن الماضي بإلحاح متزايد. فيؤكد لنا بهاء الله بأن العدل والإنصاف أحب الأشياء عند الله فالإنصاف يمكّن الفرد من رؤية الحقيقة بعينه هو لا بعيون الآخرين، ويضفي على عملية اتخاذ القرارات الجماعية السلطة التي وحدها تضمن وحدة الفكر والعمل. فمهما كان النظام الدولي الذي تمخضت عنه أحداث القرن العشرين وتجاربه المروعة باعثًا على الرضى، فإن ديمومة تأثيره ستعتمد على ما ينطوي عليه ضمنًا من المبادئ وقواعد الأخلاق. وإذا كان العالم الإنساني جسمًا واحدًا غير قابل للتجزئة، فإن السلطة التي تمارسها هيئاته الحاكمة تمثل في الأساس سلطات الوصيّ المؤتمَن على ما أوكل به. فكل مولود جديد بمثابة أمانة في عنق المجموع. وهذه الخاصيّة للوجود الإنساني هي التي تشكل الأساس الفعلي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق ذات العلاقة. فالعدل والاتحاد أمران متبادلان في فعليهما، وقد كتب بهاء الله في هذا الصدد يقول: “العدل سراج العباد فلا تُطفئُوهُ بأرياح الظُّلم والاعتساف المخالفة، والمقصود منه ظهور الاتحاد بين العباد. وفي هذه الكلمة العليا تموّج بحر الحكمة الإلهية، وإنّ دفاتر العالم لا تكفي تفسيرها”.

عندما يلتزم المجتمع الإنساني بهذه القواعد وغيرها من المبادئ الخُلقية، رغم ما يبديه من التردد والمخاوف تجاه هذا الالتزام، فإن أفضل الأدوار التي يتيحها للفرد هو دور القيام بخدمة الآخرين. ولعل من متناقضات الحياة أن الذات الفردية تنمو وتتطور، في المرتبة الأولى، عن طريق الالتزام بالأهداف الأسمى التي تُنسي الفرد ذاته، حتى ولو إلى حين. وفي عصر يكون فيه المجال مفتوحًا أمام الناس بكل فئاتهم، ومهما كانت أحوالهم، للإسهام الفعلي في صياغة شكل النظام الاجتماعي نفسه، يكتسب مبدأ خدمة الآخرين أهمية جديدة. إن تمجيد أهداف كحبّ تملّك الأشياء وإثبات وجود الذات، كأنهما غاية من غايات الحياة، يعد إذكاءً للجانب الحيواني في الطبيعة الإنسانية بشكل خاص. فلم يعد بمقدور رسالات الخلاص الذاتية بمضمونها السطحي أن تلبي ما تصبو إليه الأجيال التي أدركت بعمق الإيمان أن أي تحقيق للخلاص مسألة تتعلق بهذا العالم مثل تعلقها بالعالم الآخر. في هذا الصدد ينصح بهاء الله قائلاً: “أن اهتمّوا بما يحتاجه عصركم، وتداولوا مركّزين أفكاركم في متطلباته ومقتضياته”

The Oneness of Humankind - Wendi Momen 'The Baha'i Faith is ...

وجهات النظر هذه لها نتائج بعيدة الأثر بالنسبة لإدارة شؤون البشر. فمن الجليّ، على سبيل المثال، أن الدولة ككيان سياسي، رغم ما حققته من إنجازات ماضية، إذا استمرت في سيطرتها في تحديد مستقبل العالم الإنساني والتأثير فيه، فإن تحقيق السلام سوف يتعطل وتتفاقم البلايا وتزداد المعاناة التي سوف تصيب شعوب الأرض. أما بالنسبة لحياة العالم الإنساني الاقتصادية، فإنه مهما عظُمت الخيرات التي تأتي بها العولمة، يبقى واضحًا أن مسيرة العولمة قد خلّفت أيضًا مراكز وتجمعات لا مثيل لها لقوى الطغيان والاستبداد يجب إخضاعها لسيطرة الديمقراطية الدولية إذا أُريد لملايين لا تحصى من البشر تجنّب الفقر واليأس. وبالمثل، فإن الطفرة التاريخية في تكنولوجيا الإعلام والاتصالات، والتي تشكل وسيلة فعالة في دعم النمو الاجتماعي وتعميق حسّ الجماهير بإنسانيتها المشتركة، قادرة أيضاً وبالقوّة نفسها على تحريف وتشويه الحوافز الخيّرة وتجريدها من سلامة نواياها، وهي الحوافز الضرورية لخدمة هذا المسار أيضًا.

المصدر: من يخط طريق المستقبل؟
أضواء على القرن العشرين
بيان من الجامعة البهائية العالمية

1 ماي 2020

قوة الآن

Posted in قوة الآن, قضايا السلام, المفاهيم, المكاسب المادية, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المسقبل, المشورة, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الوقت, الضمير في 2:28 م بواسطة bahlmbyom

كتاب “قوة الآن” ظهر في أواخر التسعينيات. وسرعان ما بنى الزخم وتم ترجمته منذ ذلك الحين إلى 33 لغة وباع ثلاثة ملايين نسخة في أمريكا الشمالية وحدها. ستجد داخل الكتاب دروسًا وتعاليم وتمارين للحفاظ على الوجود في الوقت الحالي .

أثمن شيء في العالم هو اللحظة الحالية

Image result for power of now articles


يشير إيكهارت إلى أن اللحظة الحالية هي كل ما لدينا وفقا لهذا المؤلف لا يوجد مستقبل أو ماضي لا يوجد سوى الذاكرة أو الترقب للأشياء التي حدثت في الماضي تعطينا هوية والمستقبل هو ببساطة مليئ بالوعود. يمكن أن يتخذ الوعد شكل الوفاء وهذا غير ملموس ، وبالتالي هى مجرد أوهام. أحد أكثر الأقوال شيوعًا هو أن الوقت ثمين، الذي نعتبره ثمينًا ليس الوقت بل النقطة في ذلك الوقت ويطلق عليه إيكهارت الآن ويشجعنا عن التوقف عن التركيز على المستقبل أو الماضي والتركيز على الآن.

Image result for ‫قوة الآن‬‎

لمن هذا الكتاب
هذا الكتاب مخصص للأشخاص الذين يشعرون بالملل في ماضيهم ، والأشخاص الذين لا يستطيعون الخروج من رؤوسهم- تفكيرهم- ، والأشخاص الذين يشعرون وكأنهم ينتظرون السعادة للوصول إليهم. إنه أيضًا لمن يهتمون بالشكوى في كثير من الأحيان ، والذين يشعرون بقلق دائم أو قلق يوميً. يركز الكتاب على موضوع رئيسي واحد: كيف تكون حاضرًا بوعي في الوقت الحالي وما الذي يمكن أن يفعله لك في حياتك اليومية. لذا إليك بعض ما ستتعلمه:

في الفصل “أنت لست عقلك” ستتعلم: ما معنى الوجود ، وكيف يمكنك الوصول إلى هذه الحالة ، وكيف سيساعدك على أن تكون أكثر وعياً بالأشياء التي تقوم بها ولماذا تفعلها.
في فصل “الوعي – مخرج الألم” ، ستتعلم: كيف يتم إنشاء الألم والمعاناة الشخصية في العقل عن طريق تعريف نفسك بالماضي أو التوق للمستقبل ، بدلاً من أن تكون في الوقت الحالي.
في الفصل “الانتقال بعمق إلى الآن” ، ستتعلم: كيفية عدم التعرّف على مشاكلك (“الأنا”). عندما تفعل ذلك فلن تتخلص منها أبدًا ، لأن فقدان المشكلات يعني فقدان الذات.
في الفصل “الجسم الداخلى” ، ستتعلم: كيفية استخدام جسمك كوسيلة لإبقائك حاضرًا في الوقت الحالي ، وكيف تستمع حقًا إلى شخص آخر دون أن تكون منحصراً في داخل رأسك.
في فصل “ما وراء السعادة والتعاسة يوجد سلام” ، سوف تتعلم: أنه يمكنك الشعور بالسلام دون الشعور بالسعادة ، وأن مصدر الدراما في حياتك يمكن أن يعزى إلى حالة عدم القبول التى قد تسيطر عليك.

Image result for ‫قوة الآن‬‎

من السهل أن تتعثر في الماضي، ربما كنت قد تعرضت لكسر سيء ، أو فقدت وظيفة ، أو كنت ترغب ببساطة في حدوث شيء آخر. والأسوأ من ذلك هو أنك قد تجلس في انتظار المستقبل لإنقاذك. كنت تآمل أن يجد لك شخص ما الحل ، أو أن وظيفة رائعة ستطرق بابك ، أو ستتحسن الأمور بطريقة أو بأخرى. اجمع بين كل من عمليات التفكير هذه وفجأة فقدت اللحظة الحالية أمامك كل قيمتها. للمضي قدمًا في ماضيك والتحكم في مستقبلك ، عليك أن تأخذها من عقلك وأن تركز على ما يمكنك فعله الآن. يقترح الكاتب أن تقترب من ماضيك ومستقبلك فقط على مستوى اللحظة الحالية .

قبل أن تسكن في الوقت المناسب وقمت بزيارات قصيرة لـ “الآن”، قم بإقامة مسكنك في “الآن”، وقم بزيارات قصيرة إلى الماضي والمستقبل عند الحاجة للتعامل مع الجوانب العملية لوضع حياتك.

Image result for ‫قوة الآن‬‎

في الأساس ، أنت تلقي بثقل الماضي وضغوط المستقبل للتركيز فقط على ما يحدث في هذه اللحظة بالذات حتى تتمكن من فعل شيء ما. نظرًا لأن الأمور تحدث في الوقت الحالي ، يمكنك تطبيق الدروس التي تعلمتها في الماضي دون تركها. أثناء سعيك لتحقيق أهدافك ، يمكنك وضع خطط مستقبلية دون الوقوع في أحلام اليقظة لما قد يحدث. ركز على ما يحدث الآن وكل شيء آخر سينطبق في مكانه.

Image result for ‫التغيير الى الأفضل‬‎

أثناء قراءة الكتاب لن يغير حياتك بالضرورة على الفور فإن مفاهيمه ورسائله ستظل معك عند الانتهاء. حتى إذا لم تستسلم على الفور لتعاليمها ، فمن المحتمل أن تجد نفسك تحاول توظيف تكتيكاتها للتواجد في حياتك الخاصة. اقترب من قوة الآن بعقل مفتوح ، امنحه بعض الوقت لتغرق فيه ، وقد تجد أن نظرتك إلى العالم تتغير قليلاً للأفضل.

10 أفريل 2020

رئيس الوزراء الأسترالي يعرب عن امتنانه للجامعة البهائية

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, مراحل التقدم, وباء كورونا, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المسقبل, المساعدات, المشورة, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الأنجازات في 12:51 م بواسطة bahlmbyom

سيدني -8 أبريل 2020 ، (BWNS) – لقد مرت مائة عام منذ وصول البهائيين الأوائل إلى أستراليا – كلارا وهايد دون- وفي الوقت الذي تستعد فيه الجامعة البهائية في البلاد للاحتفال بهذه الذكرى المئوية بطريقة تتناسب مع الظروف الحالية – الأزمة الصحية بسبب فيروس كورونا- فقد تلقت رسالة تقدير حارة من رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون.

A message sent to the Australian Baha’i community by Prime Minister Scott Morrison on the occasion of the Ridvan festival, expresses gratitude for the contributions the community has made to society over the last century and calls attention to the role it can continue to play during this crisis.

تم إرسال رسالة للتهنئة بعيد الرضوان والذى يتم الأحتفال به في 21 ابريل- نيسان- وتعبر الرسالة عن امتنانه للمساهمات التي يقدمها المجتمع البهائي الأسترالي للمجتمع .كما أنها تلفت الانتباه إلى الدور الذي يمكن للمجتمع البهائي أن يواصل لعبه في خضم أزمة صحية غير مسبوقة وتتطلب تعاون جميع الأستراليين خلال هذا الوقت ليواجهوا هذا التحدي ،فيمكنهم الاستفادة من التعاليم البهائية والتزامها برفاهية الإنسانية جمعاء.

ونقلاً عن رسالة لبيت العدل العالمي حول “الوحدة والاعتماد المتبادل للبشرية” ، يردد رئيس الوزراء مشاعره: “ان العالم في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الأمل والقوة الروحية التي يضفيها الإيمان”.

سكوت موريسون يفوز بزعامة الحزب الليبرالي ليصبح رئيس وزراء استراليا ...

نص رسالة رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بمناسبة رضوان 2020 “ان عيد الرضوان هو الوقت الذي يحتفل فيه البهائيون عادةً بذكرى نبيهم بهاء الله وإعلانه لرسالته المقدسة. انه من أقدس الاحتفالات البهائية – فهى مناسبة لإحتفال عظيم بالأمل و التجديد. للأسف فان البهائيين لن يستطيعوا التجمع في أماكن عبادتهم  هذه السنة، ولكن انا أعلم انكم ستحافظون على تواصلكم وألفتكم حتى في هذه الأوقات العصيبة التي فرضت التباعد الاجتماعي. نحن في وسط ازمة صحية غير مسبوقة – لا تحدث الا مرة كل قرن من الزمان. تتطلب من كل فرد استرالي ان يؤدي واجبه كمواطن. فلكل واحد منا دوّر عليه تأديته للحفاظ على مجتمعنا الآمن  من  موظفين و ممرضين و أطباء و معلمين و علماء و أصدقاء و أهل وجيران. وانا على علم بأنكم سوف تستمدون القوة من التعاليم البهائية وتوجيهها تجاه ازدهار الإنسانية وخاصة الأقل تحصناً منهم. لقد تغيرت الحياة وسوف تستمر بالتغيير في الأشهر القادمة ولكننا بلد رائع ونعمل بإحساس لا مثيل له نحو الهدف الأسمى ” النائب سكوت موريسون رئيس وزراء استراليا

بيت العدل الأعظم | الدين البهائي | البهائيون في الأردن | حضرة ...

وقد كتب بيت العدل الأعظم “- الهيئة المنتخبة لإدارة شؤون الجامعة البهائية على النطاق العالمي وهي أعلى هيئة إدارية للدين البهائي حيث مقرها الرئيسى على سفح جبل الكرمل بحيفا – ” مهما بلغت صعوبة الأمور في الوقت الحاضر، ومع انها شارفت على بلوغ الحدود القصوى لتحّمل بعض أجزاء المجتمع ، فأن الإنسانية ستعبُر نفق هذه المحنة في نهاية المطاف , لتظهر على الجانب الآخر وقد اكتسبت رؤية أوضح و تقديرا أعمق لوحدتها المتأصلة و ترابطها المتبادل” ان العالم في أمس الحاجة اليوم الى الأمل والقوة الروحية التي يضفيه الأيمان ”

Stock Photo: Bahai temple in Ingleside, North Sydney, Australia.

سيدعوالمحفل الروحانى للبهائيين الأستراليين في بيانهم بمناسبة الذكرى المئوية -وصول البهائيين الأوائل الى استراليا -إلى تكثيف روح الخدمة مؤكدين على انه وبينما نحن في هذا الوقت قد لا نتمكن من التجمع معًا أو السفر لمسافات طويلة ولكن يمكننا أن نصلي من أجل خير الجميع و يمكننا البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لخدمة جيراننا وأصدقائنا ومواصلة عملية بناء المجتمع “.

20 مارس 2020

كورونا وحتمية وحدة العالم الإنسانى

Posted in قضايا السلام, مراحل التقدم, إدارة الأزمة, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, النهج المستقبلى, الألام, الأرض, الأضطرابات الراهنة, الإيجابية, التسامح, التعاون, الجنس البشرى, الحقوق والواجبات, الدين البهائى, السلام, انهيار نظامه الاقتصادى, انهاء الحروب, انعدام النضج tagged في 12:11 م بواسطة bahlmbyom

لقد شاهدنا ونشاهد وبوضوح كم أصبحنا عصبيين مشلولى التفكير في الأسابيع القليلة الماضية لانستطيع إيجاد حلول او وضع اية خطط لحياتنا ونسعى فقط لاكتناز السلع بكل أنواعها وكما يترأى للكثيرين انها من الممكن ان تكون نهاية العالم. لقد جعلني ذلك أفكر طويلًا في الطريقة التي نتعامل بها مع أزمة فيروس كورونا وفى كيفية انتشار الشائعات والأحاديث الغير موثقة والتى جعلت الناس فى كل مكان قلقين للغاية مما يجعلهم يتصرفون بلا روية ولا رؤية .

Image result for coronavirus

إن التغطية الإعلامية المستمرة للمستهلكين الذين يشترون اللوازم بشكل محموم وبكميات مجنونة تخيف الكثير منا وتدفعنا للقيام بنفس الشيء ، ولكن ما هي الصورة الأكبر هنا؟ يحاول الناس الحصول على شعور بالسيطرة من خلال الدخول في جنون الشراء والذي يمكن أن يكون شعورًا زائفًا بالسيطرة على الأحداث. بالطبع نحتاج جميعًا إلى الاستعداد بالطعام والإمدادات لكن التخزين إلى أقصى الحدود يُظهر عقلية انا وبعدى الطوفان التى تسيطر على تصرفات الكثيرين.

Image result for coronavirus

علينا التفكير بشكل أعمق في الرسالة الهادفة التي نَُجَبر على مواجهتها و كيف نتجنب مأزق كل هذا القلق؟ تخبرنا الكتابات البهائية بوضوح أن هناك درسًا روحيًا في كل شيء نواجهه كبشر، يمكن أن تكون أزمة الفيروس التاجي هذه حافزًا للاستعداد الروحي لأية طوارئ أو كوارث قد تحدث، الاكتناز والتخزين الزائد لا يمكن أن يخفف من قلقنا في الواقع قد يجعل الأمر أسوأ.

Image may contain: possible text that says '8-7349 Siamo onde dello stesso mare, foglie dello stesso albe fiori dello stesso giardino. =10 A team of dozens of doctors have been sent from China with tons tons of materials to assist with the crisis Italy. When they landed in Milan, they came with this banner "we are waves of one sea, leaves of one tree, flowers of one garden"'

علينا التفكر قليلاً ماذا لو كان هناك نظام عالمي حكيم يفكربروحانية وعقلانية معاً ويؤثر مصلحة العالم اجمع بلا انانية ويحتكم إلى أسس نظم عادلة، وقيادة تحتكم إلى خير البشرية جمعاء ،ويتعامل بالقيم الإنسانية والأخلاقية. فنحن نعيش في عالم بعيد كل البعد عن الحكمة ومجتمعات يسعى فيه الأقوياء المتحكمين وراء الأرباح والسلطة فقط، عالم أصبح منذ زمن بلا قيادة رشيدة فيبدو لنا ان العالم تسوده شريعة الغاب. 

علينا ان نستعد لمكافحة وباء حدث ومن الممكن ان يحدث مثله او اكثر قريباً وان لم نستعد لمساعدة بعضنا البعض فالنتائج ستكون كارثية على العالم اجمع فالفرص والظروف لعمل أفضل الأبحاث التي لو أٌعطي القائمون عليها التمويل اللازم والتشجيع الضروري لأمكن الوصول إلى مصل قادر على توفير المناعة من فيروس سارس وغيره من الفيروسات التى من نفس العائلة، وهذا كان سيمكّن بسرعة من إيجاد لقاح يمنع الإصابة وترياق يشفي من يُصاب بفيروس كورونا .

فالنظام العالمي يواصل انهياره وجميعنا فى ترقب لنظام عالمي جديد والذي من المؤكد أنه سيرى النور عاجلًا أم آجلًا، ، ولكن إلى حين حدوثه لا بد من عمل كل ما يمكن للحفاظ على البشرية وبناء حضارة انسانية جديدة اكثر نضجاً ووعياً وتعاوناً ، حضارة تحلق بجناحى العلم والدين .. الروحانية والمادية معاً ،فمع ظهورهذا الفيروس وانتشاره وتهديده للجميع دون تمييزاصبح لزاماً علينا ان نفكر فى كيفية تعاون الجنس البشرى لمواجهة مثل هذه الأخطار والكوارث التى تحيط بنا.

Image may contain: ocean, sky, cloud, text, water, nature and outdoor

تعطينا الكتابات البهائية أيضًا فهمًا بأن هناك قوة كامنة وهي قوة وحدانية الإنسانية فقد كتب حضرة بهاءالله مؤسس الدين البهائي موضحاً أن رفاهية البشرية وسلامها وأمنها لا يمكن تحقيقه إلا إذا ترسخت وحدتها” .

يَا أَبْناءَ الإِنْسانِ “هَلْ عَرَفْتُمْ لِمَ خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ واحِدٍ؛ لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ. وَتَفَكَّرُوا فِي كُلِّ حِينٍ فِي خَلْقِ أَنْفُسِكُم؛ إِذاً يَنْبَغِي كَما خَلَقْناكُم مِنْ شَيْءٍ واحِدٍ أَنْ تَكُونُوا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ، بِحَيْثُ تَمْشُونَ عَلى رِجْلٍ واحِدَةٍ، وَتَأْكُلُونَ مِنْ فَمٍ واحِدٍ، وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضٍ واحِدَةٍ؛ حَتَّى تَظْهَرَ مِنْ كَيْنُوناتِكُمْ وَأَعْمالِكُمْ وَأَفْعالِكُمْ آياتُ التَّوْحِيدِ وَجَواهِرُ التَّجْرِيدِ. هذا نُصْحِي عَلَيْكُم يا مَلأَ الأَنْوارِ، فَانْتَصِحُوا مِنْهُ لِتَجِدُوا ثَمَراتِ القُدْسِ مِنْ شَجَرِ عِزٍّ مَنيعٍ.
حضرة بهاء الله

كما كتب بهاء الله ، “جميعكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد”.

لذا ، دعنونا نفكر كيف يمكننا وضع مبادئنا الروحية موضع التنفيذ الآن مع عائلتنا وجيراننا؟ كيف يمكن لكل منا أن يختار السلوك بشكل مختلف في هذه اللحظة؟ هذا الفيروس هو تذكير بأننا جميعًا في هذا الأمر معًا” وانه ينبغى ان نتكاتف معاً ونتحد للتغلب على مايحدث حولنا فجميعنا فى حاجة الى بعضنا البعض.

Image result for unity in diversity

يمكننا الاستمرار في بناء المجتمعات والأحياء والمساعدة فى توفير الطعام والإمدادات خلال هذا الوقت الصعب لاأهمية لتخزين السلع فمن من الأفضل لنا جميعاً أن نتكاتف ونساعد بعضنا للتغلب على هذا الوقت العصيب.

اعتقد انه قد آن الآوان وجاء الوقت الذى ينبغى علينا جميعاً ان نسعى لتطبيق هذا المبدأ ألأساسى من مبادئ الدّين البهائيّ ألا وهو “وحدة الجنس البشريّ” الاتّحاد هدف بعيد المدى أنهجتنا سبيله الأديان منذ القدم، فوطّدت أركان الأسرة، فالقبيلة، فدولة المدينة، فالأمّة، وعملت على تطوير الإنسان من البداوة إلى الحضارة، وتوسيع نطاق مجتمعه بالتئام شعوب متنابذة في أمّة متماسكة، إعدادًا ليوم فيه يلتقي البشر جميعًا تحت لواء العدل والسّلام في ظلّ وهدي الحقّ جلّ جلاله.

الاتّحاد هدف نبيل في حدّ ذاته، ولكنّه أضحى اليوم ضرورة تستلزمها المصالح الحيويّة للإنسان. فالمشاكل الكأداء الّتي تهدّد مستقبل البشريّة مثل حماية البيئة من التّلوث المتزايد، واستغلال الموارد الطبيعيّة في العالم على نحو عادل، وإلحاح الحاجة إلى الإسراع بمشروعات التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الدّول النامية، وإبعاد شبح الحرب النّوويّة عن الأجيال القادمة، ومواجهة العنف والتّطرف اللّذين يهددان بالقضاء على الحريّات الفرديّة، وظهور مثل هذه الفيروسات التى تتطلب تعاون الجميع كلّ هذه وعديد من المشاكل الأخرى، يتعذر معالجتها على نحو فعّال إلاّ من خلال تعاون وثيق مخلص على الصّعيد العالميّ.

علّمنا التّاريخ، كما تعلّمنا أحداث الحاضر المريرة، أنّه لا سبيل لنزع زؤام الخصومة والضّغينة والبغضاء وبذر بذور الوئام بين الأنام، ولا سبيل لمنع القتال ونزع السّلاح ونشر لواء الصّلح والصّلاح، ولا سبيل للحدّ من الأطماع والسّيطرة والاستغلال، وتحقيق هذه الغايات إلا من من خلال نظام بديع يقوم على إرساء قواعد الوحدة الشّاملة لبني الإنسان.

إن الاعتماد المتبادل بين شعوب وأمم الأرض ، بغض النظر عما قد يقوله أو يفعله قادة قوى الانقسام في العالم ، هو حقيقة معترف بها الآن وضرورة حتمية وعلينا ان نعى إن رفاهية الجزء تعني رفاهية الكل ، والضيق من الجزء يجلب الضيق على الكل.

Image result for unity in diversity

دعونا نواجه الأمر – بالوحدة والحب والعلم والتعاطف والوعي الروحي نريح أنفسنا من الخوف والقلق الذي نراه حولنا فيمكننا أن نواجه أكبر العقبات في هذا العالم حتى عندما يتعلق الأمر بالفيروس التاجي أو غيره والذى من الممكن ان يواجه العالم الإنسانى فى اى وقت لاحق.

13 مارس 2020

طبيعتنا الحقيقية هي العطاء والخدمة والمساهمة في التقدم

Posted in قضايا السلام, إدارة الأزمة, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المساعدات, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الألام, الأنجازات, الأنسان, الأبناء, الأباء, الأخلاق, الإرادة tagged في 12:39 م بواسطة bahlmbyom

مانتاوا – إيطاليا ، 13 مارس 2020 ، (BWNS) – في وقت تتصارع فيه أجزاء كثيرة من العالم مع أزمة فيروس كورونا العالمي (COVID-19) يجد البهائيون في بعض المناطق الأكثر تأثرًا سبلاً لخدمة لمجتمعاتهم. سنوات من الخبرة في أنشطة بناء المجتمع قد زودتهم بالاستجابة بإبداع للظروف الحالية التى يواجهها العالم.

In Italy, where measures to prevent the spread of the coronavirus disease have now confined most people to their homes, Baha’i communities are finding creative means to continue activities that bring hope, including through video conference calls.

في إيطاليا ، حيث حوصر معظم الناس في منازلهم من اجل التدابير الوقائية ، تواصل المجتمعات المحلية الأنشطة التي تجلب الأمل. فتم نقل العديد من المبادرات والنشاطات مؤقتًا عبر الإنترنت ، حيث يعقد الأشخاص مكالمات جماعية عبر الفيديوشات لتقديم الدعم لبعضهم البعض ، والصلاة معًا ، وتعزيز المساعي التعليمية للمجتمع البهائي الذي يبني روابط صداقة وقدرة على خدمة المجتمع.

تصف معلمة فصول التربية الأخلاقية للأطفال كيف كانت تعمل في ظل هذه الظروف: “أقوم بإعداد بعض المواد الرقمية والسمعية والبصرية للصف وتوزيعها عبر الإنترنت على العائلات فيقوم الأطفال بالعمل في المنزل ، ثم يناقشون مع والديهم وأشقائهم “.

في البلدان الأخرى حيث تُغلق المدارس ، يساعد البهائيون الأطفال عن بُعد في أداء واجباتهم المدرسية. يجتمع الأطفال أيضًا في مجموعات صغيرة عبر الإنترنت لمساعدة بعضهم البعض في عملهم المدرسي.

يتصل البهائيون في إيطاليا هاتفًا بالعائلة والأصدقاء والزملاء والمعارف ، وذلك ببساطة لتقديم صوت التشجيع. وقد أدت العديد من هذه الدعوات إلى محادثات عميقة وعززت أواصر الصداقة.

يقول أحد أعضاء الطائفة البهائية الإيطالية: “هذه اللحظة تجعلنا ندرك أننا لسنا منعزلين”. “هذه فرصة لنا للتفكير في الأسئلة التي ربما في أوقات أخرى من حياتنا لا نقضي وقتًا كافيًا في التفكير فيها”.في رسالة البهائيين الإيطاليين يوم الثلاثاء ، قال المحفل الروحانى المركزى للبهائيين بإيطاليا: “لقد رأينا أمثلة لا حصر لها من التضامن والولاء بين العاملين الصحيين والمعلمين والمهنيين من جميع الأنواع والمواطنين المسؤولين الذين استجابوا بسهولة لهذه الحالة الطارئة ، مما يدل على النبل الفطري للبشر. طبيعتنا الحقيقية هي العطاء والخدمة والمساهمة في التقدم “.

https://news.bahai.org/story/1401/


الصفحة التالية