25 ديسمبر 2012

الصــــلاة وقوة الدعـــــــــــاء

Posted in المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المخلوقات, الأنسان, الأديان العظيمة, الافلاس الروحى, التدين, الجنس البشرى, الجانب الإيجابى, السلوك, العلاقة بين الله والانسان, حقيقة الوجود في 5:57 م بواسطة bahlmbyom

في الأديان جميعها  هي حلقة الوصل بين الإنسان والخالق، إذ يخاطب الإنسان ربه أو توجه اليه  عن طريقها. وُعرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، إذ يعود أول ذكر للصلاة في مخطوطات يزيد عمرها عن 5000 عام، وتختلف الصلاة في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها بين ديانة وأخرى ولكن المفهوم واحد فهى معراج الإنسان للتقارب لربه .

 وعلينا ان نعى أن الروحانية ليست مخالفه للمنظور التخطيطي والمنظم  . إن روحانيه الفرد هي عقلانية ايضا ولا تتسم بضرورة الأندفاع والفوضى والفرقه ولكنها تتسم بالتخطيط العقلاني المنظم التي يقوم به الفرد في حياته .  ، ومن هذه الأدوات العظيمة التى منحنا اياها الله هى  الصلاه والدعاء للتواصل والتقارب اليه .

إن أعظم فائدة تمنحها لنا الصلاة والدعاء  هي الهداية الإلهية، ولا أقصد بالطبع المغالاة فى تفسير معنى الصلاة فى التوجه الى الخالق عز وجل ولكنه  إحساس حب وأحتياج من البشر الى الخالق العظيم هو أحساس توازن بين مايجب علينا ان نؤديه بحب وأعتدال وبين واجباتنا اليومية فى أعمالنا وخدمتنا لمجتمعاتنا بالطبع . وقد لانتخيل مدى تأثير الدعاء والصلاة علينا فى حياتنا وفى مواقفنا اليومية ولكن هناك قصة قد توضح لنا أهمية الدعـــــاء…

خرج الطبيب الجراح الشهير ( د/ أيشان ) على عجل متوجهاً الى لمطار مسافراً الى أحدى المؤتمرات العلمية لتكريمه عن أنجازاته الكبيرة وفجـأة وبعد ساعة من الطيران أُعلن عن ان الطائرة أصابها عطل كبير بسبب صاعقة ، وستهبط اضطرارياً في أقرب مطار ، توجه الى استعلامات المطار مخاطباً :
أنا طبيب عالمي كل دقيقة عندي تساوي أرواح أ ناس وأنتم تريدون أن أبقى 16 ساعة بإنتظار طائرة؟.
أجابه الموظف : يادكتور، إذا كنت على عجلة يمكنك إستئجار سيارة ، فرحلتك لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات

بالسيارة . رضي د / ايشان على مضض وأخذ السيارة وظل يسير وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدراراً

وأصبح من العسير أن يرى اي شيء أمامه وظل يسير وبعد ساعتين أيقن أنه قد ضل طريقه وأحس بالتعب
رأى أمامهُ بيتاً صغيراً فتوقف عنده وطرق الباب فسمع صوتًا إمرأة كبيرة تقول:
– تفضل بالدخول كائنًا من كنت فالباب مفتوح دخل وطلب من العجوز المقعدة أن يستعمل تليفونهآ ضحكت العجوز

وقالت : أي تليفون ياولدي؟ ألا ترى أين أنت ؟ هنا لا كهرباء ولا تليفونات ولكن تفضل واسترح وخذ لنفسك

فنجان شاي ساخن وهناك بعض الطعام كل حتى تسترد قوتك. شكر د/ ايشان المرأة وأخذ يأكل بينما كانت العجوز

تصلي وتدعي وانتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة

استمرت العجوز بالصلاة والدعآء طويلاً فتوجه لها قائلًا: – …. والله لقد اخجلني كرمك ونبل أخلاقك وعسى الله

أن يستجيب لك دعواتك.

قالت العجوز: – ياولدي أما أنت ابن سبيل أوصى بك الله

و أما دعواتي فقد أجابها الله سبحانه وتعالى كلها إلا واحدة ، فقال د / ايشان: – وماهي تلك الدعوة ؟

قالت : هذا الطفل الذي تراه حفيدي يتيم الأبوين ، أصابهُ مرضٌ عضال عجز عنه كل الأطباء عندنا ، وقيل لي أن

جراحاً كبيراً قادر على علاجه يقال له د/ايشان ولكنه يعيش بعيداً من هنا ولا طاقة لي بأخذ هذا الطفل الى هناك

وأخشى أن يشقى هذا المسكين فدعوت الله أن يسهل امرى…
بكى د/ ايشان وقال : والله ان دعاءك قد عطل الطائرات وضرب الصواعق وأمطر السمآء ، كي يسوقني إليك

سوقاً والله ما ايقنت أن الله عز وجل يسوق الأسباب هکذا لعباده المؤمنين بالدعآء حينما تنقطع الأسباب لا يبقى
إلا اللجوء إلى خالق الأرض والسماء . وصدق الشاعر عندما قال:

”  لاتهزأ بالدعاء وتزدريه … وما يدريك ما فعل الدعاء”

هناك أحد الأدعية التى تترك أثراً عميقاً فى نفسى وأريد ان أشارككم فيه أتمنى ان نجد فيه الأثر الذى نصبو اليه جميعنـــــا…عام على وشك الإنتهاء سيمضى سريعاً ونتمنى من الله ان يكون العام القادم أكثر سعادة ومحبة وتسامح وتألف على البشرية ….

30 أكتوبر 2012

الإعصـــــــــــــار سانـــــــــــدى…

Posted in قضايا السلام, الكوكب الارضى, المناخ, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المخلوقات, النجاح, الأمم المتحدة, الأنجازات, الأخلاق, الإرادة, الافلاس الروحى, الانتهاء, التعاون في 2:41 م بواسطة bahlmbyom

الإعصـــــــــــار ســـــــــــانــدى….

     تعيش الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الطوارئ القاسية منذ يومين تقريبا بعد أن ضربت العاصفة العاتية ساندي مناطق الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتسببت رياحها القوية المحملة بالامطار الغزيرة في وقوع فيضانات كبيرة في عدد من ولايات الساحل الامريكي.

 سمات الاعصار..

وتصنف العاصفة الاستوائية اعصارا عندما تصل سرعة الريح 47 ميلا بالساعة. قد يستهلك الاعصار كمية من الطاقة تقدر بما يعادل نحو 10 الاف قنبلة نووية طوال مدته الزمنية.

والإعصار ساندي، الذي قدم من فوق المحيط الأطلسي، من الفئة الأولى على مقياس سافير سمبسون المؤلف من خمس فئات، ويتجه بسرعة كبرى تبلغ 800 كلم في الساعة بحسب المركز الوطني للأعاصير الذي يوجد مقره في ميامي.

هذا وقد شهد ساحل ولاية نيوجرسي أول وصول للاعصار ساندي للبر الامريكي منتصف الليل بتوقيت غرينتش بسرعة رياح تصل الى نحو 85 ميلا بالساعة.

وافادت تقارير بمقتل 16 شخصا على الاقل في عدد من الولايات الامريكية وكندا بسبب اثار الرياح العالية والفيضانات التي تسببت فيها العاصفة.

كما تسببت في قطع التيار الكهربائي عن نحو 5.5 مليون شخص في مختلف الولايات الامريكية المتضررة.

وقدر عدد من سيتضررون بأثار العاصفة بنحو 50 مليون شخص في الولايات المتحدة، كما طُلب من نحو مليون شخص اخلاء مناطقهم تحسبا لآثار العاصفة عليها.

وقد اعلنت سلطات الولايات الامريكية حالة الطوارئ واوقف العمل في وسائل النقل العام في مدن الساحل الشرقي، وعلق الاف الرحلات الجوية.

وقد الغى الرئيس الامريكي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الامريكية ميت رومني عددا من فعاليات حملتيهما الانتخابيتين بسبب الاعصار الذي استبق هذه الانتخابات بأيام.

وغمرت المياه نيويورك ولونغ ايلاند ونيوجرسي، وغطت جزءا كبيرا من مدينة “اتلانتك سيتي” حيث اجلي نحو 30 شخص من منازلهم.

وقال عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ ان حركة المد والجزر سجلت ارتفاعا قياسيا كان اعلى بكثير من التوقعات.

واضاف بلومبرغ في مؤتمر صحافي عقده أن حوالى 250 الف منزل غرقت بالظلام مساء الاثنين في مانهاتن بسبب انقطاع التيار الكهربائي متوقعا انه سوف يستمر حتى صباح الثلاثاء “وربما ابعد من ذلك.

وقالت مفوضية شئون الطاقة النووية ان مفاعل “اويستر كريك” في نيو جرسي، الذي يعد من اقدم المفاعلات الامريكية، وضع في حالة انذار بسبب ارتفاع منسوب المياه.

وتهدد الأخطار الناجمة عن العاصفة مساحة نحو 800 ميلا (1290 كلم) على امتداد ساحل المحيط الاطلسي وصولا الى منطقة البحيرات الكبرى في وسط الغرب الامريكي.

تكــــــــاتف الجميع فى مواجهــــــــــة الأزمة…

جوجل يواجه الإعصار..

 أطلق موقع البحث الشهير، جوجل، خدمة خرائط تفاعلية لتعقب مسار إعصار ساندي وتوفير المعلومات التي تقدم الدعم المحلي.

وتتضمن خريطة الشركة لمدينة نيويورك مواقع مراكز الإخلاء وملاجئ الطوارئ التي أقامتها منظمة الصليب

وألغى جوجل اليوم بسبب هذا الإعصار مؤتمرا كان يعتزم فيه الإعلان عن إطلاق هاتفه الذكي نيكسوس 4 بالإضافة إلى نسخة جديدة من نظام التشغيل الخاص المسمى jelly Bean.

وتستخدم “خرائط الأزمات” التي أطلقها جوجل البيانات الواردة من معمل بحوث البحرية الأمريكية، و المركز الوطنى للأعاصير، وموقع أخبار الطقس الأمريكي weather.com ‎، ومركز المسح الجيولوجي الأمريكي.

وكتب كا-فينج يي مهندس البرامج بشركة جوجل على مدونة الشركة على الإنترنت “قام فريق الاستجابة للأزمات بشركة غوغل بتجميع خرائط خاصة بإعصار ساندي للمساعدة في تعقب تطور العاصفة وتوفير المعلومات المحدثة الخاصة بالطوارئ.”

وأضاف “نأمل أن تحصلوا على المعلومات التي تحتاجونها لعمل الاستعدادات المطلوبة ولتبقوا آمنين إذا كنتم في منطقة الإعصار.”

وكذلك ألغى موقع “فيسبوك” أيضا فعاليتين في نيويورك هذا الأسبوع بسبب الإعصار.

كما قال راجو ناريسيتي مدير التحرير بصحيفة “وول ستريت” جورنال على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إن الصحيفة سوف تلغي اليوم رسوم الدخول على موقعها، حيث يدفع المستخدم عادة نحو خمسة دولارات أسبوعيا نظير الدخول إلى موقع الصحيفة على الانترنت.

وقامت كذلك صحيفة “نيويورك تايمز” بإلغاء رسوم الدخول إلى موقعها على الإنترنت ظهيرة يوم الأحد.

وأضاف “كانت القنصلية العامة لفنلندا في نيويورك تقوم بعمل رائع الليلة الماضية لتوفير المعلومات على الفيسبوك”

لابد من تقديم العون من كل إنسان فجميعنا نعبش فى عالم واحد وجزء أصيل من أنسانيتنا  وأخلاقيتنا كإنسان ان نتكاتف معاً فى المواقف الصعبة بعيداً عن الكره او التعصب … دعــــــواتنا لاتنقطع ومجهودات الجميع متواصلة من أجل ان تعبر البلاد ومن يعيشون فيها  هذه الأزمــــــــــــة الشديدة الذى سوف يأخذ معالجة أثارها المدمرة الكثير من الوقت ولكن بالنظــــــــام والتكاتف من الجميع وبالمجهودات المتواصلة سوف يتم التغلب على هذا الوقت العصيب .أثق من محبة الله الفائقة لنا وأن مايحدث دائمـــــــــــاً هو لصالح البشر من أجل تطوره الروحانى وسوف نرفع أيادينا دائمـــــــــــاً بالأبتهال للخالق من أجل العون والحماية ..إنه سميع ومجيب الدعـــــــاء

  اللّهمّ يا سبّوح يا قدّوس يا رحمن يا منّان فرّج لنا بالفضل والإحسان إنّك رحمن منّان.

23 أفريل 2012

تصور نفسك نهرا…

Posted in مقام الانسان, مراحل التقدم, المياه, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المخلوقات, المسقبل, المساعدات, النقس, النجاح, النضج, البغضاء, التفكير, الحياة, الخدمة, الدنيا, الراحة, الرضا, السلوك في 2:21 م بواسطة bahlmbyom

 تصور نفسك نهرا ،  ليس بنهر عادي يتدفق عبر صحراء قاحلة حيث يتجمع الماء القليل مع التراب ويفقده نقاءه، كما وأنه ليس بنهر يتدفق خلال وادي منبسط له ضفاف جميلة وأرض يكسوها بساط من سندس ملئ بالأزهارالبرية، انما هذا النهر الذي هو انت يتدفق خلال غابة سريعة النمو كثيفة حيث تنمو الأشجار السميكة فتتساقط الاوراق الصفراء الذابلة بكميات كبيرة في النهر و تتجمع فيه الأنقاض والحطام المتساقطة على نهر حياتك وتسير مع تدفق الماء

الأوراق الذابلة التي فقدت الحياة ترمز إلى المشاكل التي تواجهنا في حياتنا و الحاجة إلى الأنضباط والنظام في عواطفنا لكي نطور العلاقات الحبية الخلاقة، وتفاعلاتنا الاجتماعية، علاقاتنا بالأخرين و مختلف العقبات والمعوقات الجسمانية والنفسية والاختبارات والمصاعب التي تواجهنا ، والتي اذا تغلبنا عليها تقوينا وتطهرنا. اينما كانت الأشجار تعلن عن وجود الحياة وطالما وجدت الأشجار والحياة لابد من وجود الأوراق الذابلة والميتة. هناك اشياء كثيرة مثل الأوراق الذابلة تتساقط في نهرحياتنا بدون ان نفعل شيئا لجذبها او نتحرك تجاهها ، لذا يمكننا ان نقول ان الأوراق الذابلة بريئة تماما لا لوم عليها. فهذه طبيعة الحياة أن تتساقط الأوراق في النهر وتسير مع تدفق الماء.

هذه الأوراق تمثل ايضا الأفكار السلبية غير الصحيحه ، انها تأتينا ولكننا قادرين ان ندعها تسير وتذهب مع جريان ماء الحياة. انها لا تضرنا ونحن ايضا لا لوم علينا إلا أذا تمسكنا بالافكار غير الصحيحه وغذيناها وترجمناها إلى العمل.

عندما تأتينا الافكار الهدامة والسيئة لندعها ببساطة تذهب لتاخذها الماء الجاري بعيدا. اذا سمحنا لتلك الافكار السلبية أن تبقى ستنمو قوية وتتراكم كالاغصان الجافة،. فتصبح حينها مشكلة وبامكانها أن  تضرنا وتضر المجتمع.

الله خلق حياتنا مثل النهر الذي لا بد ان يتدفق خلال أورقة الغابة المليئة بالاشجار المختلطة. يجب ان نتقبل ذلك وندرك بانها علامة العناية الالهية اللانهائية.  فلو اراد الله لجعل حياة البشرية تتدفق خلال ارض منبسطة حيث لاتوجد اوراق تتساقط في الماء. او لجعل الترتيب بصورة نكون محفوظين من تساقط الاوراق ومصونين من تلوث ماء الحياة، ولو فعل ذلك لما كان هناك نموا، او تحديا للتطور ولا وسيلة لتفسح المجال لظهور القوى المكنونة الروحانية.

النهر يتدفق ، ينفذ نحو اعماق الغابة ويستمر في حركته، وتتساقط الأغصان الجافة الذابلة في مياه النهر وتتكاثف كثيرا ، انها تنحشر في مجرى النهر و تتراكم وتعوق مجرى الماء ، تتجمع الأوراق بكميات وتلتصق مع الأغصان المتساقطة وتتضاعف تراكمها اكثر فاكثر إلى ان تكّون في النهاية حاجزا لمياه النهرويعرقل مجرى النهر، وهكذا بعد فترة لا يستطيع الماء الوصول إلى مقصده ويفقد سرعة تدفقه وشفافيته، فبالضرورة يتجزأ الى فرعين، فرعا يتجه نحو اليمين وآخر نحو اليسار، والان وقد تفرع النهر الى قسمين فيصبح  ضعيفا متهالكا ويصل لمقصده بدون تدفق سريع.

 ماء النهر هي حياتنا ، هي إدراكنا عن كامل القوى الروحانية الكامنة واظهارها. وتطوير تلك المواهب والصفات التي اودعها الله فينا. وفي النهاية الوصول للحياة الأبدية.

الى اين يتدفق نهر الحياة؟  اليس مقصده   البحرالاعظم؟

إن السير البطئ للماء يصور استنفاذ قوانا العقلية والروحانية وزيادة عجزنا وضعفنا في تحمل مسؤوليتنا عن تطورنا وعدم قدرتنا من التدفق الحر في مجرى نهر الحياة. نستطيع ان نشبه الأغصان بالتعصب ، الأنانية، نقائصنا من جميع الأنواع وقصورنا، التكبر ، العجرفة، تجاهل المسؤولية ، الغفلة ، نسيان الواجبات الروحانية ، سوء الظن، عدم الثقة واشياء اخرى كثيرة. فان الماء يتدفق، ولكنها تفقد رؤية مقصدها وتعجز عن الوصول اليها، وليس هذا الا عقاب لنا.

ماذا يجب عمله لإزالة هذا السد ؟

باختصار نقول ، يمكننا ان نعطيه ركلة جيده ونتخلص من شره، وبعبارة اخرى نستطيع ان نزيل تلك العقبات التي تمنع تدفق نهر حياتنا وتسبب الخلل، بواسطة العزم الثابت ، التصميم الراسخ ،  الدعاء والمناجاة، التأمل ، اطاعة الاحكام، والخدمة .

 عندما نجعل حياتنا تسير في خط مستقيم مع التعاليم الألهية يتدفق نهر حياتنا سريعا ، لطيفا و نقيا. الماء النظيف المتألق الطاهر يكون قادرا على حمل  تلك الأوراق ، الأنقاض والحطام التي تصطدم مع دورة حياتنا بعيدا.

عندما نحطم حاجز السد تتدفق الماء ثانية وتسرع نحو مقصدها.لو لم نزيل السد ستزداد  المشاكل ، لان تراكم العناصرالسلبية هي التي تخلق السد  فيجد مجالا للأفعال الهدامة التي تضرنا وتضر الأخرين.

ان نقاوة مياه حياتنا هي التي تجذب الأخرين الينا ، والتي تعطينا القدرة على الترقي المعنوي وإيصال المائدة الروحانية اليهم.

فالحياة ليست سوى عملية من بناء السدود وهدمها ، هذه هي قصة حياتنا.

                                                                                – ترجمة المضمون من خطاب لجناب على نخشـــــــــــــوانى وترجمة عهدية روحانى-

13 سبتمبر 2011

الأحتلاف والتفاوت فى أخلاق الإنسان..

Posted in مقام الانسان, مراحل التقدم, الميلاد, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المخلوقات, المسقبل, المشورة, النقس, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, الأنسان, الأبناء, الأباء, الأخلاق, التفكير, الجانب الإيجابى, الحياة, الخدمة, الدنيا في 1:14 م بواسطة bahlmbyom

 إلى كم تنقسم أخلاق النّوع الإنساني ومن أين جاء هذا الاختلاف والتّفاوت؟

                      الجواب: الأخلاق فطريّة وموروثة واكتسابيّة والأخيرة تحصل بالتّربية، أما الأخلاق الفطريّة وإن كانت الفطرة الإلهيّة خيرًا محضًا ولكنّ اختلاف الأخلاق الفطريّة في الإنسان ناشئ عن تفاوت الدّرجات، فكلّها خير أمّا بحسب الدّرجات هي بين حسن وأحسن.

كما أنّ لجميع النّوع الإنساني إدراكًا واستعدادًا، ولكن يتفاوت الإدراك والاستعداد والقابليّة فيما بين النّوع الإنساني، وهذا واضح، مثلاً هناك أطفال من بيت واحد ومن مكان واحد ومن مدرسة واحدة ويتعلّمون من معلّم واحد ويتربّون من غذاء واحد وفي مناخ واحد ويلبسون لباسًا واحدًا ويدرسون درسًا واحدًا فلا بدّ أن يكون البعض من بين هؤلاء الأطفال ماهرًا في الفنون والبعض متوسّطًا والبعض متأخّرًا، إذًا صار من المعلوم أنّ التّفاوت في الدّرجات موجود في أصل الفطرة، وأن تفاوت القابليّة والاستعداد مشهود، ولكن ليس هذا التّفاوت من وجهة الخير والشّر بل هو مجرّد تفاوت في الدّرجات، فواحد في الدّرجة العليا وواحد في الدّرجة الوسطى وواحد في الدّرجة الدُّنيا، مثلاً للإنسان وجود وللحيوان وجود وللنّبات وجود وللجماد وجود، أمّا الوجود فمتفاوت في هذه الموجودات الأربعة، فأين وجود الإنسان من وجود الحيوان، والحال أنّ الكلّ موجود، فمن الواضح إذًا أنّ في الوجود تفاوتًا في الدّرجات.

إنّ تفاوت الأخلاق الموروثة يأتي من ضعف المزاج وقوّته، يعني لمّا يكون مزاج الأبوين ضعيفًا يكون أطفالهما مثلهما، وإن كانا قويّين فأطفالهما يكونون نشيطين،  مثلاً يلاحظ أنّ الأطفال الذين يولدون من أب وأمّ ضعيفين عليلين يبتلون طبعًا بضعف في البُنية وضعف في العصب وهم عجولون فلا صبر لهم ولا جَلَد ولا ثبات ولا همّة، لأنّ ضعف الأبوين ووهنهما يصير ميراثًا للأطفال، وفضلاً عن هذا فإنّ بعضًا من السّلالات والأسر يختصّون بموهبة ما،إذًا صار من المعلوم أنّ الأخلاق الوراثيّة موجودة أيضًا.

           وأمّا تفاوت الأخلاق من حيث التّربية فهو عظيم جدًّا، لأنّ التّربية لها تأثير عظيم، إذ تصيّر الجاهل عالمًا والجبان شجاعًا والغصن الأعوج مستقيمًا وفواكه الجبال والغابات المرّة حلوة لذيذة، والوردة ذات خمس غلالات تصبح ذات مائة غلالة، وبالتّربية تتمدّن الأمّة المتوحّشة، حتّى الحيوان فإنّه بالتّربية يقلّد الإنسان في حركاته وأعماله، فيجب اعتبار التّربية أنّها في غاية الأهمّيّة، لأنّ الأمراض كما أنّها تسري بشدّة في عالم الأجسام وتنتقل من بعضها إلى بعض، كذلك الأخلاق لها سريان عظيم في الأرواح والقلوب، فالتّفاوت في التّربية عظيم جدًّا، وله حكم كلّيّ، ولرُبَّ قائل يقول ما دام استعداد النّفوس وقابليّتها متفاوتًا فلا بدّ أن تتفاوت الأخلاق بسبب تفاوت الاستعداد، فنقول إنّ الأمر ليس كذلك لأنّ الاستعداد على قسمين: استعداد فطريّ واستعداد اكتسابيّ، فالاستعداد الفطريّ الذي خلقه الله كلّه خير محض، إذ ليس من شرّ في الفطرة، أمّا الاستعداد الاكتسابيّ فهو سبب حصول الشرّ، مثلاً خلق الله جميع البشر ووهبهم قابليّةً واستعدادًا ليستفيدوا من الشّهد والسّكّر ويتضرّروا ويهلكوا من السّمّ، فهذه القابليّة والاستعداد كلاهما فطريّان أعطاهما الله لجميع النّوع الإنسانيّ على حدٍّ سواء، ولكنّ الإنسان يشرع في استعمال السّمّ قليلاً قليلاً ويتناول منه كلّ يوم مقدارًا ويزيد عليه شيئًا فشيئًا، حتّى يصل الأمر إلى أنّه لو لم يتناول كلّ يوم درهمًا من الأفيون لهلك، وانقلب استعداده الفطري انقلابًا كلّيًّا، فانظروا كيف يتغيّر الاستعداد والقابليّة الفطريّة تغيّرًا جذريًّا حتّى يتحوّل إلى العكس بسبب تفاوت العادة والتّربية، فليس الاعتراض على الأشقياء من جهة الاستعداد والقابليّة الفطريّة بل من جهة الاستعداد والقابليّة الاكتسابيّة، إذ ليس في الفطرة شرّ بل كلّها خير، حتّى الصّفات والأخلاق المذمومة الملازمة لذاتيّة البعض من النّوع الإنساني فإنّها في الحقيقة ليست بمذمومة، مثلاً يلاحظ في بداية حياة الطّفل الّذي يرضع من الثّدي أنّ آثار الحرص بادية منه كما يشاهد منه أيضًا آثار الغضب والقهر.

وإذًا يقال إنّ الحسن والقبح كلاهما فطريّ في الحقيقة الإنسانيّة، وهذا مُناف للخير المطلق الذي هو في الخلقة والفطرة، فالجواب إنّ الحرص الّذي هو طلب الزّيادة صفة ممدوحة لو استعملت في موضعها، فمثلاً لو يحرص الإنسان على تحصيل العلوم والمعارف وعلى أن يكون رحيمًا ذا مروءة وعدالة فإنّ ذلك ممدوح جدًّا، ولو يغضب على الظّالمين السّفّاكين للدّماء الّذين هم كالسّباع الضّارية ويقهرهم فذلك ممدوح جدًّا، ولكنّ هذه الصّفات لو استعملت في غير موضعها لكانت مذمومة”.

                                                                                                                         –  من كتاب فهم الدين البهائى-

2 سبتمبر 2011

القدرات الحقيقية الكامنة بالجنس البشري…

Posted in قضايا السلام, مراحل التقدم, أقليات, القمة, الكوكب الارضى, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المخلوقات, المسقبل, النهج المستقبلى, الأفئدة, الأنجازات, الأخلاق, الأديان العظيمة, الأضطرابات الراهنة, الافلاس الروحى, الانسان في 1:01 م بواسطة bahlmbyom

          لاشك أنَّ كل ما نستطيع ملاحظته من تاريخ البشرية هو تاريخ طفولة الإنسانية ثمَّ مرحلة الصبا ومن ثمَّ المراهقة. ولهذا أكَّد حضرة بهاء الله بأنَّنا أحيانًا قد نستهين بالقدرات الحقيقية الكامنة بالجنس البشري. ولكن هذه القدرات الدفينة بالإنسان ستبرز وتتجلى عندما تصل البشرية إلى مرحلة النضج والبلوغ. يقول حضرة بهاء الله:

        وباختصار فإنَّ المبدأ البهائي حول وحدة الجنس البشري يعني أنَّ الإنسان يمثل وحدة عضوية أساسية وقد طورت حياته الاجتماعية بالتدريج إلى مستويات أعلى من الوحدة مثل العائلة ثم القبيلة ثم المدينة ثمَّ الأمة. إنَّ المهمة الخاصة لحضرة بهاء الله هي إيجاد زخم ودفع للمرحلة التالية من هذا التكامل الاجتماعي، وبالأحرى تنظيم المجتمع الإنساني باعتباره حضارة تخص كوكب الأرض. يمكن الوصول لهذا الأمر من خلال تطوير بنية اجتماعية جديدة تعمل على التخفيض والحد من صراع المصالح وخلق مستوى جديد من الضمير الإنساني يؤمن إيمانًا قويًا بوحدة الجنس البشري. وفوق ذلك كله فإنَّ وحدة البشرية تعني وصول الإنسانية إلى مرحلة البلوغ أو النضوج خلال مراحل حياتها المشتركة.

        يمكن النظر إلى الجامعة البهائية بمثابة الجنين والنموذج المستقبلي للحضارة العالمية.  إنَّها تمنـح الفرد الفرصة السانحة لتطبيق مبدأ الوحدة والاتحاد ثم تطوير هذا الشعور الجديد.

                                                                                                                                                                                             -من كتاب الدين البهائى بحث ودراسة-

19 أوت 2011

ثلاثة مبادئ أساسية لتعاليم الدين البهائى…

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, مراحل التقدم, الميثاق, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المخلوقات, المرأة, المسقبل, المشورة, النهج المستقبلى, النجاح, النضج, النظام العالمى في 5:51 م بواسطة bahlmbyom

                     في بحثنا ومناقشتنا لتعاليم الدين البهائي سوف نتناول أولاً  ثلاثة مبادئ أساسية وهي (1) وحدة الألوهية (2) وحدة الجنس البشري (3) وحدة أصل الأديان.

الجزء الأول…

              (1) وحدة الألوهية :

        البهائية تؤمن بإﻟﻪ واحد، وهذا يعني بأنَّ الكون وجميع المخلوقات وما فيه من قوى قد خلقها خالق متعال وهو فوق قدرة الإنسان والطبيعة. هذا الموجود المقدس المنزه الذي نسميه الله سبحانه وتعالى له السلطة المطلقة على مخلوقاته وهو (القدير) بالإضافة إلى العلم والمعرفة الكاملة والشاملة وهو (العليم). وقد يكون لدينا مفاهيم مختلفة عن الله وطبيعته وقد نصلّي له بلغات مختلفة وندعوه بأسماء متنوعة مثل الله، يهوه، الرب أو براهما ولكننا في جميع الأحوال نتحدث عن نفس الوجود المقدس المنيع.

Image result for ‫وحدة أصل الأديان فى الدين البهائى‬‎

        تعظيمًا وتجليلاً لله سبحانه وتعالى يقول حضرة بهاء الله:

“سبحانك اللهم يا إلهي أنت الذي لم تزل كنت في علو القدرة والقوة والجلال ولا تزال تكون في سمو الرفعة

والعظمة والإجلال كلالعرفاء متحير في آثار صنعك وكل البلغاء عاجز من إدراك مظاهر قدرتك واقتدارك كل ذي عرفان اعترف بالعجز عن البلوغ إلى ذروة عرفانك وكل ذي علم أقر بالتقصير عن عرفان كنه ذاتك”.

             (2) وحدة الجنس البشري:

يعتبر وحدة الجنس البشري المبدأ البهائي الرئيسي الثاني، وهذا يعني بأنَّ كافة الجنس البشري يعتبرون من أصل مميز واحد ومن وحدة عضوية متكاملة. هذا الجنس البشري الواحد هو “أشرف المخلوقات” وأرقى شكل من أشكال الحياة وأسمى شعور خلقه الله سبحانه وتعالى لأنَّ بني الإنسان هذا هو الوحيد من بين المخلوقات الذي يستطيع أن

يدرك وجود الخالق تبارك وتعالى ويتصل به روحيًا وحول هذا الموضوع يقول حضرة بهاء الله :

        “يا أبناء الإنسان هل عرفتم لم خلقناكم من تراب واحد لئلا يفتخر أحد على أحد وتفكروا في كل حين في خلق أنفسكم إذا ينبغي كما خلقناكم من شيء واحد أن تكونوا كنفس واحدة بحيث تمشون على رجل واحدة وتأكلون من فم واحد وتسكنون في أرض واحدة حتى تظهر من كينوناتكم وأعمالكم وأفعالكم آيات التوحيد وجواهر التجريد هذا نصحي عليكم يا ملأ الأنوار فانتصحوا منه لتجدوا ثمرات القدس من شجر عز منيع”.

        إنَّ وحدة الجنس البشري تعني أيضًا بأنَّ لجميع البشر مواهب وقدرات إﻟﻬﻴﺔ معطاة.  إنَّ الاختلافات الجسمانية مثل لون الإنسان أو تركيبة شعره هي أمور ثانوية وليس لها أية علاقة بامتياز أو أفضلية أية مجموعة عرقية على الأخرى. التعاليم البهائية ترفض جميع النظريات التي تقول بوجود أفضلية عرقية لأنَّه ثبت أنَّها نتيجة تصور خاطئ وجاهل.

        يؤمن البهائيون بأنَّ الجنس البشري مكوّن أساسًا من أصل واحد ولكن التعصب والجهل وحب السلطة والغرور كان السبب في منع الكثير من الناس من معرفة وقبول وحدانية هذا الأصل. إنَّ المهمة

الرئيسية التي أتى بها حضرة بهاء الله هي تغيير هذا الوضع وإيجاد وعي وإحساس عالمي بمبدأ وحدة الجنس البشري. وكما يعتقد البهائيون بأنَّ الوحدة العضوية التي هي الإنسان قد مرّت من خلال عمليات نمو وتكامل مشتركة تحت العناية الإﻟﻬﻴﺔ. وكما أنَّ عضوًا ما يتدرج في مراحل مختلفة ويتطور تدريجيًا للوصول إلى البلوغ، وكذلك الجنس البشري فإنَّه يتدرج في الوصول إلى مرحلة بلوغه.

        إنَّ المظهر الرئيسي للتعبير عن التطور الاجتماعي للإنسان هو قدرته على تنظيم مجتمعه والارتقاء بعناصره من الأفراد إلى مستويات عليا من الاتحاد مع مزيد من الاختصاص لأفراده وبالتالي زيادة الاعتماد المتبادل فيما بينها والحاجة إلى التعاون بين تلك العناصر المتخصصة. إنَّ تشكيل العائلة والقبيلة والمدينة والشعب يمثل مراحل مؤشرة على التطور الاجتماعي. أمَّا المرحلة التالية من عملية النمو الجماعي وهو وحدة العالم، أي تنظيم المجتمع في حضارة عالمية فإنَّه يمثل الوصول إلى قمة التطور الإنساني.

        تحدث حضرة شوقي أفندي عن هذا المبدأ البهائي فتفضل قائلاً:

        “إنَّ مبدأ وحدة الجنس البشري وهو المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم حضرة بهاء الله ليس مجرد إحساس متدفق أو تعبير مبهم أو أمل زائف إنَّه مبدأ لا يطبق على الأفراد فحسب بل يتعلق أساسًا بطبيعة العلاقات الرئيسية التي يجب أن تربط بين الدول والأمم باعتبارهم أعضاء في عائلة إنسانية واحدة وإنَّه يتطلب تغييرًا عضويًا في هيكل المجتمع الحاضر على نحو لم يشهد العالم مثله من قبل إنَّه يدعو إلى إعادة بناء العالم المتحضر برمته ونزع سلاحه إنَّه يمثل قمة التطور الإنساني الذي بدأ بداياته الأولى بحياة العائلة ثمَّ تطور
حينما حقق اتحاد القبيلة الذي أدى إلى تأسيس الحكومة المدنية ثم توسع ليؤسس حكومات وطنية مستقلة ذات سيادة. إنَّ مبدأ وحدة الجنس البشري كما أعلنه حضرة بهاء الله يقوم على تأكيد شديد بأنَّ الوصول لهذه المرحلة النهائية من هذا التطور العظيم ليس ضروريًا فحسب بل حتمي الوقوع وأنَّ ميقات تحقيقه أخذ يقتـرب بسـرعة ولا يمكن تحققه بغير قوة إﻟﻬﻴﺔ المصدر.

        وعلى ذلك فإنَّ مبدأ وحدة الجنس البشري يقتضي ليس فقط وعيًا لدى الأفراد بهذا الأمر بل تأسيس وحدة الشعوب ثمَّ الحكومة العالمية وأخيرًا الحضارة العالمية. ونتيجة لذلك ليس كافيًا بأنْ يعترف العالم الإنساني بوحدته ثمَّ يستمر في حياته في عالم مفكك غاص بالخلاف والانحياز والتعصب والكراهية. علينا أنْ نعرب عن الاتحاد بواسطة بناء نظام اجتماعي عالمي متحّد مبني على المبادئ الروحانية. إنَّ تحقيق مثل هذا النظام يمثل الهدف الإﻟﻬﻲ المقدر لرقي الحياة الاجتماعية البشرية وتطورها.

Image result for ‫وحدة أصل الأديان فى الدين البهائى‬‎

(3) وحدة أصل الأديان

يعترف الدّين البهائيّ بأن الأديان السماويّة واحدة في أصلها، متّحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متّصلة في مقاصدها، جاءت جميعًا بالهدى لبني الإنسان. ولا يخالف الدّين البهائيّ في جوهره المبادئ الرّوحانيّة الخالدة الّتي أُنزلت على الأنبياء والرّسل السّابقين، وإنّما تباينت عنها قوانينه وأحكامه وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلّبات الحضارة، وأتت بما يدعم روح الحياة في هياكل الأديان، وهيّأت ما يزيل أسباب الخلاف والشّقاق، وأتت بما يقضي على بواعث الحروب، وأظهرت ما يوفّق بين العلم والدّين، وساوت حقوق الرّجال والنّساء توطيدًا لأركان المجتمع. هذا بعض ما يقدّمه الدّين البهائيّ لإنقاذ عالم مضّطرب وحماية انسانيّة محاطةٍ بخطر الفناء، ما لم يتجدّد تفكيرها وتتطوّر أساليبها لتتمشّى مع احتياجات عصر جديد.

“من كتاب الدين البهائى بحث ودراسة

25 جوان 2011

تعزيز ثقافة السلام المبنى على أحترام حقوق الإنسان والتنوع الديني…

Posted in قضايا السلام, مقام الانسان, مراحل التقدم, القرن العشرين, القرون, الكوكب الارضى, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المخلوقات, المرأة, المسقبل, المشورة, النهج المستقبلى, النجاح, النضج في 2:31 م بواسطة bahlmbyom

مبادرات للحوار العالمي الهادف إلى تعزيز ثقافة التسامح والسلام المبنية على احترام حقوق الإنسان والتنوع الديني

– قدم إلى مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان- الأمم المتحدة- وحدة مكافحة التمييز.-

جنيف
٢٦ يونيه ٢٠٠٧

           ترحب الجامعة البهائية العالمية بدعوة مكتب المفوضية العليا لحقوق  الإنسان لتقديم مساهمتها في المبادرات التي تعزز ثقافة السلام المبني على احترام حقوق الإنسان والتنوع الديني. حقًا إن عمل الجامعة البهائية يتأصل في ادراك أن المجتمع السلمي يقوى بتنوع ثقافات أعضائه وأنه يتطور من خلال البحث الحر والمستقل لأفراده عن الحقيقة، وأنه ينتظم من خلال حكم القانون الذي يحمي حقوق كافة الفتيات والنساء، الأولاد والرجال.
فإزاء ما نرى من تعصب راسخ وتفرقة قائمة على الدين أو العقيدة، فإن الجامعة البهائية العالمية تقر بالحاجة إلى عمل محكم ومتماسك من قبل المجتمع الدولي لخلق مناخ يستطيع فيه الأفراد ذوي العقائد المختلفة أن يعيشوا، جنبًا إلى جنب، حياة خالية من العنف والتفرقة العنصرية. إن قرار الجمعية العامة في ١٩ ديسمبر ٢٠٠٦ وعنوانه (محاربة ازدراء الأديان) ليس كافيًا أو مناسبًا لتحقيق هذه الغايات. فلو كان متبنو القرار صادقين في مضمونه لأقروا بالحاجة الملحّة والجليّة لتوسيع غطاء القرار ليشمل جميع الأديان. فاليوم يصوب العنف والتفرقة نحو كثير من الجماعات الدينية الكبيرة منها أو الصغيرة، الحديثة والقديمة، فكثير من الهجمات تشن على الديانات الصغيرة دون أن تلقى اهتمامًا. فمن غير المعقول أن يكون هناك تمييز لبعض الديانات في هذا المجال.
إن الجامعة البهائية العالمية والتي تمثل أكثر من مائة وثمانين محفلاً مركزيًا قد قادت حملة عالمية لتوعية محافلها بأهمية وترابط مفهوم حقوق الإنسان وذلك عن طريق تعليم ثقافة حقوق الإنسان بشكل منهجي وعن طريق تدعيم التوعية بحق الأفراد في حرية الدين والمعتقد. في خلال العقد الأخير تسلم أكثر من مائة محفل مركزي الأدوات التي من خلالها يمكنها ترويج تعليم حقوق الإنسان في مجتمعاتها المحلية والمركزية والتي تعرفت غالبًا على حقوق الإنسان للمرة الأولى.
وعلى خلفية العنف الطاغي والتفرقة المبنيان على أسس دينية، والذي لم يفلت منه أعضاء الدين البهائي، فإن الجامعة البهائية العالمية قد أولت تركيزًا خاصًا لمسألة حرية الدين أو العقيدة، تلك القضية التي تمثل مبدأً أساسيًا من مبادئ الدين البهائي. لقد ساعدت الجامعة محافلها المركزية على أن تصبح على علم بهذا الحق وبظروفه حول العالم وبالمسئوليات التي يتطلبها. وفي جهودها لتعبئة أعضاء الجامعة البهائية حول العالم في أن يصبحوا متبنين نشطاء لثقافة تقر بالطبيعة المقدسة للضمير الإنساني، طبيعة تمنح الحق لكل فرد في البحث الحر عن الحقيقة وتعزز الحوار السلمي لإفراز المعرفة، فإن الجامعة البهائية العالمية قد شجعت محافلها على أن تسترشد بالمبادئ الآتية:

أولاً: ان الحرية في تبني العقائد عن طريق الاختيار الشخصي للفرد وفي تبديل هذه العقائد هي من السمات المميزة للضمير الإنساني، وهو مما يعزز بحث الأفراد عن الحقيقة. إن تشبث القانون الدولي بهذا الحق من شأنه أن يعزز مكانته في تأمين كرامة الكائنات البشرية. وفي انتهاك صارخ لهذا الحق فإن حكومات بعض الدول الإسلامية قد حددت ديانات “متفق عليها” أو “سماوية” يسمح للناس باعتناقها. وعند التحول من هذه الديانات إلى ديانات “غير متفق عليها” فإن هذه الدول تكيل تهمة “الردة”- ذات عقوبة السجن أو الموت أحيانًا- والتي تؤدي إلى حرمان الأفراد من حقهم في اختيار معتقدهم. وبما أن كل حق من حقوق الإنسان مرتبط لاآخر فإن هذه الإنتهاكات لهذا الحق في حرية الدين أو العقيدة قد أثّرت على سائر الحقوق ومن بينها حق التعليم، العمل، الاجتماعات السلمية، المواطنة، الصحة، وأحيانًا الحياة نفسها.

ثانيًا: إن حق الحرية في الدين والمعتقد مرهون بكشف الأفكار الجديدة وبالقدرة على مشاركة المعلومات وتبادلها. ولما كان هذا الحق لا يستطيع شرعيًا أن يمتد ليغطي الأفعال التي تغذي الكراهية فإن الدولة لا تستطيع أن تمنع النقد والنقاش الصادق حول مسائل الاعتقاد الديني.
وعلى خلفية تعاظم التعددية في مختلف المجالات، تواجه الدول تحدي التشبث بالتماسك الإجتماعي وبالوحدة الوطنية. إن التجانس الثقافي والتوحد الأيديولوجي ليسا ضامنين للسلام والأمن. بل إن إقرار القوانين العادلة التي تضمن الكرامة والمساواة في الحقوق للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء، ذكورًا وإناثًا، هو الذي من شأنه أن يرسي الأساس المتين لمجتمع سلمي مزدهر. كما أن النظام القضائي المستقل هو عامل جوهري في عملية إدارة القضايا الخاصة بإثارة الكراهية الدينية.
فحيثما طُرحت أراء متعارضة حول الدين، تكون مسئولية الدولة أن تكفل حق الرد. فعلى أقل تقدير يجب على كلا الطرفين أن يملك الحق في الاستجابة، وذلك بأسلوب سلمي وقانوني حتى يتسنى للعموم أن يصلوا إلى استنتاجاتهم الشخصية. تستدعي سياسة وقائية طويلة الأمد لمحاربة ازدراء الأديان والعقائد، التركيز على تربية الأطفال أولاً وقبل كل شيء. وعلى وجه الخصوص تشمل هذه التربية إمدادهم بأدوات السؤال بشكل سلمي والمناقشة بشكل متماسك والمشاركة الحرة في توليد المعرفة. فبهذه الطريقة يمكن أن يعد جيل كامل لمواجهة قوى الجهل والتعصب التي تنخر في بنية المجتمع الفكرية والإجتماعية.
وبالإضافة إلى الدول، تقع على عواتق قادة الأديان مسئولية عظمى لمنع الممارسات الإزدرائية حتى لا يصبحوا هم أنفسهم عوائق في طريق السلم والتفاهم المشترك. بل عليهم أن يرشدوا أتباعهم، قولاً وفعلاً، إلى التعايش السلمي مع أولئك الذين يفكرون ويتصرفون بطريقة مختلفة. ففي مجتمع متعدد الأديان لا بد من الاعتراف بأن الالتزامات المفروضة على جامعة دينية معينة هي ليست ملزمة لأشخاص لا ينتمون إلى هذه الجامعة ما لم يكن مضمون هذه الالتزامات متجاوبًا مع حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليًا.

وأخيرًا فإن التدابير القانونية وحدها لن تكون قادرة على استئصال النزعات التدميرية نحو العنف والتفرقة وخصوصًا عندما تنحاز هذه التدابير لحماية جماعة من المؤمنين على حساب جماعة أخرى تُضطهد بنحو مماثل. لقد سعت الجامعة البهائية العالمية إلى المساهمة في خلق ثقافة من الإحترام وتبادل المعرفة من خلال توجيه جهود محافلها المركزية لدعم مبادئ البحث المستقل عن الحقيقة والتمسك بالنظام العالمي لحقوق الإنسان وخلق بيئة – ثقافيًا وقانونيًا – يصبح العقل البشري من خلالها حرًا في المعرفة وحرًا في الإيمان. نشكر مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة على هذه الفرصة لتقديم هذه المشاركة.

http://www.bahai.com/arabic/BIC/BIC-Statement_26-June-2007.htm

20 ماي 2011

صديقـــــــــى…

Posted in قضايا السلام, مواقف, مراحل التقدم, المبادىء, المجتمع الأنسانى, المحن, المخلوقات, المسقبل, الأخلاق, الحياة, الخيرين من البشر, الخدمة, الراحة, السلوك في 8:43 م بواسطة bahlmbyom

أستمتعت بتلك الكلمات وأردت مشاركتكم فيهــــــــــــا ..محبتى لكم جميعاً…

  تبسم فان الله ما أشقاك إلا ليسعدك
وما أخذ منك إلا ليعطيك
وما أبكاك إلا ليضحكك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما ابتلاك إلا لأنه يحبك

 هناك صديقان يمشيان في الصحراء
خلال الرحلة تجادل الصديقان
فضرب أحدهما الآخر على وجهه

الصديق الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة

كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي

استمر الصديقان في مشيهما إلى إلى أن وجدوا واحة فقررا أن يغتـسلا
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة

وبدأ في الغرق و لكن صديقه أمسكه وأنقذه من الغرق
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام
و كتب على قطعة من الصخر: اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي

الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله

لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال ؟


و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟

فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال
حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها !!

و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر
حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها !!

تعلمـوا أن تكتبـوا آلامكــم على الرمــال و أن تنحتـوا المعـروف على الصخــر

صديقي …

ان اخطأت معك يوماً

فلا تخف لآني سأهب لطلب السماح منك

وان اخطأت معي يوماً

ووجهت ألي سهام اتهامك

وتسرعت بحكمك علّي

تعال الي فوراً

فسأكون بأنتظارك حتماً

 وستشهد دموعي على محبتي والحرقة بغيابك

فأنا وانت في الله اخوة

سأنتظرك

وسأسامحك

حتى وأن جرحتني

 

فالعتب على قدر المحبة

وانا احبك

كن على ثقة

بأن كل اسرارك ستدفن معي

حتى وان ابعتدتنا رياح الشك

 لكل من وصلته هذه الرسالة مني

انت تحتل مكانة كبيرة في قلبي وانت فعلاً مميز لدي

أقريب كنت او بعيد

انا بجانبك

حتى لو لم تكن تعتبرني كذلك

 وان آذيتك مرة فقد مسحت دموعك مراراً

4 مارس 2011

مدى تأثير ردود أفعالنا على حياتنا…

Posted in مواقف, المحن, المخلوقات, النجاح, الوقت, الأنسان, الأبناء, التفكير, التفسيرات الخاطئة, الحقوق والواجبات, الحماية, الحياة, الراحة, الرضا, السلوك, الضمير, العمل, رد الفعل في 3:30 م بواسطة bahlmbyom

وصلتنى هذه الرسالة الرائعة من أحدى الصديقات ووجدتها من الأهمية ان نتشاركها سوياً لما أعتقده من أهمية تأثيرها  على سلوكنا وقرارتنا وردود أفعالنا …شكراً للصديقة وأرجوا أن نستمتع بالمقال

قاعدة ذهبية ستغير حياتك ستغير حياتك…

(على الأقل ردود أفعالك تجاه مواقف معينة)

قرأت مقال لستيفن كوفي ، ود. ستيفن آر كوفي هو أحد مؤسسي شركة فرانكلين كوفي وقد ألف مجموعة من أشهر الكتب وأكثرها مبيعاً في العالم تناقش التحديات والتعقيدات التي يواجهها المرء في عالمنا اليوم على الصعيدين الشخصي والمهني مثل كتاب “العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية” ، وكتاب “الأهم ثم المهم”.. فأحببت أن تشاركوني قراءة هذا المقال والاستفادة منه على الصعيدين الشخصي والمهني . 

 

https://i0.wp.com/dc12.arabsh.com/i/02143/tyecjzb9h9gy.png


ما هي هذه القاعدة ؟


10% من الحياة تتشكل من خلال ما يحدث لنا ، و الـ90 % من الحياة يتم تحديدها من خلال ردود أفعالنا !!!!! 

https://i0.wp.com/dc12.arabsh.com/i/02143/puj7sbjialvy.jpg

ماذا يعني هذا؟
معنى هذا الكلام أننا في الواقع ليس لدينا القدرة على السيطرة على الـ 10% مما يحدث لنا , فنحن لا نستطيع منع السيارة من أن تتعطل أو الطائرة من الوصول متأخرة عن موعدها (مما سيؤدي ذلك إلى إفساد برنامجنا بالكامل) ، أو سائق ما قطع علينا حركة المرور أو السير . فنحن في الواقع ليس لدينا القدرة على التحكم بـ10% ولكن الوضع مختلف مع الـ90 % ، فنحن من يقرر كيف يمكن أن تكون الـ90 %

كيف ذلك ؟؟
عن طريق ردود أفعالنا … نحن لا نستطيع التحكم في إشارة المرور الحمراء ، و لكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا ، لا تدع الآخرون يجعلونك تتصرف بحماقة، أنت تستطيع أن تقرر ماهي ردة فعلك المناسبة…

دعونا نستخدم هذا المثال:


كنت تتناول طعام الإفطار مع عائلتك و فجأة أسقطت ابنتك الصغيرة فنجان القهوة على قميص عملك. لم يكن لك دور فيما حدث هنا ولكن ماسوف يحدث لاحقا سيتقرر حسب ردة فعلك …بدأت بالصراخ و الشتم و قمت بتوبيخ ابنتك.. فأخذت الطفلة في البكاء ، ثم استدرت إلى زوجتك موبخا إياها لوضعها الفنجان على حافة الطاولة ، وبعد مشادة لفظيه قصيرة بينكما، اندفعت إلى الطابق العلوي و قمت بتغيير قميصك و من ثم عدت إلى الطابق السفلي ، فوجد أن ابنتك قد انشغلت بالبكاء عن إنهاء فطورها و الاستعداد للمدرسة ، و نتيجة لذلك فاتها باص المدرسة و زوجتك كان لابد أن تغادر لعملها .. اضطررت إلى إيصال ابنتك بسيارتك الخاصة إلى المدرسة ، و بما أنك متأخر قدت سيارتك بسرعة 40 ميل في الساعة من أصل 30 ميل في الساعة كحد أقصى.. و بعد 15 دقيقة تأخير و دفع مخالفة مرورية بقيمة 60$ ، وصلت إلى المدرسة .. ركضت ابنتك إلى مبنى المدرسة دون أن تقول لك مع السلامة .. و بعد و صولك إلى المكتب متأخراً 20 دقيقة ، وجدت أنك قد نسيت حقيبتك ….فها هو يومك بدأ بصورة سيئة و استمر من سيء إلى أسوء .. بعد عودتك إلى المنزل تجد توترا في العلاقة بينك وبين زوجتك وابنتك. لماذا ؟؟ بسبب ردود أفعالك منذ الصباح … 

https://i0.wp.com/dc12.arabsh.com/i/02143/g73e4yf42ri6.png
لماذا كان يومك سيئا ؟؟
أ)هل هو بسبب القهوة ؟؟
ب)هل هو بسبب إبنتك ؟؟
ج )هل هو رجل الشرطة؟
د )هل أنت سببت لنفسك ذلك؟

الإجابة هي: د

لم يكن لك دخل أو سيطرة على حادثة الفنجان ولكن ردة فعلك في الخمس ثواني التالية هي من تسببت في إفساد يومك.

هنا هو ماكان ممكن وينبغي أن يحدث .. فنجان القهوة وقع عليك ، و بدأت ابنتك بالبكاء .. وقلت لها بكل لطف: لا بأس يا عزيزتي .. و لكن كوني في المرة القادمة أكثر حذراً و انتباه .. تتناول المنشفة وتسرع إلى الطابق العلوي .. تستبدل قميصك وتتناول حقيبة أوراقك وثم تعود إلى الطابق السفلي في الوقت المحدد لترى ابنتك من النافذة و هي تصعد إلى حافلة المدرسة ملوحة بيدها لوداعك تصل إلى عملك مبكراً بـ 5 دقائق و تحيي زملائك بكل مرح و ابتهاج .. ويبدي رئيسك تعليقا حول يومك الرائع.

لاحظت الفرق؟
يوجد سيناريوهان مختلفان .. لهما نفس البداية ،ولكن نهاية مختلفة لماذا ؟؟ بسبب ردة فعلك .. و في الحقيقة لم يكن لديك أي سيطرة على الـ 10% التي حدثت أما الـ 90% الأخرى فتم تحديدها عن طريق ردة فعلك

هنا بعض الطرق لتطبيق القاعدة

إذا قال أحد الأشخاص : بعض الأشياء السيئة عنك ، فلا تكن مثل الأسفنج .. بل دع الهجوم يسيل عليك مثل الماء على الزجاج .. و لا تسمح للتعليقات السلبية أن تؤثر عليك !

فردة الفعل الإيجابية لن تفسد يومك ، بينما ردة الفعل السلبية قد تؤدي إلى فقدانك للأصدقاء أو فصلك من العمل و تكون في حالة من العصبية و الإرهاق ….. إلخ ..

كيف تكون ردة فعلك إذا قطع عليك أحد الأشخاص حركة السير ؟؟ هل تفقد أعصابك ؟؟ هل تضرب مقود السيارة بقوة حانقا. أحد أصدقائي أسقط مقود السيارة!
هل تشتم؟؟ هل يرتفع ضغط دمك عاليا ؟؟ من سيهتم إذا وصلت إلى العمل متأخراً بعشر ثواني ؟؟ لماذا تسمح للسيارات بإفساد قيادتك

تذكر قاعدة الـ 10/90 و لا تقلق لما سيحدث لكَ بعد ذلك

قيل لك بأنك فقدت وظيفتكَ … لماذا الغضب و الانزعاج و الأرق ؟؟؟ استغل طاقة القلق ووقتك في إيجاد وظيفة أخرى

 

1 نوفمبر 2010

نص محاضرة الأستاذ طارق حجي بجامعة الزيتونة بتونس يوم 12 أكتوبر 2010

Posted in قضايا السلام, القرون, الكوكب الارضى, الميثاق, المجتمع الأنسانى, المخلوقات, الأنجازات, الأخلاق, التكفير, التعصب, الجنس البشرى, العلاقة بين الله والانسان, انعدام النضج, اختلاف المفاهيم, دعائم الاتفاق في 1:39 م بواسطة bahlmbyom

 

الإصلاح الديني:  حجر الأساس للإصلاح في المجتمعات العربية.

د/ طارق حجي

أولاً: تصور عام

لعب الإسلام دوراً كبيراً في صياغة تاريخ وثقافة شعوب المجتمعات الناطقة باللغة العربية. وكما عرف “العقل المسلم” فترات ازدهار (بمعايير القرون الوسطى) حتى القرن الثاني عشر الميلادي، فقد عرف منذ هذا الوقت رحلة انحدار وجمود وانغلاق لا تخفى معالمها على أحد. ومنذ تفاعلت شعوب هذه المجتمعات مع الغرب (منذ اليوم الأول للحملة الفرنسية على مصر سنة 1798) فقد أصبحت الإشكالية الكبرى متجسدة في خيارين أو منهجين: الأول يزعم أن تأخر مجتمعاتنا كان ولا يزال بسبب عدم تمسكنا بالمنظومة الإسلامية كلها كمنهج حياة وعمل للأفراد والمجتمعات. أما المنهج الثاني فكان  (ولا يزال) أصحابه يرون حتمية الأخذ بآليات الحضارة الغربية كشرط أساس لتقدم مجتمعاتهم. ويمكن القول (بقليل من التعميم) أن المناخ السياسي والثقافي والفكري والتعليمي في المجتمعات الناطقة بالعربية لا يزال يشهد صراعاً بين هذين المنهجين: منهج الرجوع للجذور والأصول الإسلامية، ومنهج الأخذ بآليات وفعاليات الحضارة الغربية التي تجاوزت اليوم الغرب بمعناه الجغرافي، حيث صارت هذه الآليات في مجتمعات عديدة  خارج أوروبا.

وفي اعتقادي أن دعاة العودة للجذور والأصول ليس لديهم ما يقدمونه إلا الوعود الكبيرة للعامة. أما خاصة المثقفين فيعرفون أن التاريخ الإسلامي كان تاريخاً بشرياً محضاَ شهد فترة ازدهار نسبي (يبالغ في حقيقتها ومداها كثيرون) ثم أخذت في الانحسار والانهيار عندما أفرزت من داخلها عقلية نقلية مضادة للعقل والابتكار ووضعت سقوفاً منخفضة لعمل العقل الإنساني. وفي كل الأحوال، فإن الفترة التي يسميها البعض بالحقبة الذهبية ليست إلا فترة ذات ملامح تعكس حقائق العصور الوسطى بكل ما تعنيه الكلمة.

والمعضلة الكبرى في هذا الجدل (العقيم في نظري) هو خطيئة اعتبار محركات وفعاليات وديناميكيات ومحفزات الحضارة الغربية “غربية” .  فقد أثبتت في العديد من كتبي أن التقدم الذي شهد أوروبا الغربية قد حدث بفعل عوامل إنسانية أكثر من كونها أوروبية أو غربية. وأول هذه العوامل هو الحد الكبير من سلطان ونفوذ رجال الدين ثم رفع سقف حرية التفكير وإعمال العقل النقدي وهما العاملان اللذان طورا قيم التقدم والتي هي جلها “إنسانية صرف” وليست غربية أو مسيحية أو أوروبية.

ومن أوضح الأدلة على إنسانية وعالمية قيم وفعاليات التقدم هو ما حدث على نطاق واسع في القارة الآسيوية عندما وظفت مجتمعات غير أوروبية آليات وقيم التقدم لإحداث النهضة، فتحققت النهضة المرجوة. وهذا ما شهد الدنيا في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان ثم بعد ذلك في مجتمعات أخرى مثل المجتمع الماليزي الذي يمكن اعتباره أوضح الأدلة على عالمية وإنسانية قيم وآليات التقدم.

وبالعودة للمجتمعات الناطقة بالعربية فإن تحليل ظواهرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والإعلامية المعاصرة سيؤكد خلو بيئاتها من قيم التقدم التي هي كما ذكرت إنسانية وعالمية بكل وضوح.

سيكون دائماً التحدي الأكبر لهذا النهج آتياً من المؤسسات الدينية ليس بدافع ديني محض (ولا حتى بأي دافع ديني حقيقي ) وإنما بدافع الدفاع عن سلطان ونفوذ لا حد لهما في إدارة وتوجيه الحياة في مجتمعاتهم.

وبنفس الجزم فإن المنطقة المقدسة التي يجب التعامل معها كحجر أساس مشروع النهضة هي مؤسسة التعليم بما في ذلك  ( بل وعلى رأس ذلك) التعليم الديني. فأي عمل خارج هذا المضمار سيبقى هامشي الأثر والجدوى. فالجدوى مرهونة بما سيحدث داخل المؤسسات التعليمية (و أكرر: وفى مقدماتها مؤسسات التعليم الديني).

فإصلاح التعليم بوجه عام وإصلاح التعليم الديني بنفس الدرجة من الأهمية هما حجر الأساس الذي لن يكون بوسع أحد في مجتمعات منطقتنا (الناطقة بالعربية) إنجاز مشروع التقدم والنهضة إذا ما لم تتم قبل ذلك عملية إصلاح في التعليم وفي التعليم الديني تغرز في العقول والضمائر قيم التقدم وبصفتها قيم إنسانية وعالمية في المقام الأول.

ثانياً: قيم التقدم

إن نظرة (مما أطلق عليه في كتاباتي في علوم الإدارة الحديثة “helicopter view” “نظرة من علٍ”) للمجتمعات المتقدمة مع معرفة (عميقة) موازية لتاريخها ومسيرتها تنبئ بأن التقدم في المجتمعات التي بلغت شأناً بعيداً في مسيرة النمو والتقدم كان نتيجة لمجموعة من القيم تم تأصيلها في المجتمع من خلال تأصيلها في العملية الدينية ، وهي القيم التي تحتاج مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لإعادة بناء مؤسساتها التعليمية ومنها مؤسسات التعليم الديني على أساسها.

وأول قيم التقدم هي العقل والنقد والفضاء الواسع للعقل النقدي  (Critical Mind) وهذه القيمة الأولى من قيم التقدم ستكون دائماً الأكثر تعرضاً لهجمات الثيوقراطية والثيوقراطيين لعلمهم بتجليات تأصل هذه القيمة من خلال المؤسسة التعليمية في أي مجتمع.

وثاني هذه القيم هي تأصيل قيمة التعددية  (Plurality) كعلم من أهم معالم الحياة بوجه عام، والمعرفة والعلم والثقافة بوجه خاص.

وثالث هذه القيم هو الغيرية (Otherness) والتي فحواها قبول الآخر أيا كان شكل أو نوع الآخر. والغيرية نتيجة طبيعية لتأصل قيمة التعددية.

ورابع هذه القيم هي عالمية وإنسانية المعرفة والعلم  (Universality of knowledge & science). وهذه القيمة ترتبط إرطباتاً جدلياً (Dialectic) وثيقاً بالقيم الثلاث السابق ذكرها.

والقيمة الخامسة هي التسامح  (Tolerance) الديني والثقافي كنتيجة طبيعية للإيمان بتعددية أوجه الحياة المختلفة.

والقيمة السادسة تتعلق بالمرأة ومكانتها في المجتمع انطلاقا من رؤية ونظرة للمرأة ككائن مساوي كليةً للرجل ويماثله في الحقوق والواجبات والقيمة الإنسانية. والرابط بين التقدم ووضع المرأة هو رابط جدلي ثنائي: فمن جهة، فإن المرأة هي نصف المجتمع عددياً، وتعطيل نصف المجتمع لا يمكن إلا أن يأتي بنتائج سلبية… ومن جهة أخرى فإن المرأة هي التي تربي النصف الآخر، فإذا لم تكن إنسانة حرة فإنها تنشئ النصف الآخر من المجتمع وهو مخلوط بالعيوب والسلبيات الناجمة عن نشأته على يد دونية.

والقيمة السابعة هي حقوق الإنسان بمفهومها الذي تطور خلال القرنين الأخيرين.

والقيمة الثامنة هي قيمة المواطنة (Citizenship) كأساس للعلاقة بين أفراد المجتمع بعضهم ببعض ولعلاقتهم بالدولة.

والقيمة التاسعة هي مفهوم الدولة الحديث ومفهوم سيادة القانون (Rule of law) واللذان يختلفان عن مفاهيم القبيلة والقرية والعائلة.

والقيمة العاشرة هي الديمقراطية بصفتها أجلّ استبداعات الإنسانية خلال القرنين الأخيرين.

والقيمة الحادية عشر هي قيمة العمل وهو ما يتضمن ما يحيط بالعمل من مفاهيم حديثة مثل العمل الجماعي والإتقان وتقنيات الإدارة الحديثة وثقافة المؤسسة عوضاً عن ثقافة الأشخاص.

والقيمة الثانية عشر هي قيمة الاهتمام بالمستقبل أكثر من الاهتمام المفرط بالماضي والذي هو من معالم الثقافة العربية.

والقيمة الثالثة عشر هي قيمة الموضوعية  (Objectivity) التي وإن كانت نسبية إلا أنها تختلف عن الشخصنة الشائعة في ثقافات قديمة من أهمها الثقافة العربية. فسوسيولوجيا القبيلة التي حكمت الثقافة العربية لحدٍ بعيد تعمل لصالح الشخصنة ويبعد عن مفهوم الموضوعية.

والقيمة الرابعة عشر هي نسبية (Relativity) العلم والمعرفة والأحكام الإنسانية. فرحلة العقل الإنساني خلال القرون الثلاثة الماضية قد أخذته بعيداً عن ثقافة الأحكام المطلقة وقرَّبته من ثقافة الأحكام النسبية.

والقيمة الخامسة عشر هي ثقافة المشاركة (Participation) لا التبعية . والمشاركة هي قيمة تتعارض كثيرا مع ما أفرزته الثقافات العربية عبر القرون من تعاظم الإتباع وضآلة المشاركة.

ثالثاً: ما العمل؟

خلال القرنين الماضيين تقدم أنصار العلم والعقل والحداثة في مجتمعاتنا قليلاً ثم حدثت انتكاسة فأصبحوا في المرتبة الثانية وبمسافة بعيدة وراء مدرسة الرجوع للجذور والأصول. وفي اعتقادي أن أسباب حدوث ذلك عديدة ولكن يبقى في مقدمتها  تواصل الجدل على المستوى الفوقي أو الكلي (الماكرو) وعدم التركيز على التغيير الجذري في العقلية من خلال التعليم. فالحوار على المستوى الفوقي يبقى في غالبه قائماً على الشعارات وهي الأكثر جذباً للجماهير. وجل أنصار منهج العودة للأصول أصحاب شعارات جذابة للعامة، حتى وان كانوا من أنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين (كما هي حال أغلبهم) .  وحتى عندما سمحت الفرص بوجود قيادات قادرة على إنجاز رحلة العبور من ظلام الواقع لنور التقدم (كما حدث في تركيا من 1923 إلى 1938 وكما حدث في تونس من 1956 إلى 1987)، فإن العمل في مؤسسات التعليم لم يكن كاملاً ولم يكن شاملاً بل ووصل حجم التعليم الديني (منبت الصلة بعقلية التقدم والحداثة) في بلدان حاكمة مثل تركيا ومصر ما بين 15% و20% من أبناء وبنات المجتمع المنخرطين في العملية التعليمية.

وفى اعتقادي انه رغم صعود موجة الرجوع للأصول والجذور ، فإن الوضع العالمي وحركة التاريخ هي في صالح القيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني والنخب المثقفة وقيادات التعليم والإعلام المؤمنين بالتقدم، وسيكون بوسع هؤلاء في ظل هذه الظروف العامة أن يبذروا بذرة الإصلاح في أرض التعليم بوجه عام والتعليم الديني بوجه خاص.

رابعاً: إصلاح المؤسسات الدينية لا تجاهلها

إن متابعتي لأحوال المجتمعات الناطقة بالعربية الثقافية لقرابة أربعين سنة تجعلني أقرب إلى اليقين بأن تجاهل الدين (ناهيك عن تجريحه بأقلام وألسنة أشخاص يحركهم الغضب وليس العلم) هو موقف لن تكون له أية ثمار إيجابية. فالدين جزء أساس من الهواء الذي تتنفسه شعوب منطقتنا الناطقة بالعربية. ومن الأجدى العمل على إصلاح المؤسسات الدينية والثقافة الدينية والتعليم الديني والتعليم بوجه عام عن الدخول في مبارزة دون-كيشوطية لن تكون لها آثار إلا فقدان الجماهير وتباعدهم. وهنا تكمن خطورة مجموعات من المثقفين العرب جعلوا مهمتهم الأولى الهجوم العاتي على الدين وليس العمل على إصلاح فهم الناس له.

الصفحة السابقة · الصفحة التالية